رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سلسلة الخدمة 11 مركز الله في الخدمة بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث ما أكثر الكلام الذي يمكن أن يقال عن الخدمة ولكن من أهم ما يقال هو مركز الله في الخدمة:الله الذي هو سبب الخدمة وهو الداعي لها,وهو العامل فيها وهو غايتها وهدفها. نقول ذلك لأن كثيرا من الخدام يتحدثون في موضوعات عديدة ماعدا الله! لاتري الله في كلماتهم ولايدخلون الله في قلبك ولا يدخلونه في حبك ولا في فكرك ولا في حياتك...! كلامهم مجرد معلومات,تزيدك معرفة ولكن ليس في الإلهيات وليس عن الله..ربما عن الفضائل,عن التاريخ,عن مشاهير الشخصيات, عن العقيدة, عن الطقس دون أن يبدو الله واضحا في كل هذا..!وهنا نود أن نبدي بضعه ملاحظات منها: 1- إن الخدمة هي تواضع من الله: فالله يستطيع بلاشك أن يعمل كله وحده.يستطيع أن يحول كل العالم إلي قديسين.يستطيع أن يدبر كل أمور الخدمة بدونك وبدوني ,وبغير احتياج إلي أحد يمكنه بروحه القدوس أن يغير القلوب وأن يقود الخاطيء إلي التوبة. ولكنه من تواضعه,أراد أن يشركنا معه في عمله أدخلنا في شركة الروح القدس,لكي يعمل بنا,ويعمل معنا ويعمل فينا ويعطينا نصيبا معه في الخدمة نسير فيها مع روح الرب,هو يعمل كل شيء وينسبه إلينا..! هل بعد هذا ننسي الله في الخدمة؟أهذا يليق؟!بل أعجب من هذا إن إنسانا يتخذ الخدمة ليبني نفسه!ينحرف بالخدمة فتحل الذات محل الله يريد أن يبني بها مركزا له وشهرة وسمعة وسلطة!ويكون له مذهبا فكريا ومجموعة خاصة ..وربما بهذا تدخل الخدمة في نزاعات وانقسامات. ويوجد بولس وأبولس وتقف الذات في محيط الخدمة ليقولالخادم:ما مركزي في الخدمة؟وما حقوقي وكرامتي؟.. وهكذا يدور الجهد كله حول الذات,ويختفي اسم الله...!بينما الله هو الأصل.. 2- الله هو الذي يدعو إلي الخدمة.. لقد قال السيد المسيح لتلاميذهلستم أنتم اخترتموني بل أنا أخترتكم,وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمريو15:16وهؤلاء الذين سبق فعرفهم ,سبق فعينهمرو8:29. إن الله هو الذي يدعو وهو الذي يختار وهو الذي يعين,ولايأخذ أحد هذه الكرامة بنفسه,بل المدعو من الله كما هرونعب5:4سواء من جهة الكهنوت أو باقي الخدام من جهة الاثني عشر,كما من جهة السبعين لو10:1أو غير هؤلاء وأولئك إنه يقول للآبكما أرسلتني إلي العالم أرسلتهم أنا إلي العالميو17:18. إذن الخدمة إرسالية يرسلها الله ويختار لها من يشاء هي عمله والكرم هو كرمه وهو يقيم فيه من يشاء من الوكلاء يعملون في الكرم تحت إشرافه..كيف إذن نعمل في الخدمة دون أن يكون الله هو الأساس في كل شيء ؟!إنه ليس فقط الذي يدعو ويختار ويرسل وإنما أيضا 3- الله هو المتكلم في الخدمة: لايجوز في الخدمة أن يتكلم أحد من ذاته حتي بلعام نسمعه يقول:الكلام الذي يضعه الله في فمي.به أتكلمعد 22:38 إذن الخادم هو شخص يتكلم بما يضعه الله في فمه هو مجرد شخص يأخذ من الله,لكي يوصل للناس وما عليه إلا أن يكون موصلا جيدا لكلمة الله إنه شخص ناطق بالإلهيات..