منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 06 - 2012, 11:41 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

صلاة لأجل الأعداء

ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين ... فقال يسوع يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو23: 33،34)

الشيء اللافت أن أولى عبارات المسيح المجيدة من فوق الصليب كانت صلاة لله. ويا له من شيء رائع أن المسيح في آخر لحظة يصلي، وفي ظروف كهذه يصلي لأبيه. لكن لأجل مَنْ صلى المسيح؟ إنه لم يصلِّ لأجل نفسه بل لأجل الآخرين، وليس لأجل الآخرين فقط، بل لأجل الأعداء، الأعداء الذين رفضوه من البداية، وأرادوا التخلص منه بأي ثمن، والذين لم يكن يشفي غليلهم مجرد موته فقط، بل موته مصلوباً. وها هم قد مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة، ونفَّذت أياديهم الآثمة ما أرادت قلوبهم الأشد إثماً. فعندما يصلي لأجلهم المسيح، تُرى ماذا يقول؟ إنه يقول: « يا أبتاه، اغفر لهم »!!

إننا عندما نتأمل في المعاملة القاسية التي عامل بها أولئك الأشرار، رب المجد، لا نتمالك أنفسنا، ولا نقدر أن نخفي احتقارنا لأولئك الأشقياء الذين داسوا ابن الله، والذين قبلوا طواعية أن يكونوا آلة في يد إبليس. أولئك القُساة الذين لا قلب لهم، ماذا كان موقف المسيح منهم؟ وماذا كان رده تجاه كل ما بدر عنهم؟ لقد قال: « يا أبتاه اغفر لهم ».

أما كان بوسع ابن الله أن يجعل الأرض تفتح فاها وتبتلع أولئك الأشقياء أحياء؟! لقد كان ـ تبارك اسمه ـ موضع احتقارهم، وعلى أيديهم كان يتجرع من غُصص الألم ما نعجز عن وصفه، ومع ذلك ها هو يصلي قائلاً: « يا أبتاه اغفر لهم »! فيا للنعمة الغافرة، والمحبة الغامرة! حقاً، مياه كثيرة لم تستطع أن تطفئ المحبة والسيول لم تغمرها. إنها محبة من النوع الإلهي: الذي يحتمل كل شيء، ويصبر على كل شيء. لقد صدق واحد عندما قال: « لو أننا لا نعرف شيئاً عن المسيح سوى هذه الصلاة الواحدة لرفعته فوق مستوى البشر، فإن سموها ونُبلها لا يصدران من إنسان عادي. وصاحبها لا يمكن إلا أن يكون عظيماً، وابن العلي يُدعى! ».

إن أصعب شيء على الطبيعة البشرية هو الغفران. وطبيعتنا تجد في الانتقام من الأعداء ألذ الأطايب، وفي التشفي من المُسيئين شفاء من الغيظ. تفكَّر في شمشون مثلاً: لقد صلى هو أيضاً لله في آخر لحظاته، وصلى لأجل الأعداء. لكن ما أبعد الفارق بين صلاة شمشون، وصلاة ربنا يسوع المسيح. لقد طلب شمشون الانتقام من أعدائه بسبب عينيه، وأما المسيح فطلب الغفران لصالبيه!



يوسف رياض

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أبونا ميخائيل إبراهيم| صلاته لأجل الأعداء
لا تفيد الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء
بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء
صلاة لأجل الأعداء
...أما المسيح فكانت أولى عباراته من فوق الصليب هى صلاة لأجل قاتليه وآخر عباراته هى صلاة لأجل نفسه


الساعة الآن 03:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024