منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 03 - 2014, 03:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

كتاب شخصية المسيح الفريدة
الأنبا بيشوي مطران دمياط
كتاب شخصية المسيح الفريدة
شخصية المسيح الفريدة

من يقدر أن يتكلّم عن شخصية المسيح الفريدة ويوفيها حقها؟!!.. فكل ما نقوله سيكون محاولة للإقتراب من شخصية المسيح، الذى كان فى متناول كل من أراد الإقتراب إليه؛ مع إلقاء الضوء على بعض الجوانب بقدر ما يعطينا الرب نعمة للفهم أو الكلام.


لكن شخص السيد المسيح بالرغم من أنه أخلى ذاته، وتلامس معنا كبشر من أجل خلاصنا، سوف يبقى شخصاً فريداً جداً وسامياً جداً... والأسرار الكائنة المكنونة فى شخصه سوف تبقى موضوعاً لتأمل وإنبهار القديسين فى الأبدية إلى أبد الدهور. ولن تكفى أزمنة وأجيال ودهور كثيرة لكى يستوعب الإنسان مجد المسيح وشخصيته... وهذا هو فرح الأبدية.


فريدا فى كل شئ


+ السيد المسيح كان فريداً فى طاعته الكاملة للآب السماوى. وبهذه الطاعة الكاملة أرضى قلب الآب.


+ وكان فريداً فى اتضاعه ولهذا قال "تعلّموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت11: 29).


+ وكان فريداً فى وداعته كما كان فريداً فى اتضاعه.


+وكان فريداً فى غفرانه لأعدائه.


+ وكان فريداً فى محبته.


+ وكان فريداً فى حكمته.


+ وكان فريداً فى تأثيره على الخطاة لاجتذابهم نحو حياة التوبة والقداسة.


+ وكان فريداً فى طول أناته لعله يقبل الجميع إلى التوبة، وظهر هذا الأمر واضحاً جداً فى تعامله مع تلميذه الخائن يهوذا الإسخريوطى.


+ وكان فريداً فى نصرته على الشياطين.


+ وكان فريداً فى أنه هو قاهر الجحيم، وهو قاهر الموت، وهو مانح الحياة.


+ وكان فريداً فى أنه هو النور يقى وليس نوراً منعكساً.


+ كان فريداً فى أنه هو المخلّص الوحيد.


+ وكان فريداً فى أنه هو مشتهى الأجيال، والذى دارت حوله كل النبوات والرموز فى العهد القديم.


+ وكان فريداً فى أنه هو صورة الله غير المنظور.


+ وكان فريداً فى أنه إله وإنسان فى آنٍ واحد؛ هو هو نفسه إبن الله وإبن الإنسان.


+ وكان فريداً فى أنه هو إبن الله الوحيد (أنظر يو1: 14). وكلمة "الوحيد" و"الفريد" مقتربتان من بعض. فإنه على الرغم من وجود أولاد لله كثيرين، لكن عبارة "إبن الله الوحيد" لها مدلول خاص. النص اليونانى والترجمة القبطية والقبطية العربية هى "إبن الله الوحيد الجنس"


+ وكان فريداً فى ولادته من العذراء مريم؛ فى أنه مولود بدون زرع بشر.


+ وكان فريداً فى قداسته المطلقة.


+ وكان فريداً فى سلطانه فى التعليم.


+ ولذلك دُعى إسمه "عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام" (أش9: 6). فهو عجيب فى أمور كثيرة.
رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

فريدًا في الجمع بين الأمر وعكسه في آنٍ واحد

  • كتاب شخصية المسيح الفريدة
    كان فريدًا في أنه هو الميت والحي في آنٍ واحد.
  • وهو المتألم وغير المتألم في آنٍ واحد.
  • وهو الجائع وغير الجائع في آنٍ واحد.
  • وهو النائم والذي لا ينعس ولا ينام في آنٍ واحد.
  • والذي يعرف ولا يعرف في آنٍ واحد مثل مسألة اليوم الأخير والساعة...
  • لهذا دُعي اسمه عجيبًا...
  • احتار القديسون في وصف أمره إذ كان في طفولته طفلًا وهو قديم الأيام وأزلي في آنٍ واحد.
  • فوق الزمن وتحت الزمن في آنٍ واحد
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

