رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السيد المسيح وصفاته الإلهية لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث 11- قدرته على الخلق لاشك أن الخالق هو الله. وقصة الخليقة تبدأ بعبارة " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1: 1). والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شئ. وفي سفر اشعياء يقول الله " أنا الرب صانع كل شئ، ناشر السموات باسط الأرض" (اش44: 24). " أنا الرب صانع كل هذه" (اش45: 7). 1 ومع ذلك هناك آيات في الكتاب تذكر أن المسيح هو الخالق: أ (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضاً بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضاً " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10).. ب (عب1: 1) ويقول بولس الرسول " الذى به عمل العالمين ". ج (كو1: 16) ويقول أيضاً " فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق. د (1كو8: 6) ويقول أيضاً " به جميع الأشياء ونحن به ". 2 وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق. منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو9: 10 17). وهنا خلق مادة لم تكن موجودة، أمكن بها إشباع هذه الآلاف. ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتا عشرة قفة. فمن أين أتت كل هذه الكسر. إنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع. وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة. ويشبة هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال. وذلك من سبع خبرات وقليل من السمك (متى15: 32 38) ثم رفعوا ما فضل عنهم سبعة سلال مملوءة. وهنا أيضاً خلق مادة لم تكن موجودة. والقدرة على الخلق هي من صفات الله وحده. 3 ومن معجزات الخلق أيضاً تحويل الماء خمراً في عرس قانا الجليل (يو2). وهنا عملية خلق: لأن الماء مجرد أوكسجين وأيدروجين، فمن أين أتى الكحول وباقى مكونات الخمر؟ لقد خلق السيد كل هذا في تلك المعجزة، التى مما يزيد قوتها أنها تمت بمجرد إرادته في الداخل، دون أية عملية، ولا رشم ولا مباركة، ولا حتى صدر منه أمر كأن يقول فليتحول الماء إلى خمر.. إنما قال " املأوا الأجران ماء، فملأوما. ثم قال لهم استقوا الآن (يو2: 7، 8). وهكذا صار الماء خمراً بمجرد إرادته. أراد أن تخلق مادة الخمر فخلقت حتى بدون أمر. 4 ومن معجزات الخلق أيضاً منح البصر للمولود أعمى (يو9). لقد خلق له السيد المسيح عينين لم تكونا موجودتين من قبل. وخلقهما من الطين مثلما خلق الإنسان الأول.الطين الذى يضعونه في عين البصير فيفقده البصر، وضعه السيد في محجرى الأعمى فصار عينين. ويزيد هذه المعجزة قوة أن الرب أمر المولود أعمى أن يغتسل بعد ذلك في بركة سلوام. والمفروض أن الاغتسال بالماء يذيب الطين، ولكنه على العكس أمكن هنا أن يثبت الطين العينين في المحجرين، ويربطهما بشرايين وأنسجة وأعصاب.. ولكل هذا قال الرجل المولود أعمى لليهود " منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى (يو9: 32). |
31 - 07 - 2012, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
هنا ويوجهنا سؤال لاهوتي هام وهو: 5 كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟ لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. إذن فهل هو الذى خلق الكون أم الله الآب هو الذى خلق الكل ظ إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني. لذلك يقول الرسول " الذى به عمل العالمين ". به أي بعقله، بحكمته.. 