رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يكن هناك من يساعدني في إعداد القربان ، فالكنيسة ناشئة صغيرة ، فلا خدام ، ولا شمامسة ، ولا مبنى كنيسة بل مكان مستأجر ، ولهذا أعددت مكاناً بالمنزل خصصته للقداسات ، وكنت أتمتع ببركة عمل القربان والحمل وحدي . جائتني سيدة شابة وبيدها ختم قربان قدمته لي قائلة : ( هذا الختم لم يعد له مكان بمنزلي يا أبونا ، أنت تتعب في عمل القربان فهو لك ، أنت تستحقه ) . أشكرك عزيزتي ، إنه ختم دقيق الصنع ، إنه تحفة فنية . ردت بمحبة عهدتها فيها : ( أنت تستحقه يا أبانا ، لا يحمل هذا الختم إلا من أحب القربان وتعب في عمله ، دعني أحكي لك قصته ) ... كان أبونا ... كاهن قريتنا يحب القداسات جدًا ، وفي شيخوخته لم يسترق الراحة رغم كهولته ووهن صحته ، فراح يعد الحمل بنفسه للقداسات بعد أن إمتنع الراهب أن يعده متعللاً بذات السبب ، فقد كان شيخاً متقدم في السن أيضاً ، فما كان على أبونا إلا أن يستيقظ مبكراً ويقوم بالعمل مصلياً مزاميره مستعيناً بعون القدير ، ومؤازرته ، وفي يوم ، وبينما هو يصلي وبيده ختم القربان هذا يختم به الحمل ، طرق الباب بطرقات متلاحقة لاهفة شديدة ، فتح بابه مستغرباً من يأتيه في هذا الوقت المبكر من فجر النهار ، ولماذا التلهف والطرق الشديد ، لابد أنه أمر خطير !! ، وما ان فتح الباب حتى إنعقد لسانه من هول المفاجأة !! لقد كان الطارق هو جاره المشلول منذ سنوات طويلة ، والذي إعتاد أبونا أن يزوره ليقدم له التناول ، كان طريح الفراش فإذا به الآن يقف على قدميه وكله حيوية ، تعانقا طويلاً ، وإمتزجت دموعهما فرحاً ، فيا لها من مفاجأة غير متوقعه بالمرة ، ماذا حدث ؟ تساءل الكاهن الوقور بعد أن هدأ قليلاً من هول المفاجأة . لقد كنت راقداً على فراشي المعتاد لسنوات كما تعلم يا أبي ، رد الرجل بين دموعه ، كنت بين الصحوة والنوم ، فإذا بالسيد المسيح له المجد واقف أمامي في صورة نورانية جميلة أضاءت ظلام حجرتي ، ربت على ساقيا المشلولتين بيده ، أحسست يده الإلهية تسري على ساقي المشلولة بعد أن فقدت الإحساس بها سنوات طوال ، وقال لي بصوت هامس حلو ( قم إنهض من فراشك ، لقد إكتملت سنوات تجربتك ، أنت الآن معاف صحيح ) ، وكأن كلماته الإلهية أمر أطاعته خلايا قدمي وأعصابي المشلولة ، فوجدت نفسي واقفاً بقدمي على الأرض غير مصدق نفسي !! ، مشيت وراء السيد وهو يغادر حجرتى : لا ، لا ، لا تتركني يا سيدي ، أرجوك أن تبقى معي ، أنت حلو جميل وكم أشتاق أن أظل ناظراً وجهك الإلهي عمري كله ، رد يسوع : ( حبيبي ، دعني أمضي الآن ، عندي زيارة لأبونا ... ، إنه يتعب في عمل القربان ، دعني أذهب لأساعده .... ) ، وهنا قفز الذي كان مشلولاً ، صارخاً : " أبونا ، يسوع الآن معك بالداخل يساعدك في عمل القربان ، أنا أثق فيما أقول ، أتركك الآن معه ، سلام يا أبي ... " نظرت إلى السيدة الشابة ويدها ممدوده تقدم " ختم القربان لي " ، هذا ختم قربان جدي أبونا ... خذه عندك يا أبي ، أنت أولى به ، فيسوع ختم به قربان جدي ... وهو اليوم معك... أنا لا أشك مطلقاً أنه معك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قصه حدثت بالفعل عن واحد خاطئ |
قصة حدثت بالفعل |
صور مستحيلة ولكنها حدثت بالفعل |
قصة حدثت بالفعل !؟ |
قصة حقيقية حدثت بالفعل ( لا تفوت قرائتها ) |