راحة الضمير المتعب
"تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"
(متى 28:11).
وهنا نجد أن الرب يدعو الجميع لهذه الراحة. فأثقل ما يتعب الإنسان هو ضمير متعب، ضمير مشتكٍ وهو الذي قيل عنه ضمير شرير أو ضمير خطايا (عبرانيين 22:10). فالشعور بالذنب أقسى ما يحتمله الإنسان ويؤدي إلى الاضطرابات النفسية الشديدة، ولا يوجد علاج لهذا الضمير المثقل بعيدًا عن المسيح الذي ينادي: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم".
ففي لوقا 7 نجد امرأة خاطئة جدًا جاءت إلى المسيح وجلست وراءه تبكي من ثقل همومها وضميرها المشتكي عليها بسبب خطاياها، فغسلت رجليه بدموعها، ومسحتهما بشعرها، وذلك في بيت الفريسي، فالتفت إليها الرب وقال: يا امرأة إيمانك قد خلصك. مغفورة لكِ خطاياك. وهذا ما أراح ضميرها المتعب، إلا أن الحاضرين اعترضوا على هذا.
لكنه يقول الكتاب: "وليس بأحد غيره الخلاص"، فهو مريح التعابى، معزي النفوس، والوحيد الذي دمه يطهر من كل خطية. "فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ... لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ" (عبرانيين 19:10، 22).
فدم المسيح جعل لنا طريقًا حديثًا مكرسًا حيث شق الحجاب، وأصبح لنا ثقة الدخول إلى الأقداس، ولنا يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمر شرير، ولا يقصد أنه ضمير مليء بالشر بل ضمير يشتكي شاعرًا بالذنب كلما اقترب إلى الله. لكن هنا يؤكد الرسول أن لنا ثقة بالدخول للأقداس على أساس دم المسيح الذي يطهرنا (ليس طهرًا مؤقتًا فقط بل تطهيرًا مستمرًا) من كل خطية فيهدأ هذا الضمير المتعب لأن راحته هي في ربنا يسوع المسيح.