12- المسيح مُعطي الحياة 1 يقول عنه يوحنا الإنجيلي " فيه كانت الحياة" (يو1: 4). والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده. 2 وقد أعطى السيد المسيح الحياة في إقامته للموتى. وذكر الكتاب المقدس ثلاث معجزات من هذا النوع. أ (مر5: 22، 35 42) إقامة ابنه يا يرس وكانت مسجاة على فراشها في البيت. وأهلها يبكون ويولولون كثيراً. ب (لو7: 11 17) إقامة ابن ارملة نايين، وكان محمولاً على نعش في الطريق. وجمع كثير من المدينة حوله. ج (يو11) إقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً في قبره، وقالت أخته عنه قد أنتن. والمهم في هذه المعجزة الثلاثة أنها تمت بالأمر. مما يدل على لاهوته، وعلى أنه مانح الحياة، وسنعرض لهذا الأمر بالتفصيل عند حديثنا عن اثبات لاهوت المسيح من معجزاته. 3 ويكفى تعليقاً على معجزاته في إقامة الموتى، قول السيد المسيح " لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى، كذلك الابن يحيى من يشاء" (يو5: 21). وهنا مساواة بينه وبين الآب، وأيضاً جعل منح هذه الحياة متوقفاً على مشيئته. 4 قال السيد المسيح عن نفسه إنه " المواهب الحياة للعالم" (يو6: 33) باعتباره " خبز الحياة" (يو6: 35). وقال " أنا هو خبز الحياة " " النازل من السماء " " إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد " " والخبز الذى أنا أعطى هو جسدي الذى أبذله من أجل حياة العالم " " من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 35 58). وهذا الفصل السادس من إنجيل يوحنا يقدم المسيح كمعطى للحياة، من خلال سر الافخارستيا، تقديم جسده ودمه، وأيضاً من جهة قول المسيح " وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54). |
||||
31 - 07 - 2012, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
5 وتحدث المسيح عن ذاته بأنه يعطى الحياة الأبدية، كما قال " خرافي تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيهما حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد. ولا يحفظها أحد من يدى" (يو10: 27، 28). ونلاحظ هنا عبارة " أنا أعطيها ". 6 كذلك منح الحياة الأبدية لكل من يؤمن به. فقال " لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية". 7 كذلك في حديثه مع المرأة السامرية، شجعها أن تطلب منه " الماء الحى ". وقال لها " من يشرب من الماء الذى أعطية أنا فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطية يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 10 14). ونلاحظ هنا قوله مرتين " الذى أعطية " على اعتبار أن منه هذه العطية، التى هي الحياة هنا التى تنبع إلى حياة أبدية. # استنتاج: لم يحدث مطلقاً أن إنساناً بهذا الأسلوب، الذى به يكون واهباً للحياة، ومعطياً لها، وأنه يعطى حياة أبدية، وأنه يحيى من يشاء. والذى يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يحفظه أحد من يده.. إنها كلها أعمال من سلطان الله. |
||||
31 - 07 - 2012, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
13- السيد المسيح فوق الزمان 1 نستطيع أن نستنتج أن السيد فوق الزمن من قوله لليهود: " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58). ومعنى هذا أن له وجوداً وكياناً قبل مولده بالجسد بالآف السنين، قبل أبينا إبراهيم، وقد فهم اليهود من هذا أنه يتحدث ضمناً عن لاهوته، لذلك " رفعوا حجارة ليرجموه" (يو8: 59). 2 وصرح أيضاً أنه قبل جده داود: فمع أنه من نسل داود حسب الجسد، إلا أنه قال في سفر الرؤيا " أنا يسوع.. أنا أصل وذرية داود" (رؤ22: 16). وعبارة ذرية داود مفهومة وواضحة، لأنه من نسله، ولكن كلمة (أصل) هنا، تعنى أنه كان موجوداً قبل داود.. وقد شهد بهذا أيضاً أحد الكهنة الجالسين حول العرش الإلهي، فقال ليوحنا الرائي " هوذا قد غلب الأسد الذى من سبط يهوذا، أصل داود" (رؤ5: 5).. 3 وهو أيضاً قبل كوكب الصبح: إن الكتاب يعطيه وجوداً قبل داود ويهوذا وإبراهيم، فيقول له الرب في المزمور " من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك" (مز110: 3). 4 بل هو قبل العالم وقبل كل الدهور. هكذا في مناجاته للآب في (يو17: 5) يقول له " مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذى كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 5). ويقول له أيضاً " لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24). إذن فهو موجود قبل إنشاء العالم. 