رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا الدمشقي وأيقونة العذراء ذات الأيدي الثلاث: لما اندلعت الحرب ضد الأيقونات الكنسية في الإمبراطورية البيزنطية، واتخذت الدولة منها، بشخص الامبراطور لاون الإيصوري (717م - 741م)، موقفاً معادياً، باشرت حملة واسعة لتحطيمها وإزالة معالمها وإشاعة موقف لاهوتي رافض لها. وقد سعى الإمبراطور جهده لحمل الأساقفة، بالترغيب والترهيب، على الإذعان لرغبته. وكانت النتيجة أِن خفتت أكثر الأصوات المعارضة، المتمسكة بالأيقونات. يومذاك هبّ القدّيس يوحنا الدمشقي، وكان ما يزال بعد في العالم، مدافعاً عن الأيقونات وإكرامها فكتب وبعث برسائل عديدة في كل اتجاه، حتى قيل أنه اشترك في أعمال المجمع الأورشليمي المنعقد لهذه الغاية، وحضّ على المجاهرة بهرطقة الإمبراطور وقطعه. ولما كانت سوريا وفلسطين خارج الفلك البيزنطي فقد حاول لاون الملك أن يخنق صوت الدمشقي عن بعد وبالحيلة. لهذا استدعى أمهر الخطّاطين لديه وطلب منهم أن ينسخوا له رسالة كتبها زوراً كما من القدّيس إليه وأن يجعلوا الخط في الرسالة مطابق، قدر الإمكان، لخط الدمشقي. مضمون الرسالة كان الاستعانة بالإمبراطور على الخليفة. وأرفق لاون الرسالة المزوّرة بأخرى شخصية عبّر فيها للخليفة عما أسماه "صفاء المحبة بينهما وشرف قدر منزلته عنده". وأردف بالقول إنه إذ يرغب في تأكيد المحبة والصلح بينه وبين الخليفة يرسل إليه صورة الرسالة التي أنفذها إليه يوحنا الذي كان حينها يشغل منصباً إدارياً رفيعاً قرب الخليفة الأموي. فلما اطّلع الخليفة عمر بن عبد العزيز على الرسالتين استبدّ به الغضب الشديد وأرسل في طلب يوحنا وواجهه بهم، فدافع قديسنا عن نفسه، ولكن دون جدوى، فأمر الخليفة السيّاف بقطع يد القديس اليمنى وتعليقها في ساحة المدينة العامة. وبالحيلة استردّ يوحنا يده المقطوعة متذرعاً بضرورة دفنها لتهدأ آلامه التي لا تطاق. فأخذها ودخل بها إلى بيته وارتمى عند إيقونة لوالدة الإله جاعلاً اليد المقطوعة على مفصله، وصلّى بدموع غزيرة لتردّها له والدة الإله سالمة. وفيما هو مستغرق في صلاته غفا، وإذا بوالدة الإله تتراءى له في الحلم قائلة: "ها إن يدك قد عوفيت الآن، فاجتهد أن تحقّق ما وعدت به بدون تأخير". فاستيقظ يوحنا من النوم ليكتشف أن يده قد عادت بالفعل صحيحة وموضع القطع ظاهر عليها كخط أحمر، ونتيجة تأثره وفرحه قام القديس بوضع قطعة فضية تحمل شكل اليد على الأيقونة، وهكذا سميت الأيقونة "العذراء ذات الأيدي الثلاث". إثر الأعجوبة، كما ورد في التراث، حاول الخليفة استعادة يوحنا ووعده بإكرامات جزيلة، لكن قديسنا كان قد زهد في الدنيا وتشوّف إلى الحياة الملائكية، فترك دمشق وتوجّه ناحية دير البار سابا المتقدس، بعدما وزّع أمواله على الفقراء والمحتاجين وصرّف سائر شؤونه الدنيا. وقد أخذ أيقونة العذراء ذات الأيدي الثلاث معه إلى الدير حيث بقيت هناك حتى العام 1217م. وبعد أن تم نقلها إلى عدة أماكن، تستقر الأيقونة حالياً في دير الخيلانذاريو في الجبل المقدّس حيث تعتبر هي رئيسة الدير وحاميته. تقيم كنيستنا المقدّسة تذكار القديس يوحنا الدمشقي في 4 كانون الأول، وتقيم عيد أيقونة العذراء ذات الأيدي الثلاث في 12 تموز، فبشفاعات والدتك الكلية الطهارة وقديسك يوحنا الدمشقي، أيها الرب يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلّصنا، آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا الدمشقى | من هو |
القديس يوحنا الدمشقي |
حتى ولدت ابنها البكر هل تنفي بتوليه العذراء القديس يوحنا الدمشقي |
القديس يوحنا الدمشقى 676 -748 م |
موت المسيح ـ القديس يوحنا الدمشقي |