تعالوا نتخيل المنظر رجل فى سنه وفى مركزه , يعنى راجل كبير ومركزه كبير فى القرية وعلشان يمشى كان لابد أن يمشى ببطء وبتؤدة وبوقار , وفجأة ينظروا يلاقوه طالع يجرى وكأنه بيسابق الريح , وتخيلوا أيضا منظر الفلاح وهو بيجرى , وكلنا عارفين أن الفلاحين بيبقوا لابسين جلاليب وحايضطر يمسك جيب الجلابية فى أيده أو يمسكه بأسنانه أو بالتعبير البلدى حط ديله فى سنانه , علشان يعرف يجرى , وكم يكون هذا المنظر كأنه صبى صغير , وأيضا كم يكون هذا المنظر مثير جدا للسخرية وللإستهزاء , ولو شافوه أطفال القرية لأستهزأوا بيه وسخروا منه وقعدوا يتريقوا عليه ويقولوا شوفوا الراجل الكبير بيعمل أيه , والزفة اللى كانت المفروض تكون للأبن , فالأطفال يزفوه ويسخروا منه ويتريقوا عليه ويستهزأوا بيه , يعنى كانوا كفوا عن الأبن وأتجهوا إلى الأب وكانوا تحولوا بسخريتهم إلى الأب بدلا من الأبن ’ فخوف الأب على أبنه ومحبة الأب لأبنه هو اللى جعله يركض لأنه كان عارف ما سيواجهه هذا الأبن من موت محقق وسخرية , ولكن هو أراد أن يتحمل هذه السخرية والعار والإستهزاء اللى كان المفروض الأبن يأخذهم , لكن هو أخذهم بدلا منه , وهو ده معنى الصليب يا أحبائى