رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
في الأسبوع الثاني من زمن المجيء هذا، سنستمر في نفس طريقنا نحو الميلاد وبنفس الإيقاع الإعتيادي: الرسالة الأولى من القراءة الليتورجية المخصصة لكل يوم، هي التي تقود تأملنا إنطلاقًا من موضوع الأسبوع. وموضوع هذا الأسبوع هو: "الله الذي يُخَلِّص من خلال خلقه كل شيء جديداً". ويوم الأحد هو عادة مدخل لموضوع الأسبوع هذا، ونجد فيهأيضاً نصًا من التراث المسيحي، عادة أحد آباء الكنيسة أو أحد القديسين المعروفين. *تأمل في إنجيل الأحد الثاني من زمن المجيءمرقس 1: 1 - 8 بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله: كُتِبَ في سفر النبي أشعيا: "هاءنذا أُرسل رسوليقدامك لِيُعِدَّ طريقَك. صوتٌ مُنادٍ: في البريةأعدوا طريق الرب ، واجعلوا سبله قويمة." تم ذلك يوم ظهر يوحنا المعمدان في البرية، ينادي بمعمودية التوبة لغفرانالخطايا. وكان يخرج إليه أهل بلاداليهودية كلها، وجميع أهل أورشليم، فيعتمدون عن يده في نهر الأردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، وزناراً منجلد حول وسطه. وكان يأكل الجراد والعسل البري، وكان يعلن فيقول: " يأتي بعدي من هو أقوى مني، من لست أهلا لأن أنحني فأفكرباط حذائه. أنا عَمَّدْتُكُم بالماء، وأماهو فيُعَمِّدُكُم بالروح القدس." سنقرأ اليوم بداية إنجيل القديس مرقس. طوال هذه السنة المسماة "السنة ب"[1]، سيكون لإنجيل مرقس الأولوية في أناجيل الآحاد. إن تقليد الكنيسة قَدَّم دوماً مرقس الإنجيلي كتلميذٍ لبطرس الرسول. هكذا إذن سنسمع في هذا الإنجيل ذكريات وتعليم بطرس، هذا الشاهد الذي كان قريباً جداً من يسوع. نعتقد بأن هذا الإنجيل قد كُتِبَ في روما، نحو العام 70، وموجَّه إلى جماعة مسيحية متكونة من مؤمنين من أصل وثني، لم يعيشوا أبداً في فلسطين. عند مقارنتنا لهذا الإنجيل مع الثلاثة الأخرى، نراه عمليًا جداً: فهو قصة رجل من الشعب .. قصة مليئة بتفاصيل جميلة ومشوقة. لكن لا يجب أن ننخدع ببساطة هذا الإنجيل الظاهرية، فمرقس هو أيضاً لاهوتي، يقدم لنا اكتشاف بطرس التدريجي. ففي الجزء الأول من الإنجيل، كل الناس يتساءلون: "مَن هو يسوع؟". ويسوع كان يقوم بأعمال ويلقي بتعاليم تسبب تساؤلات كثيرة. لكن وبشكل غريب، كان يسوع يفرض "السرية" حول شخصه. ثم في الجزء الثاني من حياته العلنية، بدأ يكشف شيئاً فشيئاً عن سر شخصيته. أي أن مرقس استخدم طريقة مشوقة وعميقة في كشفه لسر المسيح، من خلال إدخالنا في السر وفي أجوائه، ومن ثم كشفه لنا هذا السر بالتدريج وبطريقة عميقة جداً. "جغرافية" مرقس هي أيضاً، "لاهوتية"، بمعنى أنها ترسم هالة حول "الجليل".. هذه الأرض المفتوحة.. المنفتحة والمستقبِلة لرسالة وتعليم يسوع، يضعها إذن في تضاد مع أورشليم.. المدينة التي ترفض يسوع. بالإضافة إلى ذلك، يأخذ بحر الجليل معنىً رمزياً بالنسبة لمرقس (فبطرس، الصياد، كان يعرف أصغر التفاصيل عن بحيرته هذه(: