رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُشير ميخا النبي إلى عشرة مدن، الخمس مدن الأولى شمال أورشليم، والأخيرة جنوب غرب أورشليم أو جنوبها. وكأن الدمار سيحل لا بأورشليم وحدها، وإنما بالمدن المحيطة بها أيضًا. هذه المدن جميعها وثنية. فسيحل الدمار بالكل، ماداموا مصرِّين على شرهم. يرى بعض الدارسين أن بعضها تحمل أسماء رمزية، تكشف عن دور الخطية وبشاعتها في حياة الجماعة كما في حياة الإنسان المصمم على شره. 1. مُعثرة: يطلب النبي من سكان أورشليم حين يحل بهم السبي بعد قرن ونصف الاَّ يخبروا مدن فلسطين الوثنية مثل جت وعكاء بما حلٌ بهم [10]، وألاَّ يبكوا أمام سكانها، فقد صاروا عثرة لهم. هذا وكلمة "عكاء" مشتقة من الكلمة العبرية التي تعني بكاءً. 2. عودة إلى التراب: عوض السماء المُعدة للمؤمن يتمرغ الإنسان المصمم على شره في التراب، فيسمع الصوت الإلهي: "أنت تراب، وإلى تراب تعود"، هكذا يصير عفارًا [10]. * ليس من شيءٍ يَثقل النفس ويضغط عليها وينزل بها إلى أسفل مثل الشعور بالخطية، وليس من شيءٍ يهبها أجنحة ويصعد بها إلى الأعالي مثل بلوغ البَر والفضيلة . القديس يوحنا ذهبي الفم 4. شدَةُ مفاجئة: كلمة "صانان" تعني "مدينة القطيع". فإذ يُفاجأ الشعب كقطيع غنم بالكارثة التي تحل به كثمرة لخطاياه، فمن هول المفاجأة لا يخرج من المدينة، بل يسير الكل حول بعضه البعض، فيتخبط الجميع. ولعله يحدث هذا بسبب حلول الكارثة على مستوى الجماعة كلها. 5. كارثة عامة: كلمة "هأيصل" معناها "مكان قريب". فالكل يقف في مكانه، ليس من يخرج إلى جاره القريب يطلب نجدته، إذ تحل الكارثة على الجميع. 6. مرارة النفس: كلمة "ماروث" معناها "مرّ". فقد يظن الشرير أنه ينعم بالخيرات والملذات بممارسته الشر والخطية، لكن سرعان ما يفقد خيراته وتتحول حياته إلى مرارة لا تُطاق. 7. هدم الحصون وفقدان الأمان: فقد كانت لاخيش من أكثر مدن يهوذا حصانة، تظن أن العدو لن يقدر أن يقتحمها. لكن ميخا النبي يرى بعين النبوة سنحاريب يحاصرها، ويرى اقتحامها (إش 36: 1-2). يحاول رجالها الهروب بمركباتهم وخيلهم، ولكن إلى أين؟ لقد سيقوا إلى السبي. * كما أن الذين يخرجون من السجون الأرضية يُحضرون مربوطين بقيودهم إلى موضع المحاكمة، هكذا كل النفوس المقيدة بسلاسل خطاياهم المتنوعة يُقادون إلى كرسي الحكم الرهيب. * عندما ترون الغني مرتبكًا بشئونه غير المحصية، لا تحسبوه غنيًا بل في هذا هو بائس. فإنه بهذه القيود تحت سلطان سجٌان قاسٍ: هو محبة الغني الشريرة. بهذا لا يُسمح له بالانطلاق من السجن، بل يرتبط بآلاف القيود والحراس والأبواب والمزلاج (أقفال)، وحينما يُلقى في السجن الداخلي تقتفي أثره ليشعر بلذة في هذه القيود، حتى لا يجد أي رجاء في الخلاص من الشرور التي تضغط عليه. القديس يوحنا ذهبي الفم 8. ليس من خلاص بالحكمة البشرية المجردة: حتى مدينة النبي نفسه مورشة جت تعطي هدايا لتملق الفلسطينيين لمساعدتها، ولكن بلا نفع. 9. أكاذيب وخداع: كلمة "أكزيب" معناها "أكذوبة" أو "خداع"، فقد انخدع الشعب بواسطة الأنبياء الكَذبة، فظنوا أنهم في سلام وأمان، لكن سنكشف خداعهم بعد فوات الأوان. تصير ميراثًا للعدو، تقترن أكزيب بمريشة لكن تكتشف عجزها عن المساعدة، إذ مريشة نفسها تصير ميراثًا للعدو. 10. ضياع المجد: حيث يهرب العظماء والنبلاء إلى عدلام، المشهورة بكهوفها. يحاولون الاختفاء في الكهوف، فيصير مجد يهوذا محبوسًا فيها. 11. مناحة لا تنقطع: كان من العادات القديمة قص الشعر، خاصة بالنسبة للبنات والسيدات، وذلك عند موت شخص عزيز لديهم، وعندما يحملون إلى السبي. فالقرعة هنا تُشير إلى عدم التعزية كمن فقد أعز من لديه أو سيق كمسبيٍ. |
|