السماء والأرض تتعانقان على الصليب


كتاب شخصية المسيح الفريدة
حينما قال: "أنا هو الطريق" (يو14: 6) رأيناه طريقًا نحو السماء، وهو معلّق على الصليب مثل السُلّم الذي رآه الآب يعقوب منصوبًا على الأرض ورأسه يمس السماء. والرب واقف عليه بمجد. رأيناه معلّقًا بين السماء والأرض في تقدُمة الذبيحة التي خلّص بها العالم.
كان هو تقدمة البشرية إلى الله، وكان في نفس الوقت هو عطية الله للبشرية. ولذلك على الصليب نرى السماء والأرض تتعانقان؛ نراه "طريقًا كرّسه لنا حديثًا حيًا بالحجاب أي جسده" (عب10: 20).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

كان في صورة الله (فى2: 6)




كتاب شخصية المسيح الفريدة
قال معلمنا بولس الرسول " فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا. الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاسًا. لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 5-8).
كلمة "صورة" التي وردت في النص السابق عن صورة الله وصورة العبد باللغة اليونانية وهى (مورفىmorfh) بمعنى الصورة مع الطبيعة، وليس (إيكونeikwn) اليونانية بمعنى مجرد الصورة الخارجية بدون الطبيعة. فالصورة الخارجية لا تحمل نفس الطبيعة: مثل واحد التقطت له صورة -هذه الصورة مادتها مجرد ورق وألوان. ولكن صاحب الصورة هو إنسان. ففي هذه الحالة الصورة طبيعتها غير طبيعة الأصل؛ وإن كانت تُعلن عن الأصل... إنها مجرد صورة، وتُسمى eikwn- ومثال آخر: الإنسان؛ فهو على صورة الله ولكن طبيعته غير طبيعة الأصل. فالإنسان مخلوق والله خالق.. هناك فرق واضح في الطبيعة. أما كلمة (مورفىmorfh) التي قيلت عن الابن الوحيد في علاقته مع الآب فهي تعنى الصورة التي تحمل الطبيعة نفسها. فالابن الكلمة حمل صورة أبيه القدوس، وحمل نفس طبيعته وجوهره بغير انقسام. وفى تجسده أيضًا حمل نفس طبيعتنا البشرية -بغير خطية- جاعلًا إياهًا واحدًا مع لاهوته. ولهذا فقد استخدم أيضًا القديس بولس في نفس النص السابق كلمة (مورفىmorfh) للإشارة إلى صورة العبد التي اتخذها كلمة الله.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

أخلى نفسه

كتاب شخصية المسيح الفريدة
"إذ كان في صورة الله"... "أخلى نفسه" (مبدأ الـkenwseV أي الإخلاء)، معناه إنه قَبلَ أن يوجد في هيئة غير محاطة بالمجد المنظور (His visible glory). لكن لا تعنى إنه فرّغ المحتوى الخاص بطبيعته الأصلية بحيث إنه يفقد طبيعته؛ فكلمة "أخلى نفسه" تعنى إنه وُجد في هيئة غير محاطة في ظهوره في الجسد بمجده المنظور الذي تراه الكائنات العاقلة مثل الملائكة محيطًا بلاهوته...
الأمر الجميل؛ أنه مع هذا يقول القديس يوحنا "رأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقًا" (يو1: 14). (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا) السيد المسيح أخلى نفسه من المجد المنظور الذي يليق بطبيعته الإلهية التي هي نفسها طبيعة الآب والروح القدس. فبالرغم من أنه عندما التحف بالناسوتية أخفى هذا المجد المنظور، ظل أيضًا محتفظًا بمجده غير المنظور في البُعد الروحي الذي قال عنه يوحنا "رأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقًا".
وشعاع من المجد قال عنه بطرس الرسول رأينا مجده إذ كنا معه في الجبل "إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى" (2بط1: 17) فهذا شعاع من المجد المنظور على جبل التجلي قَبْل الصليب لكي يقدّم للتلاميذ معونة تسندهم في وقت التجربة الرهيبة.
لكن العجيب؛ أنه وُجد في صورة عبد. وليس هذا فقط، بل "إذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت" (فى2: 8)، كلمة "هيئة" باليوناني (سكيماتى schmati ) مثلما نقول"إسكيم الرهبنة" أي "شكل الرهبنة".
مجرد أنه أخلى نفسه كإله بالتجسد، فهذا عمل عظيم جدًا. ولكنه لم يكفه هذا، بل بعد أن أخلى نفسه فمن حيث تصرّفه كإنسان قال: "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب".
فهو أخلى نفسه eauton ekenwseولم يكتفِ بذلك بل وضع نفسه كإنسان في طاعة للآب، ووضع نفسه تحت الجميع حتى أنه غسل أرجل تلاميذه... فحتى كإنسان كان متضعًا ووديعًا لكي يكون هو المَثل والقدوة.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

