رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب حَدَث فريد تخطَّى العقل وتجاوز الفكر؛ أمامه خشعت الإنسانية وتملكها العَجَب. خضع له الزمان وإليه انصاع التاريخ، فقفز الزمان صعوداً، ووثب التاريخ قُدماً بديل انحدار الوراثية، وغدا مسارهما صحيحاً، بولادة الإنسان الجديد ذا الطبيعة الإلهية، هروباً من فساد الطبيعة، وابتعاداً عن عالم الشر. الصليب - بشرياً - أفظع جريمة ارتُكبت ضد أقدس إنسان؛ بطلها، والمحرض، والمنفذ هو الإنسان والشيطان. «اصلبه ... اصلبه ...» (لو23: 21). الصليب حادثة هزت الكون ومازالت، أثارت الأجيال وما برحت، جمعت الله والإنسان في أصعب مكان: الله يمتشق سيفه ويضرب، والإنسان يُجهِّز خشبة ويصلب، والمسيح، موضوع الضرب والصلب، يخترقه السيف وتمزقه المسامير؛ فيتفجر الخلاص من قلب المصلوب كاملاً، ويرضى الله، ويغتسل الإنسان ويتمتع. |
|