منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 10 - 2014, 05:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

شفى يسوع ابنة المرأة الكنعانيّة





شفى يسوع ابنة المرأة الكنعانيّة

نصّ الإنجيل

ثمَّ خَرَجَ يسوعُ مِنْ هناك وذَهَبَ إلى نواحي صورَ وصيدا. وإذا إمرأةٌ كنعانيّةٌ خارِجَةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ تصيحُ : " رُحماكَ سيِّدي ! يا ابنَ داود ! إنَّ ابنَتي يَتَخَبَّطُها الشيطانُ تَخَبُّطاً شديداً. فلَمْ يُجِبْها بِكَلِمَة.

فدنا تلاميذُهُ يتوسَّلونَ إليهِ فقالوا : " أجِبْ طَلَبَها واصرِفْها، فإنَّها تَتْبَعُنا بصياحِها ". فأجابَ : " لَمْ أُرسَلْ إلاّ إلى الخِراف الضالَّةِ مِنْ آلِ إسرائيل ". ولَكِنَّها وصَلَتْ إليهِ فَسَجَدَتْ لـهُ وقالتْ : " أَغِثْني سيِّدي ! ". فأجابَها : " لا يَحسُنُ أن يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلقى إلى جِراء الكِلاب ". فقالَتْ : " رُحْماكَ سيِّدي ! حتّى جِراءُ الكِلابِ تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يتساقَطُ عن موائدِ أصحابِها ".


فأجابَها يسوع : " ما أعظَمَ إيمانَكِ أيَّتها المرأة. فليَكُنْ لكِ ما تُريدين ". فَشُفيَتْ ابنَتُها مِنْ ساعتِها. (متّى 15/21-28)

الخُبز للبنين لا لصغار الكلاب


1- ترك يسوع لمدّةٍ قصيرة أرض فلسطين، وأخذ يتجوّل في المنطقة اللبنانيّة الواقعة بين مدينَتَيْ صور وصيدا. وكان سُكّانها مِن الوثنيّين. وكانت أخبار معجزات يسوع قد وصلت إليهم وعرف الكثيرون منهم أنّه ابنُ داود المسيحُ المُنتظَر، ومن بينهم امرأةٌ كنعانيّة كانت تسكن هناك.


فطلبت إليه أن يشفيَ ابنتها الممسوسة فأجابها : " لا يَحسُن أن يؤخَذَ خُبزُ البنين ويُلقى إلى صغارِ الكلاب ". لقد فهمت معنى كلامه. فالبنون هم اليهود، والكلاب الصغيرة هم الوثنيون. فالمعجزات التي يصنعها يسوع معدّة لليهود لا للوثنيّين .

2- لقد جاء يسوع ليهديَ أوَّلاً الشعب اليهودي الضالّ، ويُضرم في قلوب أبنائه عواطف الإيمان والتوبة والمحبّة لله، ويُنقذهم من سلاسل الفرائض اليهوديّة الحديديّة التي كانت تشدّهم إلى الأرض، وتمنعهم من أن يرفعوا رؤوسهم إلى العلاء ليقدّموا لله العبادة الصحيحة. ولذلك كانوا بحاجة إلى المعجزات الكثيرة التي تنبّه أفكارهم وتذكّرهم بواجباتهم الدينيّة تجاه خالقهم وربّهم.

3- غير أن يسوع لا ينسى الوثنيّين ولا يهملهم، فإنّ لهم مكانهم المحدّد في مخطّطه الخلاصي. فسيأتي يوم يرسل إليهم تلاميذه ليطلعوهم على طريق الخلاص، ويهدوهم إلى الإيمان والتوبة. ولذلك فإنّ كلامه لا يتضمّن أيّة إهانةٍ للمرأة الكنعانيّة ولا للوثنيّين عموماً،


ولكنّه يعرض، بأسلوبٍ شعبيٍّ شائع يفهمه الجميع، المخطّط الإلهي الذي رسمه لليهود أوّلاً ثمّ للوثنيّين من بعدهم.


