رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* اقتدٍ بربك، حتى تصير ثوبه، يكون لك الجمال نحو الذين يُسرون بأعمالك الصالحة، وأظهر قوتك مقابل الذين ينتقصون (بالإيمان). * الاتزار يعني العمل، فإن كل إنسانٍ يتزر عندما يتهيأ للعمل... يقول في مزمور آخر: "تمنطق بسيفك على فخذك أيها الجبار... شعوب تحتك يسقطون" (مز 46: 3، 5)... سيف الرب الذي به يهزم العالم المحيط بقتل الإثم هو روح الله في حق كلمة الله... قيل إنه تمنطق بمئزره، وبدأ يغسل أقدام التلاميذ، لأنه كان متواضعًا عندما تمنطق بمئزرة. لقد غسل أقدام تلاميذه. لكن كل القوة هو في التواضع، وكل الكبرياء هش. ولهذا عندما تحدث عن القوة أضاف: "اتزر"، حتى تذكر كيف أن إلهك اتزر بالتواضع عندما غسل أقدام تلاميذه (يو 13: 4-15)... إن كانت القوة في التواضع لا تخف إذن من المتكبرين. المتواضع مثل الصخرة. تبدو الصخرة كأنها تنهار مع ذلك فهي ثابتة. ما حال المتكبرين؟ مثل الدخان، فإنهم وإن كانوا مرتفعين لكنهم يتبددون! * ما هي المسكونة (الثابتة) التي لا تتزعزع؟ ما كان يشير إليها لو لم توجد مسكونة أيضًا يمكن أن تتزعزع. توجد مسكونة لا تتزعزع، وتوجد مسكونة تتزعزع. فإن الصالحين الثابتين في الإيمان هم المسكونة. لا يقدر أحد أن يقول إنهم مجرد جزء من المسكونة. أما الأشرار الذين لا يقطنون في الإيمان، فعندما يسقطون في أية ضيقة فهم في العالم كله. توجد مسكونة تتزعزع وتوجد مسكونة ثابتة يتكلم عنها الرسول. أسألكم عمن يتكلم الرسول قائلًا: "الذين منهم هيمنايُس وفيليتس، اللذان زاغا عن الحق، قائلين إن القيامة قد صارت فيقلبان إيمان قومٍ" (2 تي 2: 17-19). هل هذان ينتميان إلى المسكونة الثابتة؟ إنما كانا قشًا، وكما يقول "فيقلبان إيمان قومٍ... ولكن أساس الله راسخ قد ثبت، إذ له هذا الختم". أي ختم كأساس ثابت له؟ "يعلم الرب الذين له". هذه هي المسكونة الثابتة؛ وأي ختم هو هذا؟ "كل من يُسمي اسم المسيح، ليتجنب الإثم" (راجع 2 تي 2: 17-9). القديس أغسطينوس |
|