رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شقا الخطية عندما اتخذ آدم قراره بعصيان الله والاستقلال عنه، وأكل من الشجرة المنهي عنها؛ حدث شيئان: الشيء الأول أنه أوقع نفسه في مُسائلة قضائية توقفه مُذنباً أمام القاضي العادل الذي سبق وأوصاه بوضوح شديد ألاّ يأكل من ثمر هذه الشجرة، وأعلمه أيضاً نتيجة عصيان هذه الوصية، إذ قال له «يوم تأكل منها موتاً تموت» (تك2: 17). هذا هو الشق القضائي في مشكلة الخطية. لكن، لم يقف الأمر عند هذا الحد، فالخطية أوجدت الاستقلالية عن الله، ولا أعرف مدى تصورك للأبعاد المدمرة لهذه الاستقلالية. فاستقلاليته هذه عن الله جعلته كالعضو الذي يُبتر من الجسد، أي يستقل عن مصدر حياته، وهو إذ ليس له حياة في ذاته - أي نابعة منه - تكون النتيجة أنه بسرعة تعمل فيه عوامل الفساد والتحلل، فلا يُطاق منظره ولا تُحتمل رائحته ويصبح دفنه بسرعة، ضرورة حتمية. أو كالأرض إذا استقلت عن الشمس واكتفت بدورانها حول نفسها، أي انفصلت عن مصدر نورها، وهى إذ ليس لها نور في ذاتها - ينبع منها - فإنها حالاً، وبمجرد استقلالها، تُظلم وتختفي من عليها كل صور الحياة، وتهيم في هذا الكون الفسيح وتنتهي إلى الضياع. هذا تقريباً ما حدث للإنسان، فاستقلاله عن الله باختياره فصله عن مصدر الحياة وعن مصدر النور. وهذا التعس إذ ليس له حياة في ذاته وليس له نور في ذاته، مات أدبياً وفسد أخلاقياً وأظلم روحياً ولم يَعُد يُطاق في منظره ولا في رائحته، وأصبح دفنه ضرورة حتمية. وهذا هو الشق الأدبي في مشكلة الخطية. |
|