ترك القديس إشعياء برية شيهيت في عام 407م بصحبته عدد من تلاميذه بسبب غارة البربر الأولى وعاش جنوب مدينة نصيبين مدة أربعين سنة، كتب فيها كتابات كثيرة عن النسكيات سُميت "نسكيات إشعياء " وكتب أيضاً عن مخافة الله، ومحاسبة النفس، والاتضاع وطرح النفس أمام الله، واللطف مع الإخوة والأبدية، ونصائح للمبتدئين وامتازت جميع كتاباته بالاستناد إلى المبادىء والمفاهيم الإنجيلية وهي منتشرة بين الرهبان في الشرق المسيحي كله وبكافة اللغات القبطية والسريانية والحبشية واليونانية واللاتينية، كما تُرجمت إلى اللغة الفرنسية.
وحرصت الكنيسة على مر العصور بكتابات وتاريخ هذا القديس الحكيم العظيم، ولعل لكنائس السريان النصيب الاكبر في تقدير والاهتمام به حيث ورفعوه إلى مستوى عال من التكريم مع أنه قبطي صميم، ولما بلغ القديس من العمر مائة وعشر سنين في عام عام 447م رحل في سلام الي الامجاد السماوية.