شفى يسوع ابنة المرأة الكنعانيّة

ما أعظمَ إيمانَكِ أيتها المرأة

كان جواب المرأة الوثنيّة مفعماً بالإيمان. لقد آمنت بمخطّط الله وقبلت أن يكون لليهود الأفضليّة في مسيرة الخلاص. ولكنّ هذه الأفضليّة لن تحرم الوثنيّين من أن يسيروا هم أيضاً في الطريق الذي يؤدِّي بهم إلى الخلاص الأبدي.


قالت ليسوع: " نعم يا رب. ولكنّ الكلابَ الصغيرةَ تأكُلُ مِنَ الفُتات الذي يتساقط مِنْ موائدِ البنين". كان معنى كلامها هو أنّ المعجزات الكبرى لليهود، والمعجزات الصغرى التي لا يراها أحد ولا يشعر بها هي للوثنيّين، ومن بينها المعجزة التي تطلبها لابنتها.

لا شكَّ في أنّ جواب المرأة يدلّ على ذكائها الحادّ وتواضعها العميق، ولكنّه يُظهر بصورةٍ جليّة إيمانها الرائع بشخص يسوع وقدرته الإلهيّة على قهر الشيطان، وبمخطّطه الإلهيّ في خلاص البشر. وهذا ما أدهش يسوع فصاح : " ما أعظمَ إيمانَكِ أيّتها المرأة ". وكافأ إيمانها فقال لها : " فليكُنْ لكِ ما تُريدين ". فكانت المكافأة أنّ الشيطان قد خرج من ابنتها، فعادت إليها الصحّة وأصبحت فتاةً طبيعيّة.

إنّ هذه المعجزة التي شبّهتها المرأة الكنعانيّة بالفُتات التي يتساقط من موائد البنين تدلّ على أمرين هامّين، وهما سيطرة يسوع التامّة على القوّات الشيطانيّة، ومفعول الإيمان الحيّ في النفوس.

سيطرة يسوع على القوّات الشيطانيّة

كان الشيطان ملاكاً قبل أن يتمرّد على الله ويهبط من السماء. ولمّا انقلب شيطاناً لم يفقِدْ ذكاءه ولا قوّته، بل وجّه ما لديه من ذكاء وقوّة إلى نشر الشرّ في العالم وأذى البشر.

إنّ الطريقة الناجعة لديه ليؤذي بها البشر هي أن يسكن في أجسادهم ويعذّبهم من دون هوادة. فهو يختار من البشر مَنْ يعيشون في الوثنيّة أو في جوٍّ مُفعَمٍ بفساد الأخلاق. ووقع اختياره على هذه الفتاة الصغيرة لأنها كانت تُقيم مع والدَيْها في منطقة مشهورة بعدم إيمانها وفساد أخلاقها. ولمّا لم يكن الشيطان يدري أنّ يسوع سوف يأتي يوماً إلى هذه المنطقة، فقد اطمأنَّ إلى دوام إقامته في جسمها وإلى الحرّية التي كانت تسمح له بأن يعذّبها باستمرار.

وأتى يسوع إلى هذه المنطقة واستجاب طلب المرأة إكراماً لِما أبدتْهُ من إيمانٍ وتواضع، فأمرَ الشيطان بالخروج من جسم ابنتها، وهو بعيد عن الفتاة الممسوسة، ومن دون أن يتفوّه بكلمة. فأطاع الشيطان أمر يسوع وهو صاغر، ولم يستطع أن يُبدي أيّة مقاومة لأنّ إرادة الرب الإلهيّة تسحق سيطرته وتحطّم عناده وتجبّره.

مفعول الإيمان الحيّ في النفوس

1- الإيمان بيسوع الإله أساسُ الحياة المسيحيّة: عالج بولس الرسول موضوع الإيمان في رسالته إلى الرومانيّين (1/16-17) وفي رسالته إلى الغلاطيّين (3/6-7) . فبيّن بطريقة جليّة أنّ الإيمان بيسوع يؤدّي بنا إلى الخلاص، ويُنقذنا من سيطرة الخطيئة وعبوديّة إبليس، ويحرّرنا من قيود الفرائض اليهوديّة، ويسمو بنا فيجعلنا أبناء الله. فلا خلاص ولا حياة روحيّة سليمة من دون الإيمان بألوهيّته وحنانه وشفاعته لدى الله أبيه السماوي.

