|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِنَّكم تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله وتَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر تشير عبارة "تُهمِلونَ وصِيَّةَ الله " إلى تعدّي الكتبة والفِرِّيسِيِّينَ على وصايا الله التي نجدها في الكتاب المقدس بسبب تقاليدهم (متى 15: 2)؛ أمَّا عبارة " تَتمَسَّكونَ بِسُنَّةِ البَشَر" فتشير إلى تقاليد القدماء التي هي تقاليد وأحكام بشريَّة (متى 15: 9). ويسوع ميّز بين هذه وتلك. وقذ أضاف الفِرِّيسِيُّونَ مئات من أحكامهم وقوانينهم الدقيقة إلى شرائع الله المقدسة حتى أصبحت 613 وصية، ثم أجبروا الناس على حفظها، فكانوا يدّعون أنهم يعرفون مشيئة الله في كل تفاصيل الحياة. لذا نجد في هذه الآية أن يسوع يُميّز بين وصايا الله التي نجدها في الكتاب المقدس، وبين "الفرائض الخارجية الآتية من تقاليد الأقدمين. إن الفرائض مصدرها الإنسان وتبقى أمراً ظاهرياً، أما الوصايا فتأتي من الله وتلمس قلب الإنسان. فالالتزام بالفرائض الخارجية تمنح بعضاً من الأمن ويمكنها أن توهمنا بإمكانية الخلاص بقدرتنا الشخصية، لكنه ليس كافيا لتقريب هذا القلب من الله، بينما تُحرِّرنا الوصايا وتجعلنا منفتحين على الله. لا بدَّ من العبور من الالتزام بالفرائض الخارجية إلى الطاعة للوصايا التي تشفي القلب. لمن السهل أن يكتفي المرء بالعبادة المظهرية وتأدية الفروض الدينية الخارجية ويترك القلب مملوءاً شرًا. لكنه بهذا سيصير كالقبور المُبَيَّضَةً من الخارج وبالداخل نجاسة. كما جاء في تعنيف يسوع للفريسيين "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون، فإِنَّكم أَشبَهُ بِالقُبورِ المُكَلَّسَة، يَبدو ظاهِرُها جَميلاً، وأَمَّا داخِلُها فمُمتَلِئٌ من عِظامِ المَوتى وكُلِّ نَجاسَة"(متى 23: 27). |
|