رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في نهاية القداس، يطوف الكاهن اليوم بالصليب الكريم موضوعًا على زهور، ويعطي لكل مؤمن زهرة إذا هو عانق الصليب. ويكون الصليب محاطا بثلاث شموع كأن الثالوث الأقدس ينحني على كل مؤمن يلتصق بالصليب. بالطبع نحن نتبع المعاني ونفتش عما هو عميق، عما هو وراء هذه القبلة المقدسة. والعميق هو ما قاله السيد في إنجيل اليوم: “من أراد ان يتبعني فليكفُر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. وكأنه يقول أن ذلك شرط حتى نعتبر أنفسنا تلاميذ، أن نأخذ الحياة كما هي، كما تجيئنا، ونحن مصلوبون عليها. الصليب مرميّ في حياتنا، أو بكلمة أُخرى حياتنا ملقاة على الصليب. كل منا يعترضه هذا أو ذاك من الناس وتعترضه خطيئته ويتمزّق في كيانه. الصليب لم يخترعه يسوع، وجده في ذاته، في لحمه ودمه، في لحم الانسانية المتعبة. يسوع لم يحبّ الصليب ولم يطلب الينا أن نفتش عن آلام، فالآلام كريهة وقد أراد السيد ان تتباعد عنه تلك الكأس. مسيحيتنا لا تدعونا إلى العذاب، فالعذاب فينا تنشئه الخطيئة المعشّشة فينا. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
|