2- الإيمان الصحيح هو الإيمان الحيّ: ولا بدّ لنا من أن نفهم ما هو الإيمان الصحيح الذي تحدّث عنه بولس الرسول في رسالتَيْه، وأشار إليه القديس يعقوب في رسالته الجامعة.

إنّ الإيمان الصحيح هو الإيمان الحيّ، أيْ الإيمان العامل بالمحبّة (غلاطية 5/6). وأكثر ما يخشاه الشيطان هو هذا الإيمان الحيّ في نفس المسيحي.

لا شكَّ في أنّ الشيطان يؤمن بوجود الله (يعقوب 2/19). ولكنّ إيمانه إيمانٌ ميّت، أيْ لا محبّة فيه إطلاقاً، بل إيمانُ الخليقة الحاقدة على الله والمتمرّدة عليه. لذلك يبقى الشيطان خليقةً مرذولة، لا يستطيع أن يستعيد مكانته الملائكيّة التي فقدها في السماء عند الله لأنّه يرفض رفضاً قاطعاً أن يفتح قلبه لحبّ الله وحبّ مخلوقاته البشريّة.

فالمسيحي الذي يكتفي بالإيمان الميّت، أيْ من دون أن يشعرَ قلبُهُ بحبّ الله وحبّ الآخرين، يكون إيمانه كإيمان الشيطان، فلا يُفيده شيئاً للحياة الأبديّة. فإذا أردنا أن نسمع من يسوع القول الذي قاله للكنعانيّة : " ما أعظمَ إيمانَكَ أيُّها المسيحي " وجب علينا أن نحيا حياة الإيمان الحيّ المقرون بأعمال المحبّة.

المرأة الكنعانيّة مثالٌ لنا في إقامة الصلاة

لم تكن المرأة الكنعانيّة مثالاً لنا بإيمانها فقط، بل بصلاتها أيضاً. لقد امتازت صلاتها بأربع فضائل، وهي الإلحاح والتواضع والثقة والإيمان. فإذا راجعنا أنفسنا نرى أنّ صلاتنا تتّصف بالضجر أو الكبرياء أو عدم الثقة أو ضعف الإيمان.
وقد نصح لنا بولس الرسول أن نلتجئ في إقامة الصلاة إلى نجدة الروح القدس.


(رومة 8/26)


التطبيق العملي

1- لا تقوم صلاة يوم الأحد بأن نحضر القدّاس ونحن جامدون في الكنيسة كالأصنام، بل أن نشترك فيه اشتراكاً حيّاً مع المسيح الذي يقدّم ذاته لأبيه السماوي ذبيحةً غير دمويّة، فنسبّح الله ونمجّده، ونسجد لـه ، ونندم على خطايانا ونستغفره، ونطلب إليه المعونة لعمل الخير، والحفاظ على نقاء النفس، والسيطرة على إغراء الخطيئة، والقدرة على ممارسة الفضائل المسيحيّة، ولا سيّما المحبّة.

2- الصلاة الحقّة تنبع من القلب. فإنّ الصلاة التي نتلوها من الشفاه فقط، صلاةٌ فارغة لا ترتفع إلى الله ولا تسبّحه، ولا تأتي بأيّة فائدةٍ روحيّة لنفوسنا. فلنصلِّ بإيمان وتواضع وعاطفة صحيحة ورغبة صادقة في تمجيد الله تعالى.



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما اقتربت المرأة الكنعانيّة من الرّب يسوع
معجزة شفاء ابنة المرأة الكنعانية (متى 15: 21-28)
شفاء ابنة المرأة الكنعانية
أنجيل متي - المرأة الكنعانيّة
المرأة الكنعانيّة


الساعة الآن 03:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024