|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كثيرون أَضَلَّتهم استنتاجاتهم، وافتراضاتهم الشريرة جعلت أفكارهم تنزلق وتسقط [23]. القلب العنيد عاقبته الدمار، والذي يعشق الخطر يهلك فيه [24]. يرى فيلجنتيوس أن الحكيم يتحدَّث هنا عن الشخص الهرطوقي العنيد، لهذا يدعوه أن يرجع إلى الكنيسة الجامعة، التي فيها الحب الذي يستر على كثرة من الخطايا خلال عطية الروح القدس. v سؤال: إذا كان واحد سيسقط تحت ضرباتٍ كثيرة، بينما آخر تحت ضرباتٍ قليلةٍ (لو 12: 47)، فكيف يقول البعض إن العقاب لا نهائي؟ الإجابة: الأشياء التي قيلت بشكلٍ مُقَنَّعٍ وغامضٍ في مواضعٍ مُعَيَّنة في كتاب الله الموحى به، وضحت في عبارات صريحة في مواضعٍ أخرى. يُعلِن الرب مرة أن هؤلاء يذهبون إلى العذاب الأبدي (مت 25: 46)، ومرة أخرى أنه يرسل أشخاصًا إلى النار الأبدية المُعَدَّة لإبليس وملائكته (مت 5: 22)، ويضيف: "حيث دودهم لا يموت والنار لا تُطفَأ (مر 9: 48)، الأمر الذي قاله بحقٍ النبي منذ فترة طويلة: "دودهم لا يموت، ونارهم لا تُطفَأ" (إش 66: 24). حيث أن الكثير من مثل هذه الأقوال موجود في كل موضعٍ في الكتاب المقدس المُوحَى به؛ هذه بالتأكيد إحدى استراتيجيات الشيطان؛ أن الكثير من البشر بتجاهلهم هذا الكلام القيِّم والذي له وزنه وإعلانات من الرب، يطمئنون أنفسهم بأن العقاب له نهاية، حتى يفعلوا الخطية بتبجحٍ شديدٍ. إذا كان هناك نهاية للعذاب الأبدي، عندئذ بكل تأكيد الحياة لن تكون أبدية. الآن إذا كنا لا نتحمَّل التفكير بهذه الطريقة تجاه الأبدية، بأي مَنْطِق من الممكن أن نجعل للعذاب الأبدي نهاية؟ سِمَة "أبدي" مربوطة بشكلٍ متساوٍ بكلا العنصرين. لذلك يقول: "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية" (مت 25: 46). من وجهة نظر الأقوال الصريحة، يجب علينا أن نفهم أن الذين يُضرَبون ضربات كثيرة، ومن يُضرَبون ضربات قليلة، لا يعني هذا نهاية العذاب، وإنما يشير إلى درجات مختلفة. إذا كان الله ديَّانًا عادلًا، ليس فقط بالنسبة للصالحين، ولكن أيضًا بالنسبة للأشرار، "سيجازي كل واحدٍ حسب أعماله" (رو 2: 6)، لذلك يستحق شخص نارًا لا تُطفَأ، التي من الممكن أن تحرق بهدوءٍ أو ببطءٍ، ومن الممكن أن يستحق آخر الدود الذي لا يموت، وهذا يمكن أن يكون معتدلًا أو كثيرًا حسب ما يستحقه الشخص تمامًا. وقد يستحق ثالث جهنم، التي بها نوع مُختلِف من العذاب، بينما آخر يستحق الظلام الخارجي (مت 8: 12؛ 22: 13؛ 25: 30) حيث أن كل ما فعله هو البكاء، وآخر يُعانِي من صرير الأسنان بسبب الألم المُبرِح. والظلام الخارجي يدل بالتأكيد على وجود ظلام داخلي أيضًا. علاوة على ذلك قيل في الأمثال عن أعماق الهاوية (أم 9: 18) مما يظهر أن بعضًا ممن في الهاوية ليس في أعماقها، وإنما يتلقُّون عذابًا أقل عوضًا عن ذلك. من الممكن إيضاح هذا الآن مع الأخذ في الاعتبار حالة الجسم. قد يُعانِي أحد من الحمى مع أعراض وآلام أخرى، بينما يُعانِي آخر من الحمى لكن ليس مثل السابق. وبطريقة أخرى ثالث يختلف عن الشخص الأول لا يعاني من الحمى مريض لكن لديه ألم في أطرافه من الممكن أن تكون أكثر أو اقل. الآن في الحالة الحاضرة الكثير والقليل مما قاله الرب تبعًا للأسلوب المُعتَاد بتعبيرات مختلفة. وبالنسبة لنا هذا الأسلوب في الحديث يتم تطبيقه على المُبتلَى بمرضٍ ما، وكما نقول مُتعجِّبين من جهة شخص يعاني فقط من الحمى أو من ألمٍ لاذع في عينيه: كم من الوقت كان يعاني، أو ما هي المتاعب التي يعاني منها. مرة أخرى أقول إن العقاب بشدةٍ أو لينٍ لا يرتبط بإطالة أو تقصير الوقت، ولكن باختلاف العقاب. القديس باسيليوس الكبير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
برية صين أرض العقاب |
جبل حوريب ارض العقاب |
المكافأة أو العقاب |
الخطية و العقاب ..... |
العقاب |