|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الفرح المسيحي" هو الفرح في المسيح الذى يختلف عن الفرح الذي يعرفه العالم. وقال القديس أغسطينوس، الملقب من قبل الكنيسة القبطية بابن الدموع، عن الفرح الدائم: إن شئت أن يكون فرحك ثابتًا باقيًا إلتصق بالله السرمدي ذاك الذي لا يعتريه تغيير بل يستمر ثابتًا على حال واحد إلي الأبد"، لافتًا إلى أن كل منا يطلب راحته وسروره إلا أنه لا يطلب ذلك كما يجب ولا حيثما يوجد، إذ إن الأمر يتوقف على تمييز السرور الحقيقي من السرور الكاذب وبالعكس فإننا غالبًا ما نخدع بخيالات السرور الباطل والخير الكاذب. ويستكمل القديس أغسطينوس: إن جعلت سرورك في بعض الأشياء التي توافق هواك الآن أو في أشياء أخري زمنية فإنها سريعة التغير وإن لم تتغير هي فأنت قابل للتغيير فما تسر به اليوم يمكن أن تكرهه غدًا، مؤكدًا فلن تستطيع أن تفوز بالسرور قط ما دمت تجعله في ما يمكن أن يشوبه التغيير. وبحسب الكتاب المقدس قد وبخ السيد المسيح تلاميذه عندما فرحوا بخضوع الشياطين لهم، وقال لهم "لا تفرحوا بهذا، بل افرحوا بالحري أن أسمائكم قد كتبت في ملكوت الله. وذكرت مجلة الكرازة فى إحدى الأعداد الصادرة أن فرح العالم علامته السرور الظاهر، ويرتبط بلذة الجسد السطحية والمسرَّات، في الطعام والمال والممتلكات وشهوة الجنس والسلطة وتحقيق الأهداف المتصلة بالعالم الحاضر. وأكدت العدد الصادر للمجلة أن هذا الفرح قصير العمر، وإن تعالَى فهو يفتر بعد حين، وتطوِّح به الهموم والتجارب والهزائم وخوف الغد والأمراض والوحدة وتغيُّر الأحوال واقتراب الموت، لافتة إلى أن المسيحي في العالم يختبر شيئا من هذا الفرح في مناسبات كثيرة في الأعياد والحفلات واجتماعات الأصدقاء، وهو يقبله ويسعد به، ولكنه لا يعوِّل عليه، لأنه يعرف أن هذا يأتي ويذهب. وإنما فرحه الحقيقي، الذي وهبه له الروح بموت الابن وقيامته وملكوته الأبدي، ثابت دائم، تعبُر به صروف الحياة وآلامها "التي تعبُر على كل الناس"، ولكنها لا تنال منه إلاَّ كما تنال الرياح من الجبال، ووجوده لا علاقة له بحضور الابتسام والضحك أو غيابهما، فمكانه أعمق، وهو يبقى حتى ونحن في الظلام، وهنا لا ينقطع تسبيحنا وتبقى أصوات الحمد مُرنِّمة. وأكدت أن دوام الفرح المسيحي يرتبط بعمل فوق الطبيعة البشرية، لأنه ليس نتاج عواطف، وإنما هو عمل الروح القدس وثمره، إنه فرح في الله. |
|