إننا نقرأ في سفر اللاويين هذه العبارة:وكلم الرب موسي قائلا:كلم بني إسرائيل وقل لهم: لا1:2,1, لا4:2,1, لا7:28:,29 لا11:2,1. وهكذا كان موسي يأخذ من فم الله,ويكلم الناس. موسي ما كان يعرف أن يتكلم وقد سبق أن قال للربلست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك,بل أنا ثقيل الفم واللسانفأجابه اللهأنا أكونن مع فمك وأعلمك ما تتكلم بهخر4:12,10 وهوذا ربنا يسوع المسيح يقول لتلاميذه قولا معزيا:لستم أنتم المتكلمين,بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكممت10:20. ما أجمل هذا,أن الإنسان لايتكلم من ذاته إنما يوصل كلمة الله للناس وليس فكره الخاص ولا مفهومه الخاص,وإنما فكر المسيح1كو2:15بل هوذا بولس الرسول نفسه بكل مواهبه يطلب من أهل أفسس أن يصلوا بكل صلاة وطلبة في كل وقت من أجله ..وتسأله لماذا؟فيقول: لكي يعطي لي كلام عند افتتاح فميأف6:19 إنه يطلب أن يعطيه الله الكلام الذي يقوله..أليس هذا درسا لنا نتعلمه من هذا القديس العظيم أعظم كارزي المسيحية؟فهل أنت تصلي من أجل هذا أيضا لكي يعطيك الله كلمة عند افتتاح فمك غير معتمد علي ذكائك ومعلوماتك وخبرتك..؟!فالله هوالمعطي كلمة للمبشرين بعظم قوة مز68:22. فإن كنت لم تأخذ من الله,فمن الخطورة أن تتكلم. نعم من الخطورة أن تملأ أذهان الناس بكلام بشري أو كما يقول الرسولبكلام الحكمة الإنسانية المقنع1كو2:4.وليس بكلام الله. اسكب نفسك إذن أمام الله قبل الخدمة.لكي يعطيك الكلمة المناسبة النافعة للناس. الله إذن هو الذي يدعو ويرسل وهو الذي يعطي الكلمة وماذا يعطيه أيضا؟ 4- الله هو الذي يعطي القوة والتأثير: لقد أمر السيد المسيح تلاميذه ألايبرحوا أورشليم حتي يلبسوا قوة من الأعاليلو24:49وماذا كانت تلك القوة؟لقد قال لهمولكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وحينئذ تكونون لي شهوداأع 1:8 وفعلا لم يخدموا إلا بهذه القوة التي أخذوها من الروح القدس.. فإن كنت لم تأخذ قوة من الروح القدس فبأي قدرة يمكنك أن تخدم؟! إعداد الخدام: هنا ولعلنا نسأل:كيف يكون إعداد الخدام للخدمة؟ كثيرون يعدونهم بالمناهج :مناهج تربوية ودروس في الكتاب وفي التاريخ وفي العقيدة وفي الطقس مع تداريب عملية تحت إشراف وكل هذا نافع ولكنه ليس كل شيء ولا هو قبل كل شيء وإنما... لابد من الإعداد الروحي,الذي يمتليء فيه الخادم من روح الله ليأخذ منه ما يعطيه. لايأخذ منه فقط الكلام وإنما أيضا القوة والروح والتأثير كما يأخذ منه كذلك الحب العميق الذي يحب به المخدومين ويسعي به إلي خلاصهم بكل اجتهاد. لقد قال بطرس الرسول كلمة في يوم الخمسين.نخست القلوب.فآمن ثلاثة آلاف من اليهود,إذ قد نخسوا في قلوبهم واعتمدوا في ذلك اليومأع2:41فكيف حدث ذلك؟هل كلمة عادية تحدث كل هذا التأثير؟كلا وإنما كانت الكلمة تحمل قوة,تحمل روحا وتحمل أيضا لسامعيها قدرة علي التنفيذ. هناك فرق بين إنسان يقول لك كلاما فتقتنع به ومع ذلك تشعر بعجزك عن التنفيذ,وبين إنسان آخر يعطيك الاقتناع ومعه القدرة علي العمل المسألة ليست مجرد ثقافة أو لباقة أو قدرة علي التخاطب.إنما روح يصل إلي السامع مع الكلام الذي يصل إلي أذنيه. إذن تحضيرك للدرس هو تحضير نفسك روحيا..لكي تكون في حالة روحية تملأ فيها النعمة قلبك,وتمنحك مع الكلمة قوة وتأثيرا وتستطيع أن تحضر الله معك,يدخل إلي الفصل وهو الذي يتكلم علي لسانك وهو الذي يعمل في القلوب وفي الأسماع ويشعر السامعون أن الله كان معهم أثناء الكلمة.ويقولون:حقا إن هذه الكلمة مملوءة من روح الله..كنا نشعر أثناءها أن روح الله يحرك قلوبنا ويشعل إحساساتنا ومشاعرنا. الخادم الحقيقي هو إنسان حامل اللهثيئوفورس:مثل لقب القديس أغناطيوس الأنطاكي.