رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادة القس البروتستانتي ريتشارد رومبراند عن الاضطهاد الديني الشيوعي
شهادة "رومبراند": اُطلِقَ سراح "رومبراند" في عام 1958. وبعد أن استعاد نشاطه السرِّي، اُقفَ مرة اخرى عام 1959 وحُكِمَ عليه بالسجن لمدة خمسة وعشرين عاماً. وفي عام 1964 حصل على الحرية بموجب عفوٍ عام. وخوفاً من احتمال إيقافه مرة أخرى دَفَع أًصدقاء مسيحيون نرويجيون مبلغ عشرة ألاف دولار للمسئولين الرومانيين الشيوعيين مقابل إطلاق سراحه. ثم سافر بعد ذلك إلى أمريكا، وفي شهادته أمام لجنة التأمين الفرعية في عام 1966 كشف عن الجزء الأعلى من حسده ليُظهِر الآثار المتبقية من تعذيبه في السجن: شهادة عن الاضطهاد الديني الشيوعي أمام اللجنة الفرعيى لتقصِّي الحقائق عن إجراءات السلطة الحاكمة وقوانين أخرى للأمن القومي التي للجنة القضائية لمجلس الشيوخ الأمريكي رقم 89 للكونجرس. الجلسة الثانية شهادة القس ريتشارد رومبراند الاضطهاد الديني الشيوعي الجمعة 6 مايو 1966: مجلس الشيوخ الأمريكي، اللجنة الفرعية لبحص إدارة عمل الأمن القومي الداهلي وقوانين أخرى، اللجنة القضائية، واشنطن العاصمة. اجتماع اللجنة الفرعية. الساعة 10:20 صباحاً في الحجرة رقم 318، في مبنى مجلس الشيوخ القديم، برئاسة السناتور توماس ج. دود. وأيضاً بحضور: جاي ج. سورواين، المستشار الأول؛ وبنيامين ماندل رئيس البحث؛ وفرانك شرودر رئيس المحققين؛ وروبرت س. مكمانوس، المحلل القانوني. سناتور دود: سوف أبدأ جلسة الإستماع. لدينا اليوم شاهد هو الراعي "ريتشارد رومبراند"، وهو لاجيء من رومانيا. ... هل كان معك رفقاء مسيحيون مثلك مسجونيين؟ ريتشارد رومبراند: كان معنا المئات من الأساقفة والكهنة والرهبان في السجون، وزوجتي الجالسة بجواري، كانت مع راهبات كاثوليكيات. وزوجتي تقول إنهنَّ كُنَّ كالملائكة، وقد اودعن السجون. وتقريباً جميع الأساقفة الكاثوليك ماتوا في السجن. وأعداد لا حصر لها من الأرثوذكس والبروتستانت كانوا في السجن أيضاً. ... وفي صبيحة أحد الآحاد في سجن "بيتستي" كان هناك شاب مسيحي قد رُبِطَ بصليب ليلاً ونهاراً لمدة أربعة أيام. وكان الصليب يوضع على الأرض مرتين كل يوم، وكان يُفرَض على مائة من نُزلاء زنزانته تحت التهديد بالضرب والتعذيب أن يقضوا حاجتهم على وجهه وجسده. ثم يرفع الصليب مرة أخرى، ويبدأ الشيوعيون يلعنون ويستهزئون قائلين: "انظروا إلى مسيحكم، انظروا إلى مسيحكم، كم هو جميل! ابعدوه، اسجدوا له، ما أجمل رائحة مسيحكم!" وفي صباح الأحد حضر قس كاثوليكي أعرفه شخصياً أتوا به إلى زنزانة قذرة تضم مئة سجين، وأحضروا له وعاءً به فضلات وآخر به بول، وأرغموه أن يتلو القداس على هذه الأشياء، وقام بذلك! وسألته بعد ذلك: "ولكن كيف أمكنك يا أبي أن تفعل هذا؟" وكان نصف مجنون. وأجابني: "يا أخي، لقد تألَّمت أكثر من المسيح! لا توبحني لما قد فعلته". وقد ضربوا المساجين الآخرين ليتناولوا بهذه الصورة، والشيوعيون من حولهم يصيحون: "انظروا مقدَّساتكم، انظروا كنيستكم، يا لها من كنيسة مقدسة! كم هي جميلة، يا له من عشاء رباني قدمَّه الله لكم!". أنا رجل ليس بذات شأن وحقير. وقد وُضعت في السجن مع الضعفاء وغير المعتبرين، ولكنني أتكلم عن اُمَّة تعاني وكنيسة تقاسي، وعن أبطال وقديسي القرن العشرين. لقد كان لدينا مثل هؤلاء القديسين في سجننا، لا أجسر أن أرفع عينيَّ نحوهم. إنني بروتستانتي، ولكن كان بقربنا أساقفة كاثوليك ورهبان وراهبات، كنا نشعر أن مجرد لمس ثيابهم كان يشفي. لقد كنا غير مستأهلين أن نحل سيور أحذيتهم. مثل هؤلاء الناس قد استُهزيء بهم وعُذَّبوا في بلادنا. وحتى إذا كان هذا يعني أن أعود إلى السجون الرومانية، وأن اُختطف من قِبَلِ الشيوعيين، وأن أرجع لأُعذَّب مرة أخرى، فلا يمكنني أن أهرب. إنني مديون بهذا للذين يقاسون هناك. ... ليس مَنْ يدخل إلى البوليس السري الروماني ولا يُضرب ولا يُعذَّب. وأنا لم أكن أسوأ مَنْ عُذِّبوا. والدليل على ذلك هو أنني ما زلت حياً. كثيرون ماتوا. تقريباً كل أساقفتنا الكاثوليك تعرَّضوا لتعذيب كهذا حتى ماتوا، وفي ذلك الوقت كان الروس في بلادنا، وقرروا أن الأساقفة الكاثوليك يجب أن يُقتلوا. لقد شاهدت بعينيَّ كهنة كاثوليك وُطِئوا بالأقدام وعُذِّبوا حتى الموت، وقُتِلوا أمام أعيننا. ... هذه قائمة بأسماء 150 من الآباء المعمدانيين، الروس قد اُبعِدوا مؤخراً إلى سيبيريا. لديَّ الأسماء والعناوين وأسماء زوجاتهم وأطفالهم. إلا أن ليس جميعهم وصلوا إلى سيبيريا، لأ،ه بسبب التعذيب مات العديد منهم. سناتور دود: هل كان هؤلاء رومانيون؟ القس رومبراند: لا، لا، روس. وقد أعطيت القائمة للمجلس. سناتور دود: ليس لدينا أسئلة أخرى. هل لديك ما تريد أن تُضيفه؟ القس رومبراند: أود أن أقول شيئاً. وأنا مدين به لمن كنت برفقتهم في السجن. لقد أخبرتكم بأمور كثيرة مؤلمة للغاية. إلا أني لا أريد أن أنهي حديثي بهذه النغمة الحزينة. عليَّ أن اخبركم أنه في وسط هذه العذابات الشديدة والمعاناة الأليمة، ظهر المسيحