رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيمون المرتد عن الإيمان هناك خلاف فى الرأى حول إيمان سيمون ، فهناك من الشراح من يعتقد أن سيمون لم يعرف الإيمان يوماً واحداً ، وأنه تظاهر به للمنفعة ، وسيراً فى التيار الذى جر المدينة بأكملها وراء فيلبس ، وأنه كان نوعاً من المداورة السحرية التى قصد منها أن يتمم أهدافه ، ولكن بصورة أخرى ... غير أن هناك من يرى أن سيمون آمن إذ أخذ بالموجة العارمة التى حملت الجماهير الغفيرة ، وأنه وقع تحت تأثير هذه الانفعالات ، وأنه اعتمد ، كما رأى غيره يفعل ذلك ، وأنه كان نوعاً من الزوان فى وسط الحنطة ليس من السهل أن يفرق بينه وبين الآخرين ، وأنه مثل الكثيرين الذين يستجيبون فى نشوتهم إلى حماس الدعوة الدينية وغيرتها ، وعلى وجه الخصوص عندما يرون الآخرين يتمتعون بفرح عجيب لا يمكن أن يكون مصدره بشـــرياً أو إنسانياً على الإطلاق، ... وأنه فى الحقيقة كان مخدوعاً لم يصل الإيمان به إلى حد التجديد والتغيير الكلى والخليقة الجديدة فى المسيح يسوع ، وأغلب الظن أن هناك سببين أساسيين وقفا فى طريقه ، وهما على الدوام من أخطر المعطلات فى الحياة الروحية وهما : الشهرة الضائعة هل سمعت عن ذلك الجندى الذى ضاق بالحياة ، وضاقت الحياة به . فقرر الانتحار على ما تذهب القصة ، . ولكنه سأل نفسه قائلا : إذا انتحرت فسآذهب مجهولا دون أن يدرى بى أحد !! .. فلماذا لا أنتحر واسجل اسمى فى التاريخ فى الوقت نفسه ، ولن يكون ذلك إلا بقتل الملك ، قبل أن أنتحر أو أقتل !! .. وذات يوم صوب سلاحه إلى الملك ، فأخطأه وقبض عليه ، وفى التحقيق عرف الملك قصده،... وقال : إن حكمت عليه الآن فأنا أحقق له مقصده ، وانتوى الملك أمر آخر، فقرر إخلاء سبيله ، بل ورفع رتبته ، إذ جعله ضابطاً ، وأخذ يشجعه على الحياة ويبعده عن التشاؤم ، ويدفعه فى سلم الترقية حتى جعله وزيراً ، ... وتغير كل شئ فى نظر الرجل ، ... وقال له الملك : لقد قررت أن أزوجك ابنتى ... وكانت هذه قمة أحلامه !!! ولم تكن الزوجة سوى المقصلة التى أعدها له فى ميدان عام !! .. وشتان بين الموت للجندى والموت للوزير صاحب المركز المرموق ، ... فإذا كان سيمون قد بلغ أقصى الشهرة ، وأضحى قبلة أنظار المدينة ، فإنه لا يستطيع أن يرى الجميع يتحولون عنه إلى المبشر الجديد فيلبس ، ... والموت أهون عنده من فقدان الشهرة العظيمة التى وصل إليها ، .... كان ثموستيكليس لا يعرف النوم كلما سمع الناس فى أثينا يمتدحون أرستيدس ، ... ولست أعلم كم من الأيام والليالى قضاها الرجل دون أن يذوق طعم النوم والمدينة كلها متجهة إلى فيلبس !!.. ومن الناس من يريد أن يكون الأول فى جهنم وليس الآخر فى الجنة !! .. المال المفقود على أن إيمان سيمون تعرض لتجربة أقسى وأشد ، ... لقد كان الرجل يكسب ذهباً من سحره وشعوذته ، فكان المال يتدفق عليه من كل مكان ، والرجل يدعى أو ينصب أو يغش أو يخدع ، فكل شئ مباح فى سبيل المال ، ... وها قد وفد إلى المدينة رجل لا يطلب مالا ، ولا يعطى شيئاً بمقابل ، ويده مبسوطة للمساعدة والإحسان والخير والرفق والرحمة ، ... وجف النهر الذى كان يتجه إلى الساحر ، ونضب المورد ، وصرخ القلب غير المستقيم : وما الفائدة من الإيمان وما المنفعة من الدين إذا كان لا يغدق المادة بغير حدود !! .. حقاً إن " محبة المال أصل لكل الشرور الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة " (1تى 6 : 0 1 ) !! .. فإذا كان حب الظهور يقصم الظهور كما يقولون ،فإن السير وراء المال يميل بصاحبه على الدوام إلى الخراب أو الضياع ، فإذا اجتمع الاثنان معاً ، فانهما يقودان إلى الهلاك المحقق الذى ذهب إليه سيمون الساحر !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيمون الساحر |
سيمون الساحر |
سيمون الساحر |
سيمون الساحر |
ايمان سيمون الساحر |