5 هو قبل الخليقة، التى به قد خلقت: ففي حديث القديس بولس الرسول عنه باعتباره " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15) قال " الكل به وله قد خلق. الذى هو قبل كل شئ، وفيه يقوم الكل" (كو1: 16، 17). إذن فهو كائن قبل كل شئ. لماذا؟ لأن الكل به قد خلق. 6 وطبعاً كونه قد خلق كل شئ، يعنى أنه كائن قبل كل شئ. ذلك يقول القديس يوحنا الإنجيلي " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يو1: 3). وقال " في العالم كان، والعالم به كون" (يو1: 10). مادام العالم به كون، إذن هو قبل كون العالم، وقبل كل شئ. 7 بل إن وجوده أزلى (منذ الأزل). لعل أوضح ما قيل عن وجوده قبل الزمن، نبوءة ميخا النبى الذى يقول " وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي الذى يكون متسلطاً على إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى5: 2). وهنا يصفه بالأزليه، وهي من صفات الله وحده. فما معنى عبارة " مخارجه من القديم منذ أيام الأزل " معناها هو الآتى: 8 أنه خرج من الآب منذ الأزل، أي ولد من الآب منذ الأزل، باعتباره الابن في الثالوث القدوس، إنه عقل الله الناطق. وعقل الله كائن فيه منذ الأزل وهو حكمة الله (1كو1: 24)، وحكمة الله كائنة فيه منذ الأزل. ومادامت الأزليه صفة من صفات الله وحده، فهذا دليل أكيد على لاهوت المسيح، لأنه أزلى، فوق الزمن. 9 وله أيضاً صفة الأبدية: ولعل صفة الأبدية فيه تتضح من قول الرسول " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8). وقول المسيح لتلاميذه " ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20). وعن هذه الأبدية يقول عنه دانيال النبى " سلطانه أبدي ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا7: 14). |
||||
31 - 07 - 2012, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
14- الله هو الموجود في كل مكان 1 الوجود في كل مكان صفة من صفات الله وحده. وهكذا يقول له داود النبي " أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السموات فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحى الصبح، وسكنت في أقاصى البحر، فهناك أيضاً تهدينى يدك وتمسكني يمينك" (مز139: 7 10). 2 الكائن الموجود في كل مكان، لاشك أنه كائن غير محدود. والله هو الكائن الوحيد غير المحدود. وعلى ذلك تكون هذه صفة خاصة به وحده. إذ لا يوجد كائن سواه غير محدود. إن الله في السماء، وفي نفس الوقت على الأرض. لأن السماء هي كرسيه، والأرض هي موضع قدميه" (متى5: 34: 35)، (اش66: 1). وما وجود الله في أماكن العبادة سوى نوع من وجوده العام. وهكذا قال له سليمان الحكيم عند تدشين الهيكل " هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذى بنيت" (1مل8: 27). 3 ولا يمكن لكائن آخر غير الله أن يوجد في كل مكان، وإلا أصبح هو الآخر غير محدود، بينما هذه هي إحدى الصفات المميزة لله وحده. فإن استطعنا أن نثبت أن المسيح موجود في كل مكان، أمكن بذلك اثبات لاهوته. |
||||
31 - 07 - 2012, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
15- المسيح موجود في كل مكان 1 إنه بعد المؤمنين به وعداً لا يستطيع أن يصرح به سوي الله وحده. فهو يقول لهم " حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى، هناك أكون في وسطهم" (متى18: 20). ومعنى هذا أن السيد المسيح موجود في كل بقاع الأرض، إذ قد انتشرت الكنيسة حتى وصلت إلى أقاصى الأرض. تصور يوم الأحد مثلاً، والمسيحيون في العالم كله مجتمعون باسم المسيح في صلواتهم في الكنائس، والمسيح وسطهم في كل مكان يصلون فيه.. ألا يعنى هذا أنه موجود في كل مكان على الأرض. 2 وفي نفس الوقت الذى يحدد فيه كل الأرض، هو موجود أيضاً في السماء، إذ قد صعد إلى السماء كما رآه الرسل (أع1: 9)، وهو عن يمين الآب كما رآه اسطفانوس (أع7: 56). 