رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال السيد المسيح للمرأة السامرية: “تأتى ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا” (يو4: 23، 24). لم تعد العبادة لله قاصرة على أورشليم وحدها مثلما كان الأمر فى العهد القديم قبل مجيء السيد المسيح. ولم يعد هيكل سليمان هو المكان المختار للعبادة. بل قال معلمنا بولس: “أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم” (1كو3: 16). اتسع الهيكل فى العهد الجديد، ليكون هو الكنيسة المقدسة الممتدة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها. وصار هيكل الله الآب هو المكان (فى الكنيسة) الذى يحضر فيه السيد المسيح بجسده ودمه الأقدسين بفعل الروح القدس فى سر الإفخارستيا ليمنح المؤمنين باسمه الاشتراك فى الحياة الأبدية التى منحت لنا بموته عوضاً عنا على الصليب. حقاً صار حضور المسيح بذبيحته المقدسة -بكل ما تُعلن عنه فى الموت والقيامة والصعود والمجيء الثانى- حقيقة واقعة فى كنيسته المحبوبة، إعلاناً مبكراً للعرس بين المسيح وعروسه الكنيسة التى اقتناها بدمه الكريم، وعربوناً للحياة الأبدية التى وعد بها جميع قديسيه. لم يفهم اليهود فى نظرتهم الضيقة للعبادة هذه الحقائق الثمينة، وجعلوا يتمسكون بهيكل مبنى بالحجارة وربما يحلمون بإعادة بنائه بعد خرابه، حسبما قال لهم السيد المسيح: “هوذا بيتكم يُترك لكم خراباً” (مت23: 38). وحينما يقولون: “مبارك الآتى باسم الرب” (مت23: 39) فسوف يفهمون المعنى الحقيقى للهيكل. ألم يقل لهم السيد المسيح عن جسده: “انقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه” (يو2: 19). أما هم فلم يفهموا أنه كان يُكلمهم عن هيكل جسده المقدس بل صاروا يعترضون ويسخرون من كلامه قائلين عن هيكل الحجارة: “فى ست وأربعين سنة بنى هذا الهيكل أفأنت فى ثلاثة أيام تقيمه؟” (يو2: 20). |
|