رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✝القمص بيشوي كامل نموذج لقدّيس معاصر(10)✝ شهادات من معاصريه: خامسًا: شهادة الذين من خارج: * أحد رجال الأمن: يحكي القمّص لوقا سيداروس عن حوار دار بين اثنين من كبار رجال الأمن المسلمين عقب الانتهاء من تشييع جنازة أبونا بيشوي: قال الأوّل: لقد كنت أتوقّع أن يكون العدد أكثر من نصف مليون.. وفي اعتقادي أنّ المسيحيّين لم يكرموا أبونا بيشوي كما يجب.. فأجابه الثاني في دهشة قائلاً: إلى هذا الحدّ؟ وأنا في تصوُّري أنّني لم أحضر جنازة في حياتي فيها هذا الإخلاص والعرفان بالجميل، ولم أرَ قلوبًا جريحة ودموعًا ساخنة كما رأيت.. ثمّ سأل زميله قائلاً: ألم يكن الرجل كاهِنًا وحسْب؟ أجابه الأول قائلاً: لو كنتَ تعاملتَ مع الرجل عن قُرب، لوافقتني في الرأي. ولأنّي أعرفه عن قُرب أقول لك: لو طلبتَ إلى الرجل أن يحلّ لك سيور حذائك، لفعل دون أن يتذمّر، بل لفَعَل هذا بسرورٍ وفرح..! (المرجع: كتاب "القمّص بيشوي كامل رجل الله - الجزء الأوّل" للمتنيّح القمّص لوقا سيداروس ص118 و119) * رئيس النيابة العسكريّة: يحكي القمّص لوقا سيداروس بالتفصيل قصّة الفتاة التي هربت مع شابّ مجنّد غير مسيحي.. + حدث بعد خروج الفتاة من الطبّ الشرعي، أن جاءت سيّارة بوليس بها ضبّاط ومخبرين، وأخذوا الفتاة، وأركبوها السيّارة عنوةً، وبدأت العربة تتحرّك. فتشبّث أبونا بيشوي بالبنت وقال: "دي بنتي، ولن اتركها".. فلمّا أركبوها، أمسك أبونا بمؤخّر السيّارة، وتشبّث بها بقوّة وقال: "لن أتركها".. عبثًا حاول الواقفون أن يُفلِتوا يديه من السيارة.. بدأ سائق سيارة البوليس يتحرك، وأبونا مُمسِك بالسيّارة. أسرع السائق، وأبونا متعلِّق بالسيّارة، يجري في منظر مؤثِّر لا يمكن وصفه.. فلمّا ازدادت السرعة جدًّا، انفلتت يدا أبونا من السيّارة، وكاد يُلقى على الأرض بشدّة، لولا عناية الله وأيدي بعض أولادنا الشبّان الذين كانوا يمرّون في ذات الوقت في نفس المكان. + في مساء اليوم التالي، وبعد اتصالات على مستويات عليا، وقفت أمام الكنيسة عربة جيش، وبها ضبّاط، واحضروا البنت إلى الكنيسة.. شكرنا الله وفرحنا وتعزّينا أنها لم تُفقَد.. + بعد عِدّة أيّام تلقّيت تليفونًا من النيابة العسكريّة، يريدون أن أن أذهب إليهم لسماع أقوالي، لأنّهم اعتزموا أن يعيدوا التحقيق في الحادث، ويحقّقوا مع الشابّ، في التهم الموجّهة إليه، من جهة الاعتداء علينا، وخطف البنت.. + ذهبتُ في الميعاد المحدَّد.. قابلني رئيس النيابة العسكريّة (العميد حسن وصفي)، وفتح المحضر، وسألني عمّا حدث. سردتُ له الوقائع كما عشتها ساعة بساعة. سألني عن تفصيل ما فعله الشابّ المجنّد.. جاوبته. سألني بالأكثر: هل تستطيع أن تمثِّل لي كيف تصرّف؟ ففعلت. + ولمّا انتهى التحقيق وضمّ الأوراق.. جلس يتحدّث إليّ في مودّة.. سألني: هل تعتقدون في أبونا بيشوي أنّه رجل قدّيس؟ قلت: نعم. قال: بالحقيقة هو كذلك، بل أنّه أفضل مِمّا تعتقدون فيه.. قلتُ له: كيف ذلك؟! قال: كان أبونا بيشوي عندي هنا بالأمس.. وأخذتُ أقواله فيما حدث، وعبثًا حاولتُ أن أستفسِر عن الاعتداء الذي وقع عليكم. لم يُجِبني بشيء. ألححتُ عليه أنّ هذا الأمر لازم للتحقيق. رفض تمامًا.. وقال: إنّه شاب غلبان، زيّ أولادنا، ولم يفعل شيئًا.. وأنا مسامحه من كلّ قلبي. أصابني خجلٌ كبير مِمّا سمعت.. وشكرت الرجل وانصرفت.. (المرجع: كتاب "القمّص بيشوي كامل رجل الله - الجزء الثالث" للمتنيّح القمّص لوقا سيداروس ص18 إلى ص22) * سيّدة إنجليزيّة: في يوم سفَر أبونا بيشوي إلى أمريكا، وكان الآلاف في وداع أبونا بيشوي على محطّة القطار، بالدموع والعواطف الجيّاشة.. كانت إحدى راكبات القطار سيّدة إنجليزيّة، وفوجئت بهذا المنظر، الذي أخرجها عن شعورها.. فذهبَتْ إلى أبونا لوقا سيداروس تسأله في لهفة باللغة الإنجليزيّة: ما هذا؟ ماذا حدث؟ فأجابها: إنّنا نودّع أبانا وهو مسافر إلى أمريكا. فقالت: أين هو؟ فأشار بيده إلى حيث كان أبونا بيشوي. فسلّمت عليه السيّدة، وسألته: كيف استطعتَ أن تجمع حولك كلّ هذه القلوب، بهذه الطريقة التي لم أرها في حياتي؟ فأجابها أبونا بيشوي في وداعة: إنّ هذه هي طبيعة شعبنا القبطي، المُحِب لله وللكنيسة. فقالت: نعم، ولكن هناك شيء آخَر منك شخصيًّا.. متّى ستؤّسِّس إذًا كنيسة في بلادنا إنجلترا فيها هذا الدفء الروحي؟! فأجابها أبونا بيشوي باتضاع: ربّنا يدبّر بحسب إرادته.. عندها وقفت السيّدة متردّدة، وفي أدبٍ شديد قالت: هل تأذن لي أن أقبّل يدك؟ وانحنت لتأخُذ البركة، ثمّ قالت أرجو يا أبي أن تذكرني في صلاتك، أنا اسمي (....). على الأقل تَذَكَّر تلك السيّدة الإنجليزيّة التي لاقتك في القطار يوم سفرك إلى أمريكا.. مجرّد ذكرك لي سيكون بركة لحياتي. (المرجع: كتاب "القمّص بيشوي كامل رجل الله - الجزء الأوّل" للمتنيّح القمّص لوقا سيداروس ص115 و116) * طبيب شاب استرالي: هذا الطبيب كان مساعِدًا للجرّاح الذي كان يعالج أبونا بيشوي في لندن (يناير 1977م).. بعد عِدّة أيام في المستشفى، جاء هذا الشاب وركع بجوار سرير أبونا بيشوي، وقال له: إنّك تذكّرني ببولس الرسول في كلّ شيء، في حياتك المقدّسة والطاهرة، ثمّ في أمراضك الكثيرة، وكرازتك في كلّ العالم.. وأسفارك المتعدّدة.. وحتّى منظرك.. كلّ شيء أراه فيك كأنّي أرى بولس الرسول.. وكان أبونا بيشوي بمنتهى الاتضاع، يحوّل الحديث إلى قوّة الحياة بالمسيح.. وبكلمات بسيطة يكرز بعمق إيماننا، وكنيستنا الغنيّة بالنعمة.. ثمّ تكلّم معه عن مارمينا.. وشباب كنيستنا المتمسّك بالطهارة.. نظر الشاب إلى الصليب الجلد الذي يلبسه أبونا، وسأل من الذي يصنع هذا؟ كيف يصنعونه؟ فأجابه أبونا بابتسامة: هل أعجبك؟ إنّهم الآباء الرهبان في أديرتنا.. ثمّ خلع أبونا الصليب وألبسه للطبيب الشابّ.. الذي تهلّل فرحًا.. وكان يلبس هذا الصليب باستمرار ويفتخر به. وعندما بدأ أبونا يتماثَل للشفاء، بعد الجراحة الخطيرة، وبدأ يمشي في طرقات المستشفى، كان الطبيب الشاب يداعبه ببساطة قلب قائلاً: اليوم تعمل أولى رحلاتك في هذه الطرقة، وتكمّل رحلة بولس الرسول الثانية غدًا.. وهكذا. 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 ، لنتعزَّ معًا ببعض مقتطفات بسيطة، من أقوال أبينا الحبيب القمص بيشوي كامل: + نحن بالمعموديّة أخذنا كلّ النعَم والبركات والإمكانيّات، وبالتوبة ننتفع بهذه الإمكانيّات. + نحن حاملون المسيح في حياتنا، والكنيسة تؤمن أن المسيح لا يفارقنا أبدًا.. هذا الإيمان يعني أنّنا صِرنا أكثر من أنفسنا. يعنّي أنّ هناك إضافة إلهيّة غير محدودة لبشريّتنا المحدودة. + المسيحيّة ليست أخلاقيّات، بل هي حياة المسيح في البشر.. الأخلاقيّات بدون المسيح هي تضخيم للذّات، لكن في المسيح هي رائحة المسيح الذكيّة. + الكنيسة تحنو على العالم، لتنتشل النفوس التي لاطمتها أمواج العالم لتغرّقها. فالكنيسة سفينة إنقاذ وسفينة نجاة، تعمل عمل السامري الصالح مع كلّ الأجناس. + العمل الأوّل للكنيسة اليوم هو أن تنسكب على ذبيحة إيمان أولادها (في2: 17)، بالصلاة والصوم والتعليم والقدّاسات، ثمّ ترسلهم إلى العالم، ليخدموا ويحتملوا ويحبّوا إلى مالا نهاية.. إلى إمكانيّة المسيح الموجود فيهم. 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 بركة أبينا البار القمص بيشوي كامل تكون معنا جميعًا. آمين. |
|