رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليل البكاء إلهي... في الليل أدعو فلا هدوَّ لي (مز2:22). في ليلة فصح إسرائيل الأول؛ تعالت الصرخات في كل أرض مصر، صرخات لم تُسمَع من قبل، وقصور العظماء كما أكواخ الفقراء، قد عمّها الأنين المُرّ وعبرات الثكل على أبكارها. لقد اقترن ظلام تلك الليلة، بعويل وصراخ، ولم يكن مناص ولا مجير. وكل ذلك كان بسبب رجل واحد منتفخ، وقف ضد الله يقاوم إرادته في كبرياء رافضاً أن يُطلق شعبه من عبوديتهم، كأن به قائلاً: « لتكن لا إرادتك بل إرادتي ». ولنترك الآن مصر وعشائرها المحزونة، لنقترب من جثسيماني حيث يطالعنا ليل آخر، كان فيه اكتئاب وحزن ودموع وعرق كالدم. ليست هذه أصوات ألوف المحزونين، منبعثة من أبهاء القصور الفرعونية الفخمة على ضفاف النيل؛ بل هناك في سكون ذلك البستان الواقع خارج المدينة، نسمع صوتاً واحداً مضطرباً من فرط ما يصحبه من ألم داخلي، حاراً في تضرعه، مقدماً بصراخ ودموع تلك الصلاة الفريدة « يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس، ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك ». ويا له من ليل! هناك في وحشة بستان جثسيماني اكتأب المخلِّص، وحزنت نفسه جداً حتى الموت، هناك « خرَّ على الأرض » عالماً وشاعراً بما ستأتي به الساعات التالية. هناك صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ثلاث مرات صرخ الإنسان الكامل وابن الله القدوس في ذلك الليل إلى أبيه ولم يكن له هدوَّ. في ليل جثسيماني نسمع ليس صراخ المعاندين وغير الطائعين بسبب خطاياهم، كما في مصر، بل أنين الإنسان المطيع الكامل أمام الصليب والموت، في ضوء علمه الكامل بكل شيء. لقد قدم صراخه الشديد ودموعه للقادر أن يخلصه من الموت، وفي هذا التضرع - مع أن الكأس لم تعبر عنه حتى أفرغها إلى آخرها - سُمع للابن من أجل تقواه (عب7:5)، فقد أُقيم في اليوم الثالث من الأموات بمجد الآب. بعد الحزن يأتي الفرح « عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم ». إن ظلمة الجلجثة في رابعة النهار قد فاقت بكثير ظلمة جثسيماني، ولكن كان من وراء كليهما نهار صحو صافٍ، صباح القيامة والمجد السماوي. هنا ظلمة ودموع ولكن هناك لا يكون ليل ولا دموع ولا حزن ولا وجع. |
19 - 06 - 2012, 08:51 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إلهي... في الليل أدعو فلا هدوَّ لي (مز2:22)
شكرا على المشاركة الجميلة ربنا يبارك حياتك |
||||
|