رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أصحاب السلطة في تتميم سر العماد إن الكنيسة الجامعة الأرثوذكسية تمارس سر العماد منذ العصر الرسولي والى الآن وستمارسه حتى انقضاء الدهر، وهو منوط بالأساقفة والكهنة فقط بحسب أمر مخلصنا القائل لتلاميذه: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم» (مت 28: 19 و مر 16: 16)، وإنجازاً لهذا الأمر خرج الرسل بعد قبولهم موهبة الروح القدس إلى العالم أجمع وتلمذوا الذين آمنوا وعمدوهم بحسب أمر معلمهم. وهم أيضاً سلموه إلى خلفائهم الأساقفة والكهنة من بعدهم وأمروهم بممارسته وتسليمه لغيرهم. ولا يسوّغ لأحد ما عدا الأساقفة والكهنة تكميل هذا السر وفقاً للأوامر الرسولية القائلة: «إننا لا نسمح بحق التعميد لأحد من الإكليروسيين مثل القارئين والمرتلين والبوابين والخدمة إلا للأساقفة والقسوس وحدهم الذين يخدم معهم الشمامسة» (ك 3 ف 11)، وورد أيضاً في الدسقولية: «لا يعمد إلا أسقف أو قسيس والشمامسة معهم» (دس 21). وقد نص عن ذلك أيضاً ابن العبري في كتاب الهدايات عن الرسل قائلاً: «كل أسقف أو قس يعمد بدون أن يذكر الآب والابن والروح القدس يُقطع» (الهدايات ب2 ف1)، وقال مار إغناطيوس النوراني: «لا يُسمح لكم أن تعمدوا بدون أسقف ولا أن تقدموا قرابين ولا أن تقدموا ذبيحة». وقال ترتليانس: «إن السلطة في تتميم المعمودية منوطة بالأسقف ثم بالقسوس مع الشمامسة. ولكن لا بدون إذن من الأسقف لشرف الكنيسة» (في كلامه عن المعمودية). أما الشمامسة فلم ينط بهم شيء من هذا السلطان وإن كان الشماس فيلبس قد عمد كثيرين (أع 8: 13) فإن ذلك كان لدواع ضرورية، وفي أوقات خاصة والدليل على ذلك عدم حلول الروح القدس على المعتمدين منه كما يخبرنا سفر الأعمال: «لما سمع الرسل الذين في أورشليم أن السامرة قد قبلت كلمة اللّه أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس، لأنه لم يكن قد حل بعد على أحد منهم غير أنهم كانوا معتمدين باسم الرب يسوع» (أع 8: 14 ـ 17). لذلك أجاز الآباء للشمامسة أن يعمدوا لأمر ضروري أي إذا طرأ على الطفل المعتمد مرض فجائي منذر بالخطر وتعذر استدعاء الكاهن حالاً لتتميم السر، أو كان الأسقف أو القس غائبين» (ترتليانوس «في المعمودية 18» وكيرلس الأورشليمي عظة 17: 3) وقد ورد في القوانين الرسولية لا يعمد الشماس بدون ضرورة (ك 8 ف 28) وقال القديس أبيفانيوس: «أنه بحسب النظام الكنسي لا يتمم الشمامسة سراً من الأسرار لكنهم يخدمون الأسرار، غير أنه حينما تدعو الضرورة يسمح للعلمانيين أيضاً أن يعمدوا» (في المعمودية). |
|