رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد15 الاحد 03 فبراير 2013 بقلم مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية. هوذا تخت سليمان,حوله ستون جبارا نش3: 7 نود أن يكون تأملنا اليوم في قول الوحي الإلهي في سفر النشيد:تخت سليمان حوله ستون جبارا من جبابرة إسرائيل.كلهم قابضون سيوفا ومتعلمون الحرب كل رجل سيفه علي فخذه من هول الليل نش3:8,7. سليمان رمز للمسيح: لأن كلمةسليمانمعناه رجل سلاموقد قيل عن السيد المسيح إنهرئيس السلامأش9:6وإنه هو سلامناأف2:4وهو الذي قال سلامي أترك لكم سلامي أنا أعطيكميو14:27وهو الذي صنع سلاما بين السماء والأرض ونقض الحائط المتوسط أي العداوةأف2:17,14. وسليمان كان يمثل الحكمة والمسيح هو أقنوم الحكمة هوحكمة الله وقوة الله1كو1:24سليمان هو ابن داود الباني للهيكل والمسيح هو بن داود وهو ابن الله الذي بني الكنيسة هيكل الله القدوس1كو3:16. عبارة تخت سليمانتعني عرشه ويرمز لعرش المسيح. حوله ستون جبارا من جبابرة إسرائيل وكلمة إسرائيلهنا ترمز إلي الكنيسة المقدسة عرش الله إذن حوله الجبابرة أي النفوس القوية. التي حاربت حروب الرب وانتصرت علي العالم والجسد والشيطان أما النفوس الضعيفة التي لم تثبت في حروبها الروحية فليس لها نصيب حول عرش الله.الإنسان الضعيف الذي مجرد شهوة تحطم قلبه وإرادته وفكرة هذا لايمكن أن يكون من الجبابرة المحيطين بعرش الله. العجيب أيها الإخوة الأحباء أن سفر العدد الذي أمر الله فيه بعد خاصته لم يدخل في ذلك التعداد أوالإحصاءجميع الناس. إنما أمر الله بإحصاء النفوس القادرة علي القتال القادرة علي حمل السلاح كل خارج للحربعد1:3,2. هؤلاء هم الجبابرة كلهم قابضون سيوفا ومتعلمون الحرب كل رجل سيفه علي فخذه من هول الليل من هول الظلام من هول الأخطار من هول الشهوات ومحبة العالم. فإن حاربك في أحد الأيام فكر من الأفكار واستسلمت له لاتكون حينئذ جبارا متعلما الحرب بل تكون إنسانا قد ألقي سلاحه وانطرح أمام العدو علي الأرض. الإنسان المتعلم الحرب هو إنسان خبير بالأفكار خبير بحروب العدو كما قال القديس بولس الرسول نحن لانجهل أفكاره2كو2:11. بل نعرف خداع الشيطان ونميز الأرواح1يو4:1هل هي من الله أم من العدو. وهذه الحرب قد شرحها القديس بولس في رسالته إلي أهل أفسس :فقالإن مصارعتنا ليست مع لحم ودم..بل مع أجناد الشر الروحية أف6:12مع الشياطين مع الجسد مع كل قوة العدو. ما أجمل قول ملاك الرب لجدعون الرب معك يا جبار البأسقض6:12. حقا إن السماء لايصل إليها فيما بعد إلا جبابرة البأس الذين انتصروا في الحروب الذين يرتلون مع جموع الغالبين:شكرا لله الذي يقودنا في موكب نصرته2كو2:14. ستون جبارا: لماذا اختار هذا الرقم60؟وإلي أي شيء يرمز؟ ستون=6*10 والرقم 10 يرمز إلي الكمال وإلي الوصايا والرقم6يرمز إلي إتمام العمل فالله قد أتم عمله في الخلق في ستة أيام والسيد المسيح أتم عمله في الفداء في اليوم السادس وفي الساعة السادسة والإنسان يتمم كل عمله في ستة أيام ويستريح في اليوم السابع حسب الوصية.. فمادام الرقم6يرمز إلي إتمام العمل والرقم10يرمز إلي الكمال والوصايا إذن الرقم60يرمز إلي كل من تمموا عملهم في وصايا الرب في كمال. فإن سألت وقلت:هل حول عرش الله ستون جبارا فقط؟ نجيب إنما هذا الرقم هو رقم رمزي يرمز إلي كل جبابرة الروح الذين كملوا في الإيمان الكاملين في قوتهم الكاملين في جهادهم وفي انتصارهم لانقصد الجبابرة في أجسادهم أو في قوتهم الجسدية بل الجبابرة في أرواحهم حتي لو كانوا صغارا. داود النبي-أمام جليات كان جبارا وهو فتي صغير. كل الجيش خاف ولكنه كان الوحيد الذي لم يخف وتقدم لمحاربته في جبروت في الوقت الذي خاف فيه شاول الملك1صم17:11وكان أطول من جميع الشعب1صم10:23 شاول الملك الذي كان جبارا في جسده لم يكن جبارا في روحه فبغته روح رديء من قبل الرب1صم16:14وكان يصرعه والذي كان ينقذه من ذلك الروح الرديء كان داود الصغير أحد الجبابرة الذين حول العرش.. كان داود جبار بأس وفصيحا ورجلا جميلا والرب معه 1صم16:15وهذه العبارة الأخيرة كانت سر جبروته. داود الجبار كانت تخافه الشياطين يكفي أن يضرب علي عوده أو يصلي مزاميره حتي تهرب الشياطين مرتعبة.. جبار له سلطان علي الشياطين!! نريد في الكنيسة مجموعة من هؤلاء الجبابرة الذين تخافهم الشياطين ليتكم تستعرضون في تاريخ الكنيسة القديسين الذين كان لهم سلطان علي الشياطين ..تذكروا قصة ذلك القديس الذي أتي شيطان لمحاربته فربطه خارج القلاية. القديس إيسوذورس الذي قالت له الشياطين أما يكفيك أننا لانستطيع أن نمر علي قلايتك ولا علي القلاية التي إلي جوارك وأخ واحد في البرية جعلته بصلاتك يتعدي علينا النهار والليل؟!. وأنت يا أخي إن كنت تخاف الشياطين أتستطيع أن تحسب نفسك من الجبابرة المحيطين بالعرش الذين لهم سلطان علي كل قوة العدو؟!لو10:19 هل تكون جبارا إن امتلك الشيطان إرادتك أو كان يقدر أن يغريك بخطية ويستولي علي نفسك؟!لاتظن أن الشيطان كريم في عطاياه يعطي بلا مقابل!!كلا فهو يعطيك ما تشتهيه في مقابل أن يأخذ كل ما عندك أو أسمي ما عندك روحك وأبديتك..!الشيطان لايقبل علي نفسه أن يدخل في صفقة خاسرة إنه دائما يأخذ أكثر مما يعطي أرباحه أكثر من مصروفاته..وهكذا يفعل مع الذين يلجأون إلي السحر مثلا.. عجيبة هي صورة الملاك ميخائيل وسيفه في يده وهو يدوس علي الشيطان بقدمه لاشك أنه أحد الجبابرة الذين حول العرش.. وأنت أتريد أن تكون جبارا في محاربة الشياطين؟ إنك تكون كذلك إن لم تكن لك شهوة يحاربك الشيطان بها. إن الشيطان يتحسس حياتك الروحية محاولا أن يعرف نقط الضعف فيك لكي يحاربك بها. إنه يختبر الأرض وصلابتها التي سيضرب فيها بمعوله يري أين توجد الأرض الرخوة واللينة التي يتخذها ميدانا لعمله فيشققها كما يشاء أما الصلبة فلا يقترب منها. هناك جبابرة وقفوا ضد الشياطين في قتالهم لأجل الفضائل. خذوا فضيلة العفة مثلا وكيف كان من جبابرتها يوسف الصديق وسوسنة العفيفة وأمثالهما..