رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء قائمة تصلي باستمرار ارتبطت حياة القديسة العذراء مريم بالصلاة والتسبيح منذ طفولتها المبكرة[24]، فأصبحت مريم صديقة الملائكة القديسين، لقد تمتعت هذه الفتاة القديسة بالتواجد في الحضرة الإلهية بسبب صلواتها، لأن الصلاة العميقة تنقل الإنسان للسماء، فيصير، وكأنه قائم أمام عرش الله يسعد به ويكلمه. وهذا المفهوم يطابق إيمان الكنيسة، الذي تعلمه لأبنائها في صلاة الساعة الثالثة من صلوات الأجبية، بقولها: "إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نُحسب كالقيامِ في السماءِ. يا والدة الإله، أنتِ هي باب السماء، افتحي لنا باب الرحمة". تأصلت وتأسست العذراء في المحبة والمعرفة الإلهية بسبب عمق صلواتها، حتى صَدق فيها قول الرسول: "وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ" (أف 3: 18) لقد صار قلبها هيكل لله أو سماء ثانية -كما تلقبها الكنيسة- ففاض لسانها بالتسبيح لله أمام أليصابات، قائلة:... تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ" (لو 1: 46-49). إن أيقونة العذراء وهي في قائمة تصلي، والملاك جبرائيل داخل إليها ليبشرها بالبشرى الإلهية؛ تعبر عن شخصية العذراء القائمة للصلاة، وكأنها في السماء. القارئ العزيز... لقد كتبت السيدة "PERL ZAKI" [25] في كتابها عن ظهور العذراء بالزيتون 1968م، تقول: "أنها رأت الجموع المنتظرة ظهور العذراء تصلي فسمعت البعض يصلي باللغة العربية، والبعض بلغات أجنبية، والبعض من غير المسيحيين يتلون صلوات خاصة بهم، لكن الكثيرين كانوا يرددون، قائلين: "كيرياليسون أي يا رب ارحم"، وأنها أخذت تردد معهم كيرياليسون، طالبة الرحمة. ثم فجأة ظهرت العذراء.." وتستطرد الشاهدة فتصف رؤيتها للعذراء القديسة فوق قباب الكنيسة، وتقول: "كانت ذراعيها بجانبها. ثم تحركوا ببطءٍ صعودًا إلى وضع اليدين المطويتين للصلاة. استمر هذا لبضع ثوان فقط. ثم ظهرت ومضتين من النور مثل النيازك أو الشُهب من وراء القبة، لتشكل صليب فوق رأسها، ثم تحول كل شيء إلى ظلام.. لقد رحلت، ولكن استمر الحشد في الصلاة!" القارئ العزيز... ما زالت العذراء قائمة في السماء تصلي لأجلك، فهل تشاركها الصلاة لتقف بجانبها في الحضرة الإلهية، فتسعد بما سعدت به؟! |
|