|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لأني كلما تكلمت صرخت. ناديت: ظلمٌ واغتصابٌ. لأن كلمة الرب صارتلي للعارِ وللسخرةِ كل النهار. فقلت: لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه. فكان في قلبي كنارٍ محرقةٍ محصورةٍ في عظامي، فمللت من الإمساك ولم أستطع" [8-9]. يبدو أن إرميا عانى من صراعٍ داخلي، إذ شعر بنوعٍ من الفشل. فتحت الضغوط المستمرة ممن هم حوله (إر 18: 18؛ 20: 7، 8، 20) خطر بباله أن يعكف عن الخدمة العامة ويمارس حياته التعبدية الخاصة، ما دامت خدمته غير مثمرة بل مثيرة للجميع، حتى للذين أحبهم. اشتهي أن يعود إلى عزلته في قريته المتواضعة. شعر كأن بذار الكلمة قد أُلقيبها على قلوب صخرية، ذهبت ادراج الرياح، فصرخ قائلًا: "فقلت لا أذكره، ولا أنطق بعد باسمه" [9]. هذا ومن جانب آخر كانت كلمة الله للتأديب نارًا محرقة في قلبه، محصورة في عظامه، لكن بسبب أمانته لله وثقته فيه كمخلص لم يستطع أن يمسك عن الكلمة، ولو كلفه الأمر حياته كلها. اعتاد في وسط آلامه المرّة أن يرفع نظره إلى الله الذي دعاه للخدمة والشهادة للحق. لقد صارت كلمة الرب في قلبه نارًا محصورة في داخله، لكنه لم يقدر أن يمسك عن الكلام متكلًا على الله الذي هو عزه وحصنه وملجأه في يوم الضيق (إر 16: 19) |
|