دانيال النبي والثلاثة فتية كانوا في قصر الملك ورفضوا أن يأكلوا من أطايبه ومن خمر مشروبهدا1:8بل رفضوا معبوداته ولم يخف دانيال من أن يلقي في جب الأسود دا6:16 ولا الثلاثة فتية خافوا من إلقائهم في أتون الناردا3:17 إنهم جبابرة لايعرفون الخوف كلهم قابضون سيوفا ومتعلمون الحرب. الشهداء القديسون أيضا كانوا جبابرة لايعرفون الخوف. وقفوا أمام الأباطرة والملوك والولاة والحكام وقفوا أمام الحرق والشنق والعصر والجلد والتمزيق والتعذيب وكل صنوف الاضطهاد ولم يبالوا-كان إيمانهم وثباتهم أقوي من العذاب. هناك جبابرة آخرون في عالم النسك:في الصلاة والسهر والوحدة في العبادة وفي التجرد مثل سكان البرية من المتوحدين والنساك والسواح... أرسانيوس الجبار كان يقف متجها إلي الشرق والشمس وراءه وقت الغروب ويظل ساهرا طوال الليل حتي تظهر الشمس أمامه في أول النهار..إنه جبار بينما آخرون لايستطيعون أن يصمدوا في السهرة وحالما يحاربهم النوم يتركون صلاتهم. أين هؤلاء من الجبابرة الذين حول العرش الذين مثالهم:القديسون مكاريوس الإسكندراني والجبار في سهره الذي تحدث عن حروبه من جهة السهر فقال:حوربت مرة بالنوم ونمت فصممت أن أقاتل النوم وبقيت 21 يوما لا أطبق جفنا علي جفن حتي شعرت أن مخي قد نشف. جبابرة آخرون لم يسمحوا لأية قوة أن تفصلهم عن الرب. مثل القديس بولس الرسول الذي قالمن سيفصلنا عن محبة المسيح؟...إنني متيقن أنه لاموت ولاحياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخري تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنارو8:25-29. إن ملكوت السموات لايدخله إلا جبابرة الروح. ولكننا للأسف الشديد كثيرا ما نحاول أن نكون جبابرة علي الناس ولانكون جبابرة في تعاملنا مع أنفسنا!! بينما يقول الكتابمالك روحه خير ممن يملك مدينةأم16:32 أنبا بولا السائح كان جبارا في الوحدة قضي ثمانين سنة لايري وجه إنسان ولايتعزي بكلام الناس إنما عزاؤه بالله وحده. هناك أشخاص آخرون كانوا جبابرة في الصوم منهم من عاش ثلاثين سنة لاتبصره الشمس آكلا ومنهم من عاش عمره كله نباتيا لا يأكل لحما طول حياته ومنهم من كان يطوي الأيام لا يأكل شيئا فيها ولايشرب. هكذا عاش جبابرة الصوم أما في جيلنا هذا فما أكثر الكنائس التي خفضت الأصوام أو كادت تلغيها بحجة الإشفاق علي الناس!! آباؤنا أيضا جبابرة في حفظ آيات الكتاب المقدس. كانت الآيات تجري علي ألسنتهم بمنتهي السهولة لدرجة أن أحد العلماء قال:لو ضاع الكتاب المقدس لأمكن جمعه من كتابات الآباء..كانوا جبابرة في الصمود لايستطيع أحد أن يثيرهم.. يوجد أشخاص ضعفاء يثارون بسرعة تثيرهم أية كلمة يظنون أنها تجرح مشاعرهم بل تثيرهم حتي كلمات المديح والإعجاب فتحرك فيهم محبة المجد الباطل يثيرهم أي منظر جنسي..أقل شيء يعتبرونه عثرة!مساكين هؤلاء أنهم ليسوا من النوع الذي يقف حول عرش الله...ليسوا كالجبابرة الذين حول تخت سليمان. إنني أريدكم يا إخوتي أن تكونوا جبابرة في حروب الرب. لاشك أن الملائكة عندما تصف الكنيسة المقدسة وما فيها من أبرار لم تهزمهم مغريات العالم ولم تتعبهم حروب الشياطين يقف ميخائيل رئيس الملائكة وفي يده قيثارة ذهبية وينشد مع ملائكته تخت سليمان حوله ستون جبارا... |
|