فريدًا في حكمته


كتاب شخصية المسيح الفريدة
في حكمته قيل عنه "انسكبت النعمة على شفتيك" (مز45: 2).
إن كان كلام الكنيسة عروس المسيح قد قيل عنه إنه الشهد والعسل "شفتاك يا عروس تقطران شهدًا" (نش4: 11)، فماذا يكون كلام رب الكنيسة وعريسها مخلصنا يسوع المسيح "انسكبت النعمة على شفتيك".. كان كلامه مملوءًا بالحكمة. وفى بساطة علّم بالأمثال.
وعندما كان يحاول الكتبة والفريسيون واليهود أن يصطادوه بكلمة، كانت دائمًا إجاباته تُظهر الحكمة العجيبة التي ليست مثل حكمة فلاسفة هذا الدهر، فقد كانت له فلسفته البسيطة التي تَكمُن قوتها في بساطتها، مثلما قال القديس أثناسيوس عنه في آلامه "قدوس الله الذي أظهر بالضعف ما هو أقوى من القوة" تحقيقًا لقول الكتاب: "لأن جهالة الله أحكم من الناس. وضعف الله أقوى من الناس" (1كو1: 25).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 03:46 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

فريدا في أبوته ورعايته

السيد المسيح كان فريدًا في أبوته ورعايته. لذلك دُعي اسمه "عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (أش9: 6) "أبًا" نحن نعلم أنه كان دائمًا يقول "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السماوات.." (لو11: 2)، "إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي" (يو16: 23، 24).
كان دائمًا يتكلم عن الآب وكانوا يقولون له: الآن تُخبرنا عن الآب علانية "هوذا الآن تتكلم علانية"(يو16: 29).
أبوة الآب وأبوة السيد المسيح :

