رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النقطة السامية الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين (رو8: 32)في جنوب فرنسا، في مقاطعة برفنس Provence ، توجد مضايق فردون Verdon وهى عبارة عن منفذ طبيعي رائع في الأرض طوله ثلاثون كيلو متراً وله صخور يزيد ارتفاعها على ثلاثمائة متر. وهناك في مكان معين يوجد ما يطلق عليه: النقطة السامية. وإذا انفصلنا عنها بضعة أمتار يميناً أو يساراً، يختفي عنا هذا المنظر الرائع. إن النقطة السامية هى الصليب، والأصحاح الثامن من الرسالة إلى المؤمنين في رومية يقدمه لنا من زاويتين عظيمتين: * أن الله أرسل ابنه (ع3) * أن الله لم يشفق على ابنه (ع32) وسواء في الإرسال أو في الترك، فقد قدّم الله أقصى ما يمكن، متخطياً بذلك كل ما هو طبيعي بين الناس « ... يشفق الإنسان على ابنه الذي يخدمه » (ملا3: 17). « ابنه » بهذا يريد الروح القدس أن يقنعنا بعُظم محبة الله لنا بإظهار عُظم تضحيته وهى أن يعطي وأن يترك مَنْ هو موضوع محبته اللانهائية. ومن جانب المسيح المحبة أيضاً لا نهاية لها « المسيح هو الذي مات ... مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح » (ع34: 35)؟ هذه المحبة الإلهية، وهذه الأعمال التي لا يمكن إنكارها والتي تبرهن عليها، توضع في مواجهة جميع الآلام التي اجتازها ويجتازها المؤمنون على الأرض « أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف » (ع35). عددها سبعة أي ملء الألم. فأنت يا مَنْ تجتاز الحزن العميق مهما كانت صورته، وأنت يا مَنْ يهاجمك إبليس وبهذا الحزن عينه يحاول أن يحجب عنك محبة الله ومحبة المسيح، سوف تفهم في هذا محبة الله غير المتغيرة: محبة الآب الذي لم يشفق على ابنه، ومحبة المسيح الذي مات لأجلك. وحينئذ نستطيع أن نهتف مع الرسول بولس « ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا (أو نكون أعظم من منتصرين) بالذي أحبنا » (ع37). |
|