"سياتل تايمز" ترصد تزايد شعبية السيسى بين المصريين والليبراليين.. الصحيفة: المصريون أملوا بحياة أفضل بعد ثورة يناير لكن تعطش مرسى للسلطة أعطاهم إحساسا بالغش.. مصر لن تكون ديكتاتورية لو حكمها الفريق
نشرت صحيفة "سياتل تايمز" الأمريكية، مقالا للكاتبة ترودى روبن، تحدثت فيه عن تزايد شعبية وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى مصر، لكنها رأت أن الأسباب التى جعلت الكثير من الليبراليين وعدد ضخم من المصريين العاديين، يعشقون الجنرال تعكس عقبات كبيرة أمام بناء ديمقراطية فى مصر، على حد قولها.
وتحدثت الكاتبة مع أحد شباب حركة تمرد، ويدع مهيب دوس، وسألته عن الأسباب التى لم تجعل الليبراليين ينتظرون حتى انتهاء فترة حكم محمد مرسى، ويقومون بتغييره بالانتخاب، فأجاب لها، قائلا "إنه كان يجب أن يحدث الأمر بهذا الشكل، أى بتدخل الجيش، بسبب ضعف الأحزاب الليبرالية، فهم لم يستطيعوا هزيمة الإخوان المسلمين فى الانتخابات".
وتقول روبن إنه محق، فالمصريون حديثو العهد بالسياسات الحزبية، والأحزاب الليبرالية، باستثناء القليل للغاية ليس لهم تنظيم خارج المدن، وعلى العكس من الإخوان المسلمين الذين اتخذوا من المساجد قواعد لهم، فلا يتمتع الليبراليون بقدرة كبيرة على حشد الأصوات. لذلك تعلم الليبراليون حب الجيش لأنه الطريق الوحيد للتخلص من مرسى الذى خشوا من أنه يسعى إلى أسلمة الحكم.
وضمت المظاهرات المناهضة لمرسى أيضا قرويين والطبقة العاملة، حتى وإن كان أغلبهم قد صوت لمرسى. ونقلت عن بعض هؤلاء قولهم إنهم سئموا من نقص الغاز والكهرباء على مدار ثلاث سنوات، إلى جانب عدم الاستقرار. ولو كانت حكومة مرسى تتمتع بالكفاءة، ووفرت الوظائف، لظل على الأرجح فى السلطة.
وقال آخرون، إن ثورة ميدان التحرير أعطت المصريين أملا بحياة أفضل، لكن تعطش مرسى للسلطة وولائه لجماعة الإخوان المسلمين جعلهم يشعرون وأنهم تعرضوا للغش، ونقلت عن ناصر عبد الحميد الذى قالت إنه أحد شباب ثورة يناير، قوله إنه بعد وصول مرسى للحكم، أعطى الإخوان للشعب إحساسا بأن شخص ما قد سرق ثورتهم. وكان الشعب واثقا بأن الإخوان سيقومون بنفس فساد مبارك، ولكن لصالحهم، ولذلك كان رد الفعل قويا.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن الغضب الشعبى والمخاوف الليبرالية "إلى جانب دور الإعلام الذى وصف الإخوان بالإرهابيين" عزز صورة السيسى البطولية، وتتابع أن السيسى الآن فى أهم منصب فى مصر وهو وزارة الدفاع، والدستور الجديد يعفى المنصب من السيطرة السياسية للسنوات الثمانية المقبلة، إلا أن مصر تنتظر لترى ما إذا كان السيسى سيرشح نفسه للرئاسة أم لا، ولا أحد يشك فى أنه سيفوز.
وتزعم الكاتبة، أن السيسى يفضل أن يحكم من الخلفية نظرا لأن رئيس البلاد يتحمل اللوم على استمرار المشكلات الاقتصادية، وهو يعرف أن الرأى العام متقلب، لكن المحللون يرون أن غياب مرشحين آخرين أقوياء قد يقنع الفريق بالترشح للرئاسة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا لو حدث، فإن مصر لن تصبح ديكتاتورية تقليدية، بل سيكون هناك مساحة للأحزاب والحركات السياسية. فرغم الحملة "ضد الإخوان"، فإن السيسى ليس كبوتين أو بينوشيه، وبعد ثورة ميدان التحرير وحركة تمرد، فحتى الفريق لا يستطيع أن يتجاهل الرأى العام.