أَلا يَجوزُ لي أَن أَتصرَّفَ بِمالي كما أَشاء؟ أَم عَينُكَ حَسودٌ لأَنِّي كريم؟ ))
" كما أَشاء " فتشير إلى إرادة السَّيِّد في العطاء، هذا ما يُسمَّى النِّعْمَة. السَّيِّد يُعطى ليس بحسب الأعمال والاستحقاق فحسب، إنما أيضا بحسب محبَّته ورحمته ونعمته. يريد يسوع أن يُبيِّن من خلال المَثل أن رأفة الله تفوق معايير البشر في المكافأة المفهومة كأجرة مُستحقَّة. فالمِقياس البشري لتحديد مقدار الأُجرَة المستحقَّة هو مقدار الإنتاج الذي يُقدِّمه العامل لرَبّ العَمَل. أمَّا مقياس المكافأة عِندَ الله هو طاعة المسيحيين لإرادته تعالى وثقتهم بكلامه. إن الله هو السَّيِّد المُطلق الذي لا يرضى أن تتطاول عليه خليقته وتناقشه الحساب فيما يُقرِّر أو يفعل. هل يستطيع السَّيِّد أن يفعل ما يشاء؟ السَّيِّد يتصرف هنا بحريَّة لَيَخدم لا ليُخدم (مرقس 10: 45).