إنه يحمل الله معه أينما سار وينقله إلي الناس إنه إنسان عاش مع الله وذاق حلاوة العشرة مع الله وهو يقدم هذه المذاقة إلي الناس.ويقول لهمذوقوا وانظروا ما أطيب الربمز34:8. لذلك نقول إن هناك فرقا بين الخدمة والتدريس. التدريس هو توصيل المعلومات إلي العقول من شخص تربوي خبير بطرق التعليم أما الخدمة فهي توصيل الناس إلي الله عن طريق شخص روحي لايعطيهم مجرد معلومات إنما يعطيهم روحا ويعطيهم حبا لله ولملكوته عندنا في مدارس الأحد مدرسون كثيرون ليسوا خداما عندنا كثيرون يقرأون الكتب,ويمتلئون بالمعلومات ولهم قدرة علي تفهيم الآخرين هذه المعلومات ولكن هل هذه هي الخدمة؟! إن هذا تعليم وليس خدمة..أما الخدمة فهي روح ينتقل إلي السامعين فيشعلهم بمحبة الله.وهكذا يكون الخادم يوصل الروح والحب وليس مجرد الكلام إنه شخص يحب الناس:وينقل إليهم محبة الله إنه ثابت في الله وبالتالي ثابت في المحبة,لأن الله محبة 1يو4:16والله يدرب خدامه علي الحب,لأن الحب عنصر لازم للخدمة بدونه تصبح الخدمة مجرد نشاط .والمحبة التي في القلب هي التي تخدم ولاتستريح حتي توصل كل نفس إلي قلب الله. إن كنت لم تصل إلي هذه المحبة .فأنت لم يتم إعدادك بعد للخدمة. ولكن أية محبة؟نجيب:تحب الناس كل الحب ,كما يحبهم الله.تحبهم لأنهم إخوتك,ولأنهم أولاد الله,تحب خلاص أنفسهم ,وتحب أرواحهم لكي توصلها إلي الله تحب الكنيسة التي هي جسده وتحب الملكوت الذي هو متعة الناس بالله ومن كل قلبك تريد أن الجميع يحبون الله,لأنه هو قد أحبهم أولا1يو4:19 الخدمة ليست مجرد معرفة تنتقل من عقل إلي عقل,إنما هو روح وحياة يمتصها المخدوم من الخادم. من خادم يحل الله فيه وينتقل حبه إلي السامع فيشعر بنفس الحلول ومسكين هو ذلك الخادم البعيد عن الله أي فراغ يقدمه لسامعيه؟,كيف يقدم الله للناس وهو لم يختبره؟!وما أجمل المثل القائل:فاقد الشيء لايعطيه. ونود هنا أن نقدم مثالا من سفر الرؤيا يوضح علاقة الرب بالكنيسة وبالخدام: مثال المنائر والكواكب. قال القديس يوحنا الرائي إنه أبصر الرب في وسط سبع منائر من ذهب هي السبع الكنائس,ويمسك في يمينه سبعة كواكب هي ملائكة الكنائسرؤ2:1,رؤ1:20. والرؤيا تشرح كيف أن الله في وسط الكنيسةالماشي في وسط السبع المنائر الذهبيةأليس هو الذي قالحيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي ,فهناك أكون في وسطهم متي 18:20أوليست هذه هي صورة خيمة الاجتماع في وسط خيام الشعب كله..والله يكون في وسط الكنائس عاملا ومدبرا ومقويا,ومعطيا كلمة للمتكلمين. إنه النور الحقيقي وبنوره تنير هذه المنائر السبع. إنه الزيت المقدس الذي تتشبع به الفتيلة,فتضيء في المسرجة,وهو عصارة الحياة التي تسري في الكرمة فتنتعش وتنمو وتثمر وهو الذي يمسك الخدام في يمينه ويحركهم حيث يشاء. يمينه هي التي تتحرك بهم,فيخيل إلي الناس أن الخدام هم الذين يتحركون. وفيما هم في يمينه يغني كل خادم بمزمور داود قائلا:يمين الرب صنعت قوة يمين الرب رفعتنيمز117وإن كان الخادم في يمين الله فلا يمكن أن يشرد أو ينحرف أو يضل لأنه لايتحرك من ذاته,بل يمين الله هي التي تحركه .