|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وليمة أحشويروش: تعاظمت مملكة مادي وفارس وهزمت مملكة بابل فصار اليهود الذين سبوا إلى بابل تحت حكم فارس. وقد بلغ اتساع نطاق هذه المملكة أنها احتملت 127 كورة (دولية) تمتد من الهند إلى كوش [1]، أي إلى النوبة وكردفان جنوب مصر وشمال أثيوبيا. من بين هذه الكور كورة مصر التي احتلها الإمبراطور زركسيس بعد أن فشل والده في اغتصابها. قلنا أن أحشويروش [1] يُقصد به الملك زركسيس بن داريوس، وإذ لُقب أكثر من ملك باسم أحشويروش يرى بعض الدارسين أن هذه الكلمة لا تعني اسم الملك وإنما هي لقب خاص بملوك فارس مثل القول "فرعون" على ملك مصر. أراد الملك إظهار غنى مجد ملكة ووقار جلال عظمته [4] فصنع وليمتين عظيمتين: الأولى امتدت 180 يومًا؛ لعلة كان يقيم وليمة يومية لكل كورة على حدة مع ولائم خاصة بالرؤساء معًا أو ربما شملت هذه المدن فترة إعداد الوليمتين الطويلة؛ أما الوليمة الثانية "فأقيمت لجميع الشعب من الكبير إلى الصغير وليمة سبعة أيام في دار جنة قصر الملك" [5]. لعله أعد هاتين الوليمتين استعدادًا لتدبير خطة الحرب ضد اليونان إذ يقول هيرودت Herodotus أن الفرس اعتادوا أخذ قراراتهم في مثل هذه الولائم. وصف الكتاب الوليمة بدقة في تفاصيل، فذكر أنها أقُيمت في شوشن القصر، أما "شوشن" أو "سوسه" فهي عاصمة عيلام منذ حوالي سنة 3000 ق.م، كانت مقرًا للملك كدرلعومر (تك 14: 1)، استولى عليها ملكوك مادي وفارس، وجعلوا منها عاصمة بجانب بابل واكباتانا، وكان الملوك يفضلون البقاء فيها خاصة في فترة الشتاء. أقيمت الوليمة الأولى للرؤساء على ما يبدو داخل القصر، أما الثانية التي ضمت كل الشعب المقيم في القصر وملحقاته (يبدو أنه كان منفصلًا عن المدينة نفسها (9: 12-13) فأقيمت في حديقة القصر، حيث وجدت مظال (أنسجة) بيضاء وخضراء وأسمانجونية وهي الألوان الملكية في فارس، وقد عُلقت هذه المظال بحبال من بز (كتان أبيض) وارجوان في حلقات من فضة وأعمدة من رخام، تستخدم هذه المظال للوقاية من حرارة الشمس. وكانت الأسرة مرصعة بالذهب والفضة على مجزع أي على أرضية بلاط، من بهت (حجر أبيض يتلألأ) ومرمر ودر ورخام أسود. أما أهم ملامح الوليمة فهو الشرب من الخمر الملكي حيث وُجد بكثرة "حسب كرم الملك" [7]، لكنه ترك حرية الشرب لاختيار كل إنسان. في الوقت الذي فيه أقام الملك هذه الوليمة، أقامت أيضًا الملكة وليمة للنساء في بيت الملك. |
|