كتاب شخصية المسيح الفريدة
كيف نوَفّق بين أن السيد المسيح يعلِّمنا أن ندعو الآب أبًا لنا، وبين أنه هو نفسه أيضًا له أبوة روحية بالنسبة لنا؟!! بالطبع الآب فريد في أبوته، في تمايزه الأقنومي. في اللاهوت لا يوجد إلا أب واحد هو الآب السماوي. لكن الله الآب والله الابن والله الروح القدس في رعايتهم للبشر يغمرون البشر بعمل الأبوة. فالسيد المسيح من حيث عمله في الرعاية قال: "أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11).. كانت له أبوة روحية بالنسبة للخراف التي بذل نفسه من أجل خلاصها كراعٍ حقيقي ولذلك دُعي اسمه "أبًا أبديًا رئيس السلام" (أش9: 6). والروح القدس هو الذي يمنح الأبوة للرعاة الذين يقيمهم في الكنيسة لرعاية شعب الله. وبقوته وبسلطانه يمارسون عملهم الكهنوتي ويغفرون الخطايا على الأرض.
في صلاتنا "أبانا الذي في السماوات.." نوجّه صلاتنا هذه للآب السماوي باستمرار كما علّمنا السيد المسيح. لكن لابد لنا أن نفهم أن السيد المسيح له أبوة روحية أيضًا بالنسبة لنا. وهذا لا يتعارض مع قول الكتاب في مواضع كثيرة أنه دُعي "بكرًا بين إخوة كثيرين" (رو8: 29)... وقال "اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم" (يو20: 17)ويقول الرسول بولس "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس. ويُعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية" (عب2: 14، 15). باشتراكه معنا في بشريتنا دُعي أخًا.. دُعي بكرًا بين إخوة. ولقب البِكر له معانٍ كثيرة، منها أنه أخذ البكورية -التي أضاعها آدم بسبب خطيته- عن جدارة. وفى بكوريته أعاد إلى آدم كرامته وخلّصه من سلطان الخطية والموت.
أما عن أبوّته الروحية فقد قال القديس غريغوريوس، الناطق بالإلهيات، مخاطبًا السيد المسيح "كراعٍ صالح سعيت في طلب الضال. كأبٍ حقيقي تعبت معي أنا الذي سقطت".
أبوة السيد المسيح هي التي جعلتنا نشعر بأبوة الله الآب لنا.. لذلك حينما يتكلم عن الآب، يقول أيها الآب أنا قد "عرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم" (يو17: 26) ويقول "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو14: 9).
أبوة الله الآب لنا تلامسنا معها في شخص السيد المسيح، فعندما شعرنا بأبوة الله في شخص السيد المسيح، أُستُعلِنت الأبوة بمعناها المطلق بالنسبة للآب السماوي لأن السيد المسيح هو صورة الله غير المنظور... لكن في علاقته مع الآب؛ الابن ليست له أبوة على الإطلاق… هو الابن دائمًا الكائن في حضنه الأبوي كل حين. فعندما نتكلّم عن أبوة السيد المسيح –نتكلّم عنه من حيث علاقته بنا كبشر وليس من حيث علاقته مع الآب السماوي.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

فريدا في حنانه وحزمه
رأينا السيد المسيح في أبوته وهو يترفق بالخطاة، ورأيناه وهو يحذّر من الخطية.. لذلك كان يقول "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3) وفى نفس الوقت نجده يترفق بالخطاة.. أبوة تحنو ولكنها أيضًا لا تتساهل مع الخطأ...

كتاب شخصية المسيح الفريدة
كان فريدًا في أبوته.. يبكّت الخطاة داعيًا إياهم إلى التوبة.. يحذّر المنافقين.. لا يتساهل مع المرائين. بل يوبخهم وينذرهم بالويلات، وفى نفس الوقت يسعى في طلب الخطاة ليجتذبهم إلى التوبة ويعتني بهم قائلًا لمن لا تعجبهم عنايته الخاصة بالخطاة: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى.. لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مت9: 12، 13).
للأسف أحيانًا يختلط الأمر في حياة الكنيسة في أذهان البعض بين أمرين.. بين حنان السيد المسيح وترفقه بالخطاة، وبين حزمه ومواجهته للشر وعدم التساهل معه. فالذي يكتفي بجانب واحد لا يعرف أن يحدد المسلك القويم في ممارسة العمل الرعوي... فإذا أخذ جانبًا واحدًا مثل محاسبة المخطئ على خطئه، سيفقد الناس إحساسهم بالأبوة الحانية. ولو أخذ فقط جانب الحنان والطيبة، سيفقد الناس إحساسهم بقداسة الكنيسة وقداسة الحياة مع الله، وتهتز في نظرهم القِيَم والمبادئ.
لذلك ينبغي استخدام الترفق لقيادة الخطاة إلى التوبة، واستخدام الحزم مع الذين يرفضون التوبة مقسّيين قلوبهم أو يسلكون في رياء ظانين أن التقوى تجارة.
على الصليب أُعلنت أبوة الله :
ذبيحة المسيح الخلاصية أظهرت أبوة الله الكاملة على الصليب.. أظهرت أن الغفران غفران مدفوع الثمن، وليس غفرانًا بدون قيمة. أحيانًا عندما نقول إن الغفران مجاني، نقصد أن الله هو الذي دفع الثمن. ولكن عندما ندخل في عمق الموضوع نقول إن الغفران مدفوع الثمن وثمنه غالٍ جدًا "لأنكم قد اشتُرِيتُم بثمن. فمجِّدوا الله في أجسادكم وفى أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 20)
فعلى الصليب أُعلنت محبة الله في حنانه وأبوته وأيضًا أُعلنت قداسة الله الكاملة كرافض للشر والخطية: لأن السيد المسيح حمل خطايانا في جسده وقدّم نفسه كفارة عن هذه الخطايا... إذن دَفع ثمنًا غاليًا للغفران.. إذن الصليب نفسه هو إعلان عن رفض الله للخطية "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين" (رو8: 32) وبهذا نرى في الصليب الرحمة والحق (أو العدل) يلتقيان. لذلك يقول المزمور "الرحمة والحق تلاقيا، البر والسلام تلاثما" (مز85: 10).
لقد قدّم السيد المسيح المَثل والقدوة، لذلك نجده قَبْلَ أن يبكّت الناس على خطية، قال لهم "من منكم يبكّتني على خطية" (يو8: 46).. وعندما نصح كل إنسان قال "أخرج أولًا الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيدًا أن تخرج القذى من عين أخيك" (مت7: 5). من أجل ذلك لابد أن يكون الرعاة قدوة في حياتهم وسلوكياتهم وتوبتهم لكي يستطيعوا أن يوبّخوا الخطاة إذا لزِمَ التوبيخ.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