عليك إذن أن تتأكد من وضعك. إن لم تكن في يمين الله,فلا يمكنك إذن أن تخدم. إذن إعداد الخدام في جوهره هو وضعهم في يمين الله,فيعمل بهم ويتحرك بهم من موضع إلي موضع كمجرد أداة طيعة في يديه,كل منهم طينة ناعمة لينة طيعة في يدي الفخاري العظيم,يصنع بها آنية للكرامةرو9:21إنها الخدمة الفعالة الناجحة. والخادم يحاول باستمرار أن يستمد قوة من الله تتجدد فيه كل يوم إنه يصلي باستمرار ويقول إن العالم يارب كما تري يزخر بفنون متعددة من الفساد ومن أنا حتي أقاوم المنجذبين إليها؟أنت يارب الذي تستطيع أن تمنح القوة لي ولهؤلاء السامعين فأعطني كلمة من عندك,وأعطني حكمة أسلك بها,واحفظني حتي لا أكون عثرة لأحد أنت ترشدني وترشدهم تعلمني وتعلمهم ترعاني وترعاهم,وتقودني وإياهم إلي المراعي الخضراء وينابيع المياه الحية.وكما قال القديس أوغسطينوس إنني أبدو معلما لهم,ولكنني تلميذ معهم في فصلك وقد أبدو راعيا لهم,ولكنني واحد منهم في قطيعكبهذا تدخل الله معك إلي الخدمة,ويكون الدرس الذي تلقيه هو درس من الله لك ولهم درس في محبة الله والالتصاق به.وهكذا يكون الله هو الدرس وهو أيضا المدرس. وبهذا تكون الخدمة عبارة عن نعمة من الله تعمل في إنسان من أجل إنسان آخر,لتربط كليهما بالله أو تكون الخدمة هي شركة الروح القدس حيث يشترك الروح مع الخادم من أجل المخدومين وإن كانت الخدمة هكذا فماذا يكون التكريس إذن؟ التكريس هو نمو في الحب,حتي يصبح القلب كله لله,والوقت كله لله,في مناجاته أو خدمته ولكن ماذا عن الذين ينهمكون في الخدمة حتي تنسيهم الله؟هؤلاء لم يفهموا الخدمة بمفهومها السليم,وظنوها مجرد دروس ومعلومات!!أو مجرد أنشطة وحركة أو هم قد انشغلوا بالوسيلة عن الهدف !أو جعلوا ذاتهم هي محور الخدمة وبعدوا بالخدمة عن الله نفسه. الخدمة ليست مجرد معرفة.. فالمعرفة كانت أول حرب للإنسان لذلك حينما اشتهي شجرة المعرفةتك3وأكل منها ,فصار جاهلا,لأنه اشتهي معرفة الخير والشروليس معرفة الله,الذي نقول له في القداس الإلهيأعطني فضل معرفتك هذه المعرفة التي قال عنها ربنا يسوع المسيح لله الآبهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك..يو17:3.والاقتصار علي المعرفة يخرج علماء وليس متدينين. ما أكثر الذين يعرفون,ويعلمون ويشرحون وحياتهم خالية من الله!وإن جادلتهم في شيء يضجون ويثورون ولا تبدو في ملامحهم صورة الله!ما أكثر العلماء ما أقل القديسين ..ومع ذلك نحن نحب المعرفة ولكن أية معرفة؟معرفة الله ومعرفة طرقه ,كما قال داود النبي للربعلمني طرقك,فهمني سبلك وأيضا المعرفة المتواضعة التي لا تنتفخ1كو8:1والمعرفة التي هي مجرد وسيلة تقود إلي الله.لأن كثيرين ملأوا عقولهم وعقول الناس بمعلومات ينطبق عليها قول الكتابالذي يزداد علما يزداد غماجا1:18فابحث معلوماتك من أي نوع هي؟البعض ظنوا الخدمة مجرد أخلاقيات لا روحيات. والأخلاقيات موجودة في الفلسفة أيضا وخارج نطاق الدين ,كما في الفلسفة الرواقية مثلا وتجدها في بعض الديانات البدائية ,كما في الهندوسية والبوذية ولكن هناك فرقا بين الأخلاقيات والروحيات فالواحدة منها قد تكون مجرد سلوك,بينما الأخري فيها روح الإنسان تتعلق بروح الله وما أكثر ما نجد إنسانا مهذبا ولكن لا علاقة روحية بينه وبين الله! إذن في الخدمة هناك مستويات تتطور من مجرد المعلومات,إلي الأخلاقيات إلي الروحيات والإلهيات,فمن أية الأنواع أنت وخدمتك؟وهل تحرص في خدمتك أن تربط مخدوميك بالفكر أم بالمجتمع,أم بك أنت؟