منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 04 - 2022, 03:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,269,462

بطرس والتوبة الحقيقية



بطرس والتوبة الحقيقية




فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس:

يا سمعان بن يُونا، أَ تحبني أكثر من هؤلاء؟

( يو 21: 15 )






لا يمكن لأي رجوع أن يُعتبر كاملاً وإلهيًا إلا إذا وصل أثره إلى أعماق القلب. ولهذا لو رجعنا إلى شاطئ بحر طبرية لوجدنا السيد هناك يتناول قلب بطرس ويعالج حالته بقوة غريبة. ومما يلذ ملاحظته هو أننا لا نجد أقل إشارة إلى الحوادث الماضية تُذكر وقت الغذاء عند شاطئ بحر طبرية، ذلك الغذاء الذي جهزه ورتبه وقدَّمه الرب المُقام. «فبعدما تغدَّوا قال يسوع لسمعان بطرس: يا سمعان بن يُونا، أَ تحبني أكثر من هؤلاء؟». وكأن سمعان عند سماع هذه الكلمات من فم سيده الأمين، تذكَّر في الحال ذلك القول الذي نطق به مرة وهو محمول بالثقة الذاتية: «إن شك فيك الجميع، فأنا لا أشُك أبدًا» ( مت 26: 33 ). وبعد ذلك يأتي السؤال الفاحص لأعماق القلب مُكررًا ثلاث مرات مُتتالية، وكأن الرب يقصد بذلك أن يذكِّر بطرس بذلك الإنكار المُثلث الذي حصل منه. هذه الكلمات قد مسَّت قلب بطرس، ووصلت إلى جذور وأساس الموضوع كله، وهذا ما كان لازمًا في حالة بطرس كما هو لازم أيضًا في كل حالة أخرى. فعمل الرجوع لا يمكن أن يكون كاملاً إلا إذا وصل إلى الجذور وحكم عليها، فالعمل السطحي لا ينفع بتاتًا. ونحن نميل دائمًا للاكتفاء بقطف الحشائش التي تظهر على سطح حياتنا العملية اليومية دون الوصول إلى الجذور المدفونة؛ جذور الثقة في الذات، والنتيجة المُحزنة هي أن الحشائش تظهر ثانيًا بسرعة، وتكون مَدعَاة لأسفنا وخزينا وإهانة اسم سيدنا. إن الحكم على الذات يجب أن يكون أكثر تعمقًا إذا كنا نريد حقًا أن نتقدم تقدمًا صحيحًا. إننا بالأسف سطحيون بشكل مُريع، ومتساهلون للغاية، ويعوزنا أن نكون أكثر تعمقًا وتدقيقًا. كما أننا في حاجة أشد إلى عمل قلبي نظير العمل الذي تم في سمعان بن يونا على شاطئ بحر طبرية «فحزن بطرس لأنه قال له ثالثةً: يا سمعان ابن يونا، أَ تحبني؟» ( يو 21: 17 )، على أن مشرط الطبيب الإلهي قد وصل إلى أصل المرض الأدبي وكفى. إنه كان لازمًا وفي الوقت نفسه كان كافيًا، وما كان على سمعان بطرس المتألم والحاكم على ذاته إلا أن يعود إلى تلك الحقيقة العظمى، وهي أن سيده كان يعلم كل شيء «يا رب، أنت تعلم كل شيءٍ. أنت تعرف أني أحبك».

إن هذا العمل كامل حقًا، فأمامنا نفس قد رجعت تمامًا، رجعت بضميرها ورجعت بقلبها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما الفرق بين التوبة الحقيقية والتوبة الشكلية؟
إن مشكلة بطرس الحقيقية كانت هي شعوره بأنه الأول والأفضل
ما بين محبة الذات والتوبة الحقيقية والإيمان الحي
الله والتوبة
الصوم والتوبة


الساعة الآن 08:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024