رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لولا وداعة الله، ما كان يسمح للشيطان أن يناقشه وأن يطلب منه، في قصة أيوب الصديق. وداعة من الله أنه بينما بنو الله يمثلون أمامه، يسمح أن يجئ الشيطان في وسطهم (أي 1: 6). ووداعة منه أيضًا أنه بينما يقول الله عن أيوب إنه رجل كامل ومستقيم. يتدخل الشيطان محتجًا على ذلك فيقول "هل مجانًا يتقى أيوب الله؟! أليس أنك سيجت حوله وحول بيته.. وباركت أعمال يديه.. ولكن أبسط يدك الآن، ومس كل ما له، فإنه في وجهك يجدف عليك" (أي 1: 9-11). والعجيب أنه -في وداعة الله- يقبل هذا الكلام من الشيطان، ويسمح له بأن يجرب أيوب قائلًا له "هوذا كل ماله في يدك" (أي 1: 12). وبعد أن ينجح أيوب في التجربة، يسمح الله مرة أخري للشيطان أن يقف أمامه مع بنى الله. ويبدي الرب إعجابه بأيوب قائلًا "وإلي الآن هو متمسك بكماله".. وإذا بالشيطان يتطاول ويقول لله "ابسط الآن يدك، ومسَ عظمه ولحمه، فإنه في وجهك يجدف عليك!" (أي 2: 5). والعجيب أنه في وداعة الله يقبل من الشيطان ما قاله في غير خجل! بل ويقول له أيضًا "ها هو في يدك، ولكن احفظ نفسه" (أي 2: 6). مثل آخر في الوداعة أن السيد المسيح يقبل أن يجربه الشيطان. وأستغل الشيطان هذه الوداعة، فقال للسيد عن كل ممالك الأرض ومجدها "أعطيك هذه جميعها، إن خررت وسجدت لي" (مت 4: 9). إن الوديع يسمح أن يكلمه البعض بما يريد بكل جرأة. ولكن لا يجوز أن تُستغل وداعة الوديع، لكي يتطاول البعض عليه بغير حياء. |
|