نظير ما كان يصنع الراهب الدومينيكاني راجينالدوس. حسبما هو مدون في الرأس الخامس من الكتاب الأول من تاريخ هذه الرهبنة. فيوماً ما كان عبد مريم هذا مريضاً، وكان يطلب منها الصحة الجسدية. فظهرت له سيدته هذه المجيدة مرأفقةً من القديستين كيكيليا وكاترينا، وقالت له بعذوبةٍ كلية: يا أبني ماذا تريد أن أصنع من أجلك: فالراهب المذكور عند سماعه منها هذه الكلمات قد حصل مبهوتاً لا يعلم ماذا يجاوب، فحينئذٍ الواحدة من القديستين المقدم ذكرهما شارت عليه بقولها له هكذا: أتعرف ماذا تصنع يا راجينالدوس، فأنت لا تطلب منها شيئاً معيناً، بل سلم ذاتك بجملتها بين يديها تسليماً تاماً، لأن هذه السيدة تعلم هي أن تصنع معك تلك النعمة بأفضل نوع مما أنت تعرف أن تطلبها منها: فهكذا فعل المريض ومريم وقتئذٍ أستمدت له نعمة الشفاء من مرضه.*