ثم قالت: "وَيَكُونُ عِنْدَمَا يَصْنَعُ الرَّبُّ لِسَيِّدِي حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ مِنْ أَجْلِكَ, وَيُقِيمُكَ رَئِيسًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ لاَ تَكُونُ لَكَ هَذِهِ مَصْدَمَةً وَمَعْثَرَةَ قَلْبٍ لِسَيِّدِي أَنَّكَ قَدْ سَفَكْتَ دَمًا عَفْوًا, أَوْ أَنَّ سَيِّدِي قَدِ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ" (1صم 25: 30، 31).
تقول له: عندما تجلس على عرش المملكة لكي تملك بالبر والعدل والاستقامة، يكون قلبك ممتلئًا بهجةً وفرحًا وسلامًا. أما إن كان هناك هذه الحادثة كنقطة سوداء في حياتك، فسوف تكون مصدر تكدير مستمرًا،وبهذا -لا سمح الله- يكون كرسيك لم يتأسس على البر، ولم يتأسس على العدل والاستقامة، لأن هناك ثغرة في الكرسي. فهل يمكن أن يثبت هذا الكرسي إلى الأبد؟ سوف تكون لك مصدمة قلب ومعثرة, ووجع مستمر "مَصْدَمَةً وَمَعْثَرَةَ قَلْبٍ لِسَيِّدِي أَنَّكَ قَدْ سَفَكْتَ دَمًا عَفْوًا, أَوْ أَنَّ سَيِّدِي قَدِ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ", هذا الدم الذي يسفك عفوًا هو دم المساكين الذين ليس لهم ذنب فيما حدث. هذا الكلام هو ملحمة... ليس هو كلامًا عاديًا. هذه المرأة الحكيمة الفاضلة أبيجايل تستحق أن تكلل هي وما قالته من كلام..
وبعد أن قالت كل هذا الكلام حبًا لمسيح الرب، تقديرًا وإعزازًا وإجلالاً قالت كلمة صغيرة جدًا هي أيضًا مزيد من الاتضاع، ودليل على الإيمان، فقالت "وَإِذَا أَحْسَنَ الرَّبُّ إِلَى سَيِّدِي فَاذْكُرْ أَمَتَكَ" (1صم 25: 31) إذا أحسن الرب إليك ليتك تتذكرني ولو كالفتات الصغير، كما قالت الكنعانية للسيد المسيح "نَعَمْ يَا سَيِّدُ. وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا" (مت15: 27). اذكر أمتك، اذكر عبدتك.