منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 07 - 2021, 01:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,806


لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض


لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض

واصل السيد المسيح تعاليمه السامية، فتحدث عن علاقة قلب الإنسان بالكنز الخاص به، فكلما كنز على الأرض ارتبط بالأرض، وكلما كنز فى السماء ارتبط بالسماء. لذلك قال: “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً” (مت6: 19-21).
الإنسان الحكيم هو الذى يجعل كنزه فى السماء لأن هذا سوف يساعده على الاشتياق للسماء، ويجعل ارتباطه بالأرض ضعيفاً. فلا يخشى الموت، بل يفرح بانطلاقه من هذا العالم، ويضحى بما يملكه هنا على الأرض، من أجل محبته للمسيح، مقدماً الحب للجميع.. أى أنه يعطى بسخاء للمحتاجين ولا يبخل عليهم.. ولا يكترث بزيادة ممتلكاته، بل على العكس يفرح بأن يبيع ممتلكاته ويعطى صدقة كما أوصى السيد المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت. بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا يفندُ فى السماوات” (لو12: 32، 33).
إن أفضل وسيلة لتحويل الأموال إلى السماء هو توزيعها على المحتاجين لأن من يقرض المسكين يقرض الرب.
كذلك قال السيد المسيح لبطرس حينما قال له: “ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك” (مت19: 27، مر10: 28) “ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أخوات أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلى ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان.. وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية” (مر10: 29، 30). بمعنى أن الترك لا يتعلق فقط بالأموال والممتلكات، ولكنه يتعلق أيضاً بالارتباط العائلى وكل ما يشغل الإنسان عن الحياة مع السيد المسيح وتبعيته وخدمته، خاصة فيما يتعلق بالكرازة بالإنجيل والسعى من أجل خلاص الآخرين.
لهذا كان معلمنا بولس الرسول يتذكر كنزه فى السماء، من خلال محبته لمخدوميه الذين ولدهم فى المسيح فيقول: “ألستم أنتم عملى فى الرب” (1كو9: 1).. “يا سرورى وإكليلى” (فى4: 1).
بمعنى أن الذين قام بخدمتهم سيكونون هم أنفسهم أكاليل له فى المجد السمائى، ولن ينسى له الرب تعبه وعمله من أجل انتشار الإنجيل. ومن أجل رعايته للمخدومين. لهذا قال أيضاً: “لأن من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا. أم لستم أنتم أيضاً أمام ربنا يسوع المسيح فى مجيئه. لأنكم أنتم مجدنا وفرحنا” (1تس2: 19، 20).
وفى تحذيره لنا من أن نكنز كنوزاً على الأرض، أوضح السيد المسيح أن الكنوز الأرضية تتعرض للسوس والصدأ أو تتعرض للنقب والسرقة. ومن الممكن أن تضيع. كما أنها تصير عبئاً على حياة مالكها وتسبب له الكثير من الأحزان فى حال فقدانه لها.
لهذا فإن أفضل طريقة للمحافظة على أموال الإنسان، أن يضعها بين يدى الرب.. أن ينقلها إلى السماء.. أن ينقذها من الضياع.. أن يتاجر ويربح بها لحساب الملكوت السمائى.. أن لا يدفنها فى الأرض. ومهما حاول الإنسان أن يحافظ على أمواله، فلن يقدر أن يأخذها معه بعد الوفاة، مثلما قال قداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته فى قصيدته المشهورة:
وسأهدم فى المخازن ثم أبنى وأجمع فضتى وأضم تبرى
وأغرس لى فراديساً كبــــــارًا بأطياب وأطيار وزهـــــر
وماذا بعد هذا ليت شعرى؟! سأترك كل أموالى لغيرى
وأفنى مثلـما يفنـى فقــــــــير وأرقد مثله فى شـبر أرض
وقد أكّد السيد المسيح على أهمية إعداد الإنسان نفسه لميراث ملكوت السماوات مضحياً بكل غالٍ وثمين “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطى الإنسان فداءً عن نفسه” (مت16: 26).
المسألة تحتاج من الإنسان أن يتبصر فى مصيره الأبدى.. وما يمكن أن تشكله الكنوز الأرضية من معوقات لخلاص نفسه.. وفى نفس الوقت ما يمثله الميراث الأبدى والحياة السمائية من سعادة حقيقية غير زائلة.
يحتاج الأمر إلى تذوق حلاوة الحياة مع الله والشركة مع ملائكته وقديسيه.. يحتاج إلى ممارسة الصلاة والتسبيح كوسيلة لتذوق الحياة السمائية.. إلى اختبار حياة الإيمان والاتكال على الله، والغنى الكبير لمن يسلك بالإيمان.. كيف تتدفق الخيرات بين يديه وهو لا يملك شيئاً. مثلما قال معلمنا بولس الرسول: “كفقراء ونحن نغنى كثيرين. كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ” (2كو6: 10).
أولاد الله يتركون كل شئ، وهم يملكون كل شئ لأن “للرب الأرض وملؤها، المسكونة وجميع الساكنين فيها” (مز23: 1). يتركون كل شئ لأن كنوزهم هى فى السماء، ويملكون كل شئ لأنهم يحيون بالإيمان، وكل شئ مستطاع للمؤمن. فلا يعسر عليه شئ.. مثلما عاش القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم بخزانة خاوية وكانت الأموال تجرى بين يديه. وأكثر من هذا كانت المواهب والمعجزات الفائقة للطبيعة تجرى على يديه نفعنا الرب ببركة صلواته آمين.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض
لا تكنزوا لكم كنوزاً على الآرض
" لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض "
" لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض "
لا تكنزوا لكم كنوزاً على الارض


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024