3 وهو في نفس الوقت في الفردوس، مع الذين انتقلوا من عالمنا، ودليلنا على ذلك قوله للص اليمين " اليوم تكون معى في الفردوس" (لو23: 43). وأيضاً قول القديس بولس الرسول " لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جداً" (فى1: 23). وهذا اثبات أن الذين ينطلقون من الجسد، يكونون مع المسيح في الفردوس، بينما هو مع المؤمنين المجاهدين على الأرض. 4 السيد المسيح موجود إذن في السماء، وعلى الأرض، وحيثما ينتظر الأبرار، وهذا يتفق مع وعده للكنيسة حينما قال " وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (متى28: 20). 5 وفي حديث السيد المسيح مع نيقوديموس، صرح بهذه الحقيقة، فقال له " ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13). أي أنه كان في السماء فس نفس الوقت الذى كان فيه يكلم نيقوديموس على الأرض. فهو على الأرض يكلم نيقوديموس، وهو الذى صعد إلى السماء وهو موجود في نفس الوقت في السماء. 6 والسيد المسيح ليس فقط موجوداً على الأرض حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمه، بل هو أيضاً موجود في قلب كل مؤمن محب له. وفي ذلك يقول " إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبى، وإليه نأتى، وعنده نصنع منزلاً" (يو 14: 23) أي أن كل إنسان محب لله هو بيت للمسيح، ينزل للسيد في قلبه ويعيش معه في كل مكان يحل فيه، وفي كل أقامته وتنقلاته، وهكذا استطاع بولس الرسول أن يقول: " أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل2: 20). 7 والسيد المسيح لا يوجد فقط حيثما يوجد الأبرار القديسون. بل أيضاً في الأمكنة التى ضل فيها الأشرار، يبحث عنهم ويفتقدهم ويقرع على أبواب قلوبهم. وهكذا يقول " هأنذا واقف على الباب واقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20). # استنتاج: ثابت من كل الكلام الذي قلناه أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان: في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة، وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه. كما أنه يقرع على أبواب قلوب الضالين والمبتعدين عن وصاياه. ينتقل مع كل إنسان حيثما انتقل، ويكون معه وهو مستقر هو مع الأحياء، ومع الذين انتقلوا أيضاً. كل هذا لا ينطبق إلا على كائن واحد هو الله. |
||||
31 - 07 - 2012, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
16- نزوله من السماء 1 قال السيد المسيح في حديثه مع اليهود: " أنا هو الخبز الذى نزل من السماء" (يو6: 41). وقال إنه بهذا معطى الحياة "لأن خبز الله هو النازل من السماء، الواهب حياة للعالم" (يو6: 33). وكرر عبارة "نزلت من السماء" (يو6: 38). وفسر نزوله من السماء بقوله: 2 " خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم ". " وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). وركز على عبارة خروجه من عند الآب بقوله لتلاميذه " الآب يبكم لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أنى من عند الآب خرجت" (يو16: 27). وكرر هذا المعنى أيضاً في حديثه مع اليهود (يو8: 42). 3 إذن هو ليس من الأرض، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. هذا هو موطنة الأصلي. أما وجوده بين الناس على الأرض بالجسد، فلذلك لأنه " أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد في شبه الناس" (في2: 7). ولكنه لابد أن يصعد إلى السماء التى نزل منها. أما عن هذه الأرض، فهو كائن قبلها، بل هو الذى أوجدها، لأن " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كلن" (يو1: 3) أما هو فقد كان في الآب منذ الأزل، وهذا هو مكانه الطبيعى، بل هذه مكانته.. 