كانت الخطوة الأولى التي اتخذها ”يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ“ هي عَدّ وإحصاء كل إسرائيل (ع٦)، ليعرف عما إذا كان جيشه مستعدًا للحرب أم لا، ثم بدأ الاستعداد للمعركة. وكانت خطوته التالية هي الاقتراب من ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ وطلب دعمه، قائلاً: «قَدْ عَصَى عَلَيَّ مَلِكُ مُوآبَ. فَهَلْ تَذْهَبُ مَعِي إِلَى مُوآبَ لِلْحَرْبِ؟» (ع٧). كان ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ قد أضرَّ بوضعه ومركزه، كملك ليهوذا، وعرَّض نفسه للخطر في الماضي من خلال مصاهرة أَخْآبَ، والسماح لابنه بالزواج من عَثَلِيَا ابنة أَخْآب، وأخت يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ (٢مل٨: ١٨، ٢٧). كما دخل في تحالفات مماثلة مع أَخْآبَ (١مل٢٢: ٤)، ومع أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ (٢أخ٢٠: ٣٥-٣٧)، وكلاهما انتهى بكارثة. وفي الأساس كان ”يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا“ ملكًا تقيًا (٢أخ١٧: ٣، ٤؛ ٢٠: ٣٢)، ولكنه دمر شهادته من خلال الدخول في نير متخالف مع هؤلاء الملوك الأشرار في إسرائيل.
ومن الواضح أن يَهُوشَافَاط لم يتعلَّم من أخطائه السابقة، ووافق بسهولة على التهاون في موقفه مرة أخرى. لقد واجه بالفعل مضايقات من الموآبيين (٢أخ٢٠:١-٣٠)، وكان سيُرحب بلا شك بهذه الفرصة الإضافية لإخضاعهم. والواقع أن انتصاره السابق ضدهم كان من شأنه أن يجعله حليفًا جذابًا ليَهُورَام بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. لذلك كان رده على طلب يَهُورَام هو نفس رده على أَخْآبَ: «أَصْعَدُ. مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ» (ع٧؛ ١مل٢٢: ٤). وبرهنت الأحداث اللاحقة أن الرجلين كانا ينظران إلى الأمور من وجهات نظر مختلفة تمامًا. لقد فشل يَهُوشَافَاطُ في رفع أَخْآبَ وأَخَزْيَا إلى مستواه الروحي في الماضي، وسوف يفشل أيضا مع يَهُورَامُ بْنُ أَخْآبَ.