تشير عبارة "أَنا هو" الى اختتام الحوار مع المرأة السامرية بكشف هويته لها. وهنا يعرّف يسوع نفسه حيث يطلق على نفسه اسم الله الشخصي كما اوحاه الله الى موسى النبي "أنا هو مَن هو " אֶהְיֶה אֲשֶׁר אֶהְיֶה (خروج 3: 14-15). ولم يسبق ان تحدَّث السيد المسيح بعبارات مباشرة بهذه الصورة مع اليهود، ولا مع تلاميذه ولا حتى مع بُنطِيوس بيلاطُس عندما استجوبه (متى 26: 63) إنما أعلن أنه المسيح في عالم السامرة، لان لا خوف من النظرة السياسية التي ترتبط بهذا اللقب في اليهودية. ولم يقرْ يسوع يوماً لنفسه بلقب المسيح، ما عدا هذه المرة الوحيدة، وذلك في حديثه مع المرأة السامرية، فد صرّح علانيةً انه المسيح المنتظر، ملك؛ لان السامريون كانوا ينتظرون مسيحا بمثابة ملك نبوي مثل موسى، وبالتالي لم يكونوا يتنظرون مسيحا سياسيا بل قائدا روحيا، ولذا كشف يسوع عن هويته الملوكية المسيحانية للمرأة السامرية، يقيناً منه أنها ستفهم نوعا ما معنى مُلك يسوع المسيحاني.