4 ونزوله من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس، فقال: ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13). والمقصود بالسماء هنا سماء السماوات، التى لم يصعد إليها أحد، ولم ينزل منها أحد، إلا المسيح باعتباره أقنوم الابن " الكائن في حضن الآب" (يو1: 18) في سماء السماوات حيث عرش الله، كما قال في العظة على الجبل إن السماء هي كرسى الله (متى5: 34) أي عرشه. وقوله " ابن الإنسان الذى هو في السماء " معناها أنه كائن في السماء، بينما هو على الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته أيضاً لوجوده في السماء وعلى الأرض في نفس الوقت. ومعجزة صعوده إلى السماء (أع1: 9) هي تأكيد لقوله لتلاميذه " أيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). 5 وهو ليس في السماء كمجرد مقيم، إنما له فيها سلطان: فقد قبل إليه روح القديس اسطفانوس أول الشمامسة الذى قال في ساعة رجمه " أيها الرب يسوع اقبل روحى" (أع7: 59). وهو الذى أدخل اللص إلى الفردوس أي السماء الثالثة (2كو12: 2، 4) إذ قال لهذا اللص " اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43). من هو الذى يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلى الفردوس إلا الله نفسه؟! وهكذا كان المسيح. 6 وهو الذى أعطى الرسل مفاتيح السماء أيضاً: فقال لبطرس ممثلاً لهم " وأعطيهم مفاتيح ملكوت السموات" (متى16: 19). وقال للتلاميذ جميعاً " كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (متى18: 18). وهنا نسأل من له سلطان أن يسلم مفاتيح السموات للبشر، ويعطيهم سلطاناً أن يحلوا ويربطوا فيها سوى الله نفسه؟! 7 ومن سلطان المسيح في السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية. وفي هذا يقول الرسول " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبه ممن في السماء، ومن على الأرض؟" (في2: 9). وسجود الملائكة له دليل على لاهوته. وقد قال عنه الرسول أيضاً: 8 إنه أعلى من السموات، وإنه في السماء يشفع فينا: فقال " إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (عب7: 25، 26). إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة. |
||||
31 - 07 - 2012, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
- الله هو الأول والآخر وهذا الإثبات سيشمل أربع نقاط أساسية هي: أ الله وحده هو الأول والآخر، ليس قبله إله ولا بعده. ب المسيح هو أيضاً الأول والآخر، الألف والياء. ج ما معنى الأول، وعلى أي شئ يدل؟ د محاولتان من شهود يهوه للرد. # الله وحده هو الأول والآخر: في الأزل كان الله، الله وحده. هو الأول والألف. ثم خلق الله جميع الكائنات، كلها صنعه يديه. لا يستطيع مخلوق أياً كان يقول إنه الألف أو الأول، لأن الأولوية لله وحده. لهذا نرى الله يصف نفسه بهذه الصفة. فيقول في سفر اشعياء " أنا الأول والأخر، ولا إله غيرى" (اش44: 6). " أنا هو: أنا الأول وأنا الآخر. ويدى أسست الأرض، ويمينى نشرت السموات" (اش48: 12، 13) " أنا هو. قبلي لم يصور إله، وبعدى لا يكون" (اش43: 10). |
||||
31 - 07 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
18- السيد المسيح هو الأول والآخر 1 أنظر إلى نبوءة سفر الرؤيا: " هوذا يأتى مع السحاب، وستنظره كل عين والذين طعنوه وتنوح عليه جميع قبائل الأرض، نعم آمين. أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذى كان، والذى يأتى القادر على كل شئ" (رؤ1: 7، 8). أريت هذه الآية لأحد شهود يهوه في سنة 1953. فارتبك أولاً، ثم قال " كلا إن الآيه الأولى هي فقط عن المسيح، أما الثانية فعن الله الآب ". قال هذا على الرغم من وضوح الآيه، وعلى الرغم من كلمة يأتى هو المسيح. فأشفقت عليه في ارتباكه، وقلت له: أنا متنازل إلى حين عن هذه الآيه، فالعقيدة لا تتوقف على آيه واحدة. ولنأت إلى آيه غيرها وهي أكثر وضوحاً. قال الرائى: 2 أنا يوحنا أخوكم وشريككم في ملكوت يسوع المسيح وصبره. كنت في الجزيرة التى تدعي بطمس. وسمعت ورائي صوتاً عظيماً كصوت بوق قائلاً " أنا هو الألف والياء. الأول والآخر.. فالتفت لأنظر الصوت الذى تكلم