أم تربطهم بالله,هل تعلمهم مجرد الخلق الكريم أم تدربهم علي القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب وعلي نقاوة القلب التي يصبحون بها صورة الله,ويؤهلون لسكني الله فيهم بالإيمان..؟ الفضائل لازمة ولكنها ليست منفصلة عن الله وكذلك المعلومات,وما أقوله في ذلك عن الخادم في الكنيسة أقوله أيضا عن الأب والأم في البيت فهل التربية المنزلية هدفها إيجاد أبناء مؤدبين هادئين أم إيجاد أبناء لله تربطهم بالله علاقة حب,وعلاقة طاعة وانتماء ليكونوا مقدسين له فكرا وجسدا وروحا.ولهم سلوك طيب نابع من محبتهم لله ولوصاياه..ولهم اهتمام بأبديتهم حيث يتمتعون بالله وملكوته ويعدون أنفسهم باستمرار لسكني الله فيهم.. هذا المنهج هو الذي يدخل في التدريس فيعطيه روحا. أمثلة في التعليم: 1- في الكتاب المقدس: هل تقدم فيه معلومات أم قصة الله مع الناس في محبته ورعايته واحتماله؟أتحكي قصص الكتاب كما تحكي روايات من التاريخ المدني؟أم تركز علي الله ومعاملاته.الله الذي أحب البشر قبل أن يوجدوا,ومن أجل هذا خلقهم وفي محبته رعي وهدي وفدي. إنه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنامتي1:23وما الحديث عن الخلق سوي حديث عن محبة الله الخالقة,وعن قدرة الله الفائقة وعن حكمة الله المدبرة,التي رتبت للإنسان كل شيء قبل أن يخلقه الله.. 2- وإن تحدثت عن الخطية والتوبة,أيكون حديثا عن الله؟فالخطية ليست مجرد فساد وضلال إنما هي بالأكثر انفصال عن الله,وتمرد علي الله والتوبة ليست مجرد إصلاح السيرة إنما هي بصورتها السليمة تصالح مع الله ورجوع إلي الله,وتغيير المسيرة من محبة العالم إلي محبة الله.وهكذا تكون الدعوة إلي التوبة لماذا تحيا بعيدا عن الله محروما منه؟!وبعشرته,كما يقول المرتلذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. 3- وعلي هذا النحو فكيف يكون تدريس سير القديسين؟ هل هو مجرد سرد لتاريخ حياتهم وأعمالهم؟أم كيف أعد الله هذه النفوس ,حتي وصلت إلي ذلك المستوي العالي؟وكيف قواها وحفظها ؟وكيف أحبوه هم من كل القلب وظهرت هذه المحبة في حياتهم. هل قصة القديس هي قصة حياته,أم هي حكاية لله داخل هذا الإنسان.أو هي قصة عمل الله فيه ومحبة الله له,ومحبته هو لله وكما لخص بولس الرسول تاريخ حياته بقولهلأحيا لا أنا,بل المسيح يحيا فيغل2:20أتستطيع إذن أن تحكي سير القديسين بدون حياة الله فيهم؟!بدون المواهب التي من الله,وقيادة الله لهمن في موكب نصرته2كو2:14وقصة الحب الإلهي الذي أغناهم عن محبة الأقرباء والأصدقاء والمعارف وكما قال الشيخ الروحاني محبة الله غربتني عن البشر والبشريات. 4- والنعيم الأبدي:هل نصفه بعيدا عن الله؟!هل هو مجرد سماء ومجرد نعم وملكوت وأورشليم السمائية؟وهل هو جنة؟أم النعيم السمائي هو التمتع بالله نفسه هو العشرة الدائمة مع الله ومع القديسين الذين أحبوه هو تحقيق لقوله الإلهيحيث أكون أنا,تكونون أنتم أيضايو14:3إنه سكني الله مع الناسرؤ21:3. 5- وبنفس الأسلوب يكون تدريس اللاهوت والعقائد والطقوس:فلا تكون مجرد معلومات عقلية جافة إنما تكون حديثا ممتعا عن الله,يشعر فيه سامعوك أنك ناطق بالإلهيات بأسلوب شيق ممتع بعمق محبتهم لله.وحاليا ,ليست أري هذا المقال متسعا للتحدث في هذا المجال الواسع,فإلي اللقاء في مقال آخر,أو في كتاب...إن أحبت نعمة الرب وعشنا. |
|