فريدا في ألقابه



من ألقاب السيد المسيح الشهيرة "مونوجينيس"monogenhV اليونانية، تُترجم أحيانًا في ترجمتنا القبطية باللغة العربية "الابن الوحيد الجنس"؛ ويظُن بعض الناس ببساطة أن المقصود بها "الطبيعة الواحدة" أي الطبيعة الواحدة للمسيح حسب عقيدة كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية التي عبّر عنها القديس كيرلس بعبارة :
Mia fusiV tou Qeou Logou sesarkwmenh
"ميا فيزيس تو ثيئولوغو سيساركومينى"، أي "طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة".
لكن في الحقيقة، إن كلمة "الوحيد الجنس" لا علاقة لها بهذه القضية إطلاقًا. لأن كلمة "مونوجينيس" monogenhV مقصود بها "المولود الوحيد" وهى مشتقة من }"monoV" بمعنى "الوحيد" + "genoV" بمعنى "المولود أو الجنس"{.

كتاب شخصية المسيح الفريدة
لكن لماذا يُلقب إبن الله بالابن الوحيد الجنس؟ لأنه لا يوجد هناك آخر وُلِد من الآب بنفس جوهر الآب وطبيعته الإلهية.. فلأنه الابن الوحيد المولود بجوهر الآب نفسه حاملًا لذات جوهر الآب وطبيعته، لذلك يقولون "الوحيد الجنس" أي الذي ليس غيره من نفس الجوهر الإلهي (ليس المقصود مولودًا من الجوهر، فهو مولود من الأقنوم لأن الجوهر لا يَلِد) ولكن المقصود: أن ليس غيره مولود من الآب حاملًا لذات جوهر الآب.. لذلك يضيفون في الترجمة العربية كلمة "الجنس" والمقصود بها "الجوهر أو الطبيعة".
أما كلمة "الوحيد" هنا فالمقصود بها أن ليس أحد غيره مولودًا من الآب بنفس جوهره منذ الأزل. عبارة "الابن الوحيد" وردت عدة مرات في العهد الجديد ومن أمثلتها ما ورد في: (يو3: 16) "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" والمقصود بعبارة "الابن الوحيد" أنه الوحيد الذي وُلد من الآب بهذه الصورة. أما الروح القدس فهو بالانبثاق وليس بالولادة لأن الولادة تخص الابن فلا يوجد أي تداخل في هذه الخاصّية -خاصية الابن الفريدة إنه مولود.
وأيضًا كلمة "مونوس" monoV لا تأتى للطبيعة المتجسدة على الإطلاق لأننا لو قلنا monh fusiV ستكون عبارة أوطاخية لأن monoV معناها "وحيد"، لكن Mia تعنى "واحدًا". فتعبيرنا عن الوحدانية مقصود به عدم التقسيم وليس إلغاء الطبيعة الأخرى. فالطبيعة لم تُفقد بسبب الاتحاد، لكن الطبائع استمرت موجودة في الاتحاد. لذلك لابد أن الذين يتكلمون عن التجسد واتحاد الطبيعتين أن يؤكّدوا بأنه لا يمكن أن تكون إحدى الطبيعتين قد فُقدت في الاتحاد، وصارت monh fusiV (مونىفيزيس).
فعبارة Mia fusiV (ميافيزيس) هي السليمة لأنها تُعنى أن الطبيعتين استمرتا موجودتين في الاتحاد، وكونتا طبيعة واحدة من طبيعتين.
وعلى أساس هذا يحدث التقارب في الكريستولوجى بيننا وبين الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية إننا نؤكّد باعتقادنا في استمرار وجود الطبيعتين في الاتحاد وقد كونتا معًا طبيعة واحدة متحدة. لا توجد طبيعة امتصت الأخرى أو هَدَمتها.
فاختصاص السيد المسيح بلقب "الابن الوحيد الجنس" سيأتي بنا إلى قضية رئيسية في الموضوع لا يوجد فيها أي اختلاف بين المدارس اللاهوتية التاريخية الأرثوذكسية في هذا الأمر، وهى أن السيد المسيح هو هو نفسه ابن الله، وهو هو نفسه ابن الإنسان في آنٍ واحد. أما النساطرة فلهم مدرسة مختلفة تمامًا ومرفوضة من الأرثوذكس.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 03 - 2014, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,366

