وكانوا يأخُذونَه ويقولون مُتَذَمِّرينَ على رَبّ البَيت:
" مُتَذَمِّرينَ على رَبّ البَيت " إلى امتعاض العُمَّال الأوَّلين الذين أدركوا ما حصل مع العُمَّال المتأخرين وعبَّروا عن استيائهم وسخطهم وعدم رضاهم تجاه رَبّ البيت، لا لأنهم قبضوا أجْرَتهم بعد الآخرين، بل لأنهم قبضوا الأُجرَة نفسها التي قبضها عَمَلة السَّاعةِ الأخيرة. كان لهم الحق أن يتذمروا لو أعطاهم رب البيت أقل من الأُجرَة المتفق عليها، فلا مجال للتذمر إلاّ في الظلم، لكن هنا عدل تام؛ فما سبب تذمُّرهم إلاَّ طريقة تفكيرهم البشريّة المنحصرة على الّذات وشعورهم بالحَسَد مِن الذين أشفق عليهم رَبّ الكَرْمِ وأعطاهم أجْرَة نهار كامل بدل أجرة على عمل جزء من النهار.