رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي أغصانها سكنت طيور السماء، وطعم منها كُلِ البشر. كُنتُ أرى في رؤى رأسي على فراشي، وإذا بساهرٍ وقدوس نزل من السماء، فصرخ بشدة وقال هكذا: اقطعوا الشجرة، واقضبوا أغصانها، وانثروا أوراقها، وابذروا ثمرها، ليهرب الحيوان من تحتها، والطيور من أغصانها. ولكن اتركوا ساق أصلها في الأرض، وبقيد من حديد ونُحاس في عشب الحقل، وليبتل بندى السماء، وليكن نصيبهُ مع الحيوان في عشب الحقل. ليتغير قلبه عن الإنسانية وليُعطَ قلب حيوانٍ، ولتمضِ عليه سبعة أزمنةٍ [10-16]. روى الملك لدانيال الحلم الخاص بالشجرة الضخمة التي تميزت بالآتي: أ. قائمة في وسط الأرض نامية، ويبلغ علوها إلى السماء [10-11]. في وسط الأرض أي في المركز حيث تشع السلطة الإمبريالية البابلية على كل الأمم والشعوب. يرى كل من العلامة أوريجينوس والقديس جيروم أن أورشليم هي مركز الأرض، بكونها مدينة الله التي أُقيم فيها الهيكل ليبارك البشرية المتعبدة لله. ويرى بعض الربيين (الحاخامات) بابليون أنها هي أيضًا في وسط الأرض بكونها على نفس الخط. لكن من الجانب الروحي إن كانت أورشليم تمثل القصر الملوكي السماوي، فإن بابل تمثل القصر الملوكي لضد المسيح وكل مملكته. إن كان نبوخذنصَّر يمثل شجرة مغروسة في بابل أم الزواني المتعجرفة، فإن المؤمن الحقيقي يمثل شجرة مغروسة في أورشليم، في بيت الرب. ب. منظرها إلى أقصى كل الأرض [11]. ج. جميلة المنظر [12]، إشارة إلى اهتمام نبوخذنصَّر بالإنشاءات المعمارية وتزيين العاصمة. د. ثمرها كثير، وفيها طعام للجميع [12]، إشارة إلى الغنى والإمكانيات الجبارة لنبوخذنصَّر. ه. موضع حماية للغير [12]، تحمي الطيور بين أغصانها وحيوانات البَرّ في ظلها. هذا هو ما يقدمه الله للإنسان، ليجعله ملكًا يقيم في العالم كقصرٍ ملوكي، يريد من نفسه أن تكون نامية على الدوام. مع وجودها على الأرض ترتفع إلى السماء، لعلها تستقر في حضن الآب، تتمجد في أقاصي المسكونة، جميلة بلا عيب، مُشبعة للجميع، تتسع لتضم الغير بالحب فتهب أمانًا وسلامًا لمحبيها! |
|