الضفة الغربية هي يهودية، أما الضفة الشرقية فهي وثنية. هكذا يُظهر لنا مرقس، وبإصرار، يسوعَ ذاهباً "نحو الوثنيين"... مفتتحًا هكذا "رسالة" الكنيسة التي يُوجِّه لها مرقس هذا الإنجيل. فكما ذكرت أعلاه، كنيسة مرقس كانت مكونة من مسيحيين من أصل وثني، لهذا يركز في إنجيله على رسالة يسوع نحو الوثنيين وانفتاحها على الجميع وليس فقط اليهود. اخيراً، إنجيل مرقس هو "مأساوي". هناك ثلاث جماعات إنسانية مرسمومة فيه ومُقدَّمة بوضوح. أولاً، يسوع وتلاميذه، دوماً معاً. ثم هناك الجمع، الذي يتبع يسوع، لكنه لا يفهمه في أغلب الأحيان أو بصعوبة. وأخيراً، الأعداء، الذين يتربصون بيسوع، منذ البداية، ويحكمون عليه ويدينونه. بدء بشارة(بدء البشرى السارة.. بدء إنجيل..)... إن أول كلمة من إنجيل القديس مرقس هي نفس الكلمة الأولى من الكتاب المقدس، وهذا ليس صدفة: "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تكوين 1: 1). الإنجيلي يوحنا استخدم أيضاً نفس الكلمة في بداية إنجيله: "في البدء كان الكلمة" (يوحنا 1: 1). متى ولوقا، أيضاً، يشيران إلى حقيقة البداية هذه: "أما أصل يسوع المسيح فكان هكذا..."(متى 1: 18، لوقا 1: 3).هكذا إذن الإنجيليون الأربعة يبينون لنابشكل أو بآخر بأن مخطط الله، من خلال يسوع، يسجّل بدأية جديدة ويُلَمِّح إلى أن خليقة جديدةبدأت. و"زمن المجيء" هذا الذي يبدأ، هو أيضاً، كل سنة، فرصة لبداية جديدة أو لانطلاق جديد في حياتنا نحن. يا رب، تواجهنا باستمرار تجربة التوقف .. أي أن نتوقف عن السير، وأن نقول: كفى! أعطنا يا رب كل يوم من جديد، روح "البداية"، وأحيي فينا باستمرار الرجاء. "بشارة .. البشرى السارة!" إننا معتادون جداً على هذه العبارة. إنها ترجمة للكلمة اليونانية "إيوانكاليون" والتي جاءت منها كلمة "إنجيل". لكن هذه الكلمة لا تعني "كتابًا"، أو شيئًا. إنها "البشرى السارة لملكوت الله التي ابتدأت في شخص يسوع". "البشرى السارة، هي القيامة، هي الفصح، إنها الإنتصار النهائي للحياة! هذه الكلمة جاءت من النبي أشعيا وهو يعلن للمسبيين التعساء نهاية جلاءهم: "عَزُّوا، عَزُّوا شعبي... عذابهم قد انتهى... خاطبوا قلبَ أورشليمَ وقولوا لها بأن إثمها قد غُفِر... إصعدي إلى جبلٍ عالٍ ، يا مُبَشِّرة َ صِهيون المُفرِحة، أنت التي تحملين "البشرى السارة"، ارفَعي صوتَك بقوَّة، وقولي: "هُوذا إلهُكم، يأتي..." (أشعيا 40: 1. 11). هل هذا هو إيماني أنا اليوم؟ هل أن إيماني هو مجرد حِمًل أجُرُّه معي بصعوبة، أم أنه "بشرى" "سارة"، "جيدة"، "رائعة"؟ |
19 - 03 - 2015, 03:31 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الله الذي يُخَلِّص من خلال خلقه كل شيء جديداً
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
03 - 04 - 2015, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: الله الذي يُخَلِّص من خلال خلقه كل شيء جديداً
ميرسى كتير على الموضوع الجميل |
||||
|