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شخصية المسيح الفريدة

ابن الإنسان وابن الله في آنٍ واحد




كتاب شخصية المسيح الفريدة
مهم جدًا في الحوار "المسيحي-غير المسيحي" أن نقول هذا المفهوم: }إننا نؤمن بإله تجسّد وصار إنسانًا وليس بإنسان تألّه وصار إلهًا{.. فنحن نؤمن بالله الذي صار إنسانًا حقيقيًا وظهر في الجسد.. لذلك قال معلمنا بولس الرسول في رسالته للعبرانيين "يسوع المسيح هو هو أمسًا (منذ الأزل) واليوم (الحاضر) وإلى الأبد" (عب13: 8).
قال السيد المسيح لليهود "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58). egw "أنا" تعبّر عن أن السيد المسيح له أنا "واحدة" وليس "اثنتان" فهو شخص واحد. لا نقدر أن نغفل هذه الحقيقة في حديثنا عن شخصية المسيح الفريدة. فهو نفسه الذي وُلد من الآب قبل كل الدهور بحسب لاهوته، وهو نفسه وُلِد في ملء الزمان من العذراء مريم بحسب إنسانيته (بحسب الجسد).
حينما قال اليهود له "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم. قال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 57،58).. اليهود يكلّمون إنسانًا أمامهم، ولكي يؤكّد لهم السيد المسيح أنه شخص واحد وليس شخصين؛ قال لهم: أنا كائن قبل أن يكون إبراهيم. فهل هو كائن بحسب الجسد قبل أن يكون إبراهيم؟ بالطبع لا، لأن جسده الخاص وُجد في لحظة التجسد من العذراء مريم؛ هذه حقيقة لا ننكرها. ولكنه كائن بحسب لاهوته قبل أن يكون إبراهيم.
كلمة "أنا" هنا تُعبّر عن أن هذا الشخص المتكلّم هو نفسه ابن الله وهو نفسه ابن الإنسان في آنٍ واحد. هو نفسه إله، وهو نفسه إنسان في آنٍ واحد.. مثل قول السيد المسيح "إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (مت12: 8) (أنظر كتاب "طبيعة المسيح" لقداسة البابا شنودة الثالث أطال الرب حياته).
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شخصية أخنوخ الفريدة في وسط ظلمة العالم
بالذبيحة الفريدة التي قدمها المسيح على الصليب
شخصية يسوع الفريدة
1- شخصية المسيح الفريدة
شخصية المسيح الفريدة


الساعة الآن 05:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024