* لا يمكن للأنفس أن تحيا إلاَّ إذا كانت تولد ثانية في أرض الأحياء (بالمعموديَّة)، وتتربِّى فيها بالروح، وتنمو قدَّام الرب نموًا روحيًا (بالتوبة والاعتراف)، وتكتسي من اللاهوت بحلل الجمال السماوي التي تفوق الوصف كلُّه، وبدون تلك القوَّة لا تستطيع أن تعيش متعزِّية مكتفية. لأن الطبيعة الإلهيَّة فيها خبز الحياة حقًا، هذا الذي قال: "أنا خبز الحياة" (يو ٦: ٣٥) وماء الحياة (يو ٤: ١٠)، والخمر الذي يفرح قلب الإنسان (مز ١٠4: 1٥)، ودهن البهجة (مز ٤٥: ٤). وجميع أصناف طعام الروح السماوي، وحلل النور السمائيَّة التي من الله. بهذه تعيش النفس... وويل للجسد الذي يقف عند قاع طبيعته، فإنَّه يفسد ويموت. وويل للنفس التي اِستندت على قوَّة طبيعتها، ولم تتَّكل إلاَّ على أعمالها، بحيث لا تكون لها شركة الروح الإلهي (١ يو ١: ٢)، فإنَّها تفسد وتموت حقًا بعدم تأهُّلها لحياة اللاهوت الأبديَّة (يو ١٧: ٣).
القديس مقاريوس الكبير