رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المذبح الذي رمَّمه إيليا وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب، وعمل قناة حول المذبح ... ثم رتب الحطب وقطَّع الثور ... وقال: املأوا.. ماء وصبوا على المُحرقة وعلى الحطب ( 1مل 18: 32 ، 33) المذبح، الذي أصعد عليه إيليا المُحرقة، يتكلم عن السجود. ولا سجود حقيقي بالانفصال عن الذبيحة. والقناة التي حُفرت حول المذبح، تتكلم عن الانفصال عن كل تقليد بشري أو ديانة جسدية. وفي ترتيب الحطب نرى أن السجود يجب أن يكون بترتيب وتمييز، لأن إلهنا ليس إله تشويش. والذبيحة كانت ثورًا، وقد قطّعه ووضعه على الحطب، وهذا ما نقرأه عن المُحرقة في لاويين1، أنها كانت تُقطع إلى قطعها لكي تُستعرض وتنكشف كمالات الذبيحة التي تُشير إلى شخص المسيح في كمالاته وطهارته وطاعته وتقواه. لقد وضع الذبيحة التي ستنزل عليها النار، وما كان ممكنًا أن تُسترد الشركة والعلاقة بين الله وشعبه إلا عندما تُقبل الذبيحة المناسبة من الله، والله يصادق عليها بأن يُرسل نارًا من السماء. ولقد كان المسيح هو الذبيحة الحقيقية، وليس الرمزية، الذي قدَّم نفسه لله بلا عيب، والله قَبَل ذبيحته ورضيَ عنه. ثم طلب إيليا ماءً، ليس لكي يشرب، وإنما ليسكبه للرب على المذبح. وقد طلب أربع جرّات ثلاث مرات حتى فاض الماء وغطى المذبح وملأ القناة التي عُملت حول المذبح. يبدو في ظاهر الأمر أن إيليا كان يتحدى الظروف ويوجد الصعوبة على أشدها أمام الله والشعب. ولكن هناك درس آخر. لقد كان الماء سلعة نادرة جدًا في ذلك الوقت بعد انقطاع المطر ثلاث سنين وستة أشهر. وربما بعض الذين حضروا كانوا قد أحضروا معهم هذه الجرار للاستعمال الشخصي. على أي حال كان طلبًا عزيزًا أن يصبوا هذا الماء على المذبح بهذه الكميات. وفي هذا درسٌ لنا؛ أن نضع كل ما نملك وأعز ما نملك على المذبح. قال الرب قديمًا لإبراهيم: «خُذ ابنك وحيدك، الذي تحبه، إسحاق ... وأصعده هناك مُحرقة على أحد الجبال» (تك22). هذا هو التكريس الذي يطلبه الرب منا. وإذا كان أغلى شيء عند الإنسان هو جسده، فإن الرسول يقول: «فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية» ( رو 12: 1 ). قد يقدم الإنسان عطايا مادية، أو يقدم بعض المجهود أو الوقت لأجل الرب، ولكن الرب يريدنا نحن أنفسنا. يريد أجسادنا وأعضاءنا أن تكون آلات بر له. |
|