رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللَقَب والزيّ وكهنة هذا الزمان _ قسطنطين الأسيوطي اللَقَب والزيّ وكهنة هذا الزمان الأنبا قسطنطين أُسقف أسيوط (قرن 6) أثناسيوس (الرسولي) كاهن الله بالحقيقة، هذا الذي لبس البرَّ، كما هو مكتوب: "كهنتك سيلبسون بِرّاً" (مز 132). وفي الحقيقة، الذي لا يلبس البرَّ لا يكون كاهنا لله العلي، حتى ولو افتخر بلقب الأسقفية أو القسيسية أو الشمَّاسية وبقية الرتب التي يفتخرون بها بواسطة اللقب أو الزِّي، كما قال النبيُّ القديس (شنودة رئيس المتوحدين: "لا تُكرِم الإنسان بسبب لَقبٍ وزيًّ، لأنه باطل". فأبونا أثناسيوس (الرسولي) لبس البِرَّ برداءٍ كهنوتي، أمَّا كهنة هذا الزمان فأنا أستحي أن أقول إنهم لبسوا السُكرَ برداءٍ رَثًّ أو مثل خِرَق الحيض. وبهذا قيل: "سيلبس الرؤساء تهلكةً". من هم الذين يمارسون الرئاسة أكثر من الذين هم في بيت الله؟ كما هو مكتوبٌ: "رؤساء عُصاة، عصابة ولصوص، مُحِبُّون لأخذ الرشوة، ساعون للخطية، مُحبُّون للمزيد" (إش 23:1). فلا يعتقد أحد أنني أقول هذا عبثاً، لكن صدفوني أن إنساناً مؤمناً أتى إلىَّ مرَّةً وهو حزين وقال لي: "إذا حدث وأخطأ واحدٌ منَّا، نحن أفراد الشعب، كبشر، فبدلاً من أن ينتهره الكهنة ويوبخوه من أجل بقية الناس بكلام الأسفار المقدسة، حيث أن حياتهم مُقترنةٌ بالتعليم، إلاَّ أنهم لا يفعلون ذلك، بل يؤيدون الخطية ويُضلُّون المسكين بكلمات كهذه، "الله رحوم. مكتوب: الله رحوم ورؤوف". ويقولوا: "لن يكون الربُّ صارماً مع الإنسان هكذا بالإجمال". وهم لا يقولون هذا بسبب شيء آخر سوى محبة الربح القبيح، في حين أنَّ عليهم أن يعكفوا على (التعليم الصحيح) في الوقت غير المناسب، كقول الرسول (2 تي 2:4). وهم يشجعون الخاطي بواسطة هذه المغالطات، لكي يجعلوه لا يفهم أو يَنعَى هَمَّ ما اقترفه". مَن ذا الذي سيقول أنَّ هذه هي أعمال أثناسيوس (الرسولي)؟ هؤلاء الكهنة الذين تقول عنهم الكلمة المكتوبة: "ترنَّح الكاهن من الخمر" (إش 7: 28)، وأيضاً: "شربوا خمراً في بيت الله" (عا 8:2)، وأيضاً: "كهنتها خالفوا شريعتي ونجسوا أقداسي" (حز 26:22)، وأيضاً: "الكهنة لم يقولوا: أين هو الرب؟، وأنصار شريعتي لم يعرفوني، والرعاة عصوا عليَّ" (أر 8:2). هل شِفاهُ مِثل هؤلاء ستفيد للمعرفة ومن فمهم ستُطلب الشريعة؟ بالحقيقة، إنَّ هذه الكلمات مُحزِنة. إلى متى هذا السُّكر؟ إلى متى عدم الخشية هذه؟ لقد صرنا عَثرةً للشعب. لقد صرنا شَرَكَ المَرْصَدِ. نحن الذين أؤتمنا على خلاص آخرين صرنا مُضْغَةً في فم أفراد الشعب، يتكلمون علينا في غُرَف الطعام والمسامرات، مُبَرِّرين أنفسهم على حسابنا، على الرغم من أنهم معتازون أكثر منَّا، كما هو مكتوب: "برَّرت إسرائيلُ نفسها بواسطة المتزعزعة يهوذا" (إر 11:3). أمَّا نحن فنفعل هذا، لأن اهتمامنا الآن ليس أنُسأل ونعطي جواباً ككهنة، وليس كأفراد من الشعب، كما هو مكتوب: "الذي أُودِعَ الكثير سيُطالب بالكثير" (لو 48:12). كذلك نحن لا نخشى من سخط غضب الدينونة التي ستبدأ من بيت الله. أم ماذا نحن فاعلون؟ أم إلى أين سنذهب عندما تسير إلينا دينونة هذه الكلمات القاطعة كسيف ماضٍ، التي هي: "في ذلك اليوم سيكف الرب زيَّهُم، وسيُنزَع مجدُ ردائهم"، وأيضاً: "رب الجنود ذكر أن يفضح كلَّ عار الذين هُم في مجدٍ ويمحو كل ما هو مُكَرَّم على الأرض" (إش 9:23)؟ إنْ كان المال لن ينفعنا في يوم الغضب، فبماذا سينفعك هذا السُّكر، أيها الإنسان؟ أيها السامع هذا الكلام، لماذا تتزمر لائماً؟ إذا كنتَ مذنباً فيها، فأنا إذاً أتحدَّث عنك. وإن كنت بريئاً منها، فما شأنك بي وأنا أتحدَّث؟ مثلما كَتَبَ أثناسيوس الرسولي في موضع عن بعض العذارى، قائلاً هكذا: "أيتها العذراء، لِمَ تتذمرين؟ لقد قلتُ: لا تتكحَّلي. فإن كنت تتكحَّلين، فأنا إذاً أتكلَّم عنكِ. أمَّ إذا كنتِ لا تتكحَّلين، فأنا لا أعنيكِ". علاوة على ذلك، فاللوغوس يعرف المستوجبين اللوم الموجَّه إليهم، حتى ولو برَّرنا أنفسنا أمام بعضنا بعضاً عشرات الآلاف من المرات، إلى أنْ يأتي الذي سيُظْهِر خفايا الظلام، ويُحضِر ما في الظلمة إلى النور، ويوبخنا المشتكي على ضميرنا علانية. |
21 - 07 - 2015, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اللَقَب والزيّ وكهنة هذا الزمان _ قسطنطين الأسيوطي
ربنا يبارك حياتك
|
||||
07 - 02 - 2016, 01:30 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: اللَقَب والزيّ وكهنة هذا الزمان _ قسطنطين الأسيوطي
ربنا يبارك خدمتك سما |
||||
|