يحضّر السيد تلاميذه لآلامه ولصلبه الصعب والقاسي بالنسبة لكثير من المسيحيين. هو يقوي ويشجع تلاميذه بأن النصر سيكون من حليفه ضد الخطيئة، لأن ابن البشر “في اليوم الثالث يقوم”، فحدثّهم المسيح عن لحظات موته وقيامته، إثنان من تلاميذه، يعقوب ويوحنا، اقتربا إليه لا ليعبّران عن حزنهما أنه سيموت بل كي ينالا الفائدة من تضحيته على الصليب، بأخذ أماكن مرموقة في الفردوس، فاشتعل بداخلهما هوى المجد الباطل، هذا الهوى هو رغبة خاسرة وإن سيطر فإنه يؤثر على حياة الإنسان بالكامل.
يدفعنا موقف التلميذان للوقوف والحديث عن هوى المجد، والمبتلي فيه يحاول ان يظهر بصورة مجمّلة لا يستحقها ولم يتعب لتحصيلها ولم يصل إليها باجتهاد وتعب واستحقاق، فالكثير من المتكبيرين يصعدون على أكتاف الآخرين كي يظهروا ويتباهوا بظهورهم.