معي. ولما التفت رأيت سبع مناير من ذهب. وفي وسط السبع المناير شبه ابن إنسان متسربلاً بثوب إلى الرجلين.." (رؤ1: 9 13). من هو هذا، شبه ابن الإنسان، إلا السيد المسيح الذى قال: أنا الألف والياء، الأول والآخر.. هذا القديس يوحنا الرائى يؤكداً فيقول: 3 " فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت، فوضع يده اليمنى على قائلاً: لاتخف أنا هو الأول والآخر والحى وكنت ميتاً. وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين.." (رؤ1: 17). فمن هو هذا الحى وكان ميتاً إلا ربنا يسوع المسيح القائم من الأموات.. 4 ويتكرر هذا المعنى مرة أخرى في الإصحاح الأخير من سفر الرؤيا حيث يقول الرب " هاأنا آتى سريعاً وأجرتى معى، لأجازى كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء، البداية والآخر.. أنا يسوع.." (رؤ22: 12 16). # ماذا نستنتج؟ أ يقول الله في سفر اشعياء " أنا هو. انا الأول والأخر " ويكرر هذه العبارة مرات. ويسوع المسيح يقول في سفر الرؤيا " أنا هو الألف والياء، الأول والآخر، البداية والنهاية " ويكرر هذا العبارة مرات. فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا أنهما لكائن واحد هو الله، وليكن الله صادقاً. ب قال السيد المسيح إنه هو الأول، هو الألف، أي لا يوجد أحد قبله. وهذه العبارة لايمكن تفسيرها إلا على أنه الله، وإلا يكون الله موجوداً على الآطلاق، إذ لا يوجد من هو قبل الأول، ولاقبل الألف. كيف توفق إذن بين الأول، قول الله " أنا هو قبلى لم يصور إله، وبعدى لايكون ".. التوفيق الوحيد هو أن قائل العبارتين واحد. ج إذا كان المسيح هو الأول، إذن فهو ليس مخلوقاً، لأنه لا يوجد قبله من يخلقه. ومادام غير مخلوق إذن فهو أزلى، وإذن هو الله. # محاولتان للرد: بعد أن نشرنا الإثبات السابق في مجلة مدارس الأحد (يوليو 1953) قام شهود يهوه بمحاولتين للرد على مجلتهم برج المراقبة (نوفمبر 1953) من ص174 وذلك بادعائين هما: أ الادعاء بأن الذي يأتى هو الآب! وذلك رداً على (رؤ1: 8). ب الإدعاء بأن ما ورد عن المسيح من حيث هو الأول والآخر، إنما قيل فقط من جهة أمور محدودة، تختص بموت المسيح وقيامته! |
||||
31 - 07 - 2012, 07:03 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: السيد المسيح وصفاته الإلهية
وقد كتبنا رداً مطولاً على هذين النقطتين، نشر في مجلة مدارس الأحد في يناير 1954، نلخصه في الآتى: 1 لاشك أن الآتى هو السيد المسيح، يأتى للدينونة، ليجازى كل واحد بحسب عمله [ أنظر (مت25: 31 46)، (مت16: 27) ]. ولعل آخر آية في سفر الرؤيا تقول " أمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ22: 20). والسيد المسيح نفسه قال لرؤساء الكهنة " من الآن تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً على سحاب السماء" (متى26: 64). وقال في علامات الأزمنة " وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض. ويبصرون ابن الإنسان آتياً على السحاب بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته.." (متى24: 29 31).. فإن كان شهود يهوه يقولون أن الآتى هو يهوه، وثابت من الآيات أن الآتي هو المسيح، فإنهم يقدمون لنا بذلك إثباتاً جديداً على أن المسيح هو الله. ولكى يهرب شهود يهوه من هذا المأزق، قالوا في ص184 من نفس عدد برج المراقبة " لأن يهوه يأتى ممثلاً بالمسيح يسوع " فهل معنى هذا عودتهم إلى الاعتراف أنه الله ظهر في الجسد.. (1تى3: 16)؟ 2 أما قولهم عن أن عبارة الأول والآخر قيلت عن المسيح فيما يخص موته وقيامته فإننا نرد عليهم بالآتى: أ من جهة الموت، لم يكن المسيح أول من مات، ولا آخر من مات. فقد مات الملايين قبله، وملايين بعده. ب من جهة القيامة، فهو وإن كان حقاً باكورة الراقدين، أى أول القائمين بجسد ممجد، إلا أنه ليس آخر القائمين من الأموات، لأن كل الناس سيقومون في يوم القيامة، الأبرار منهم والأشرار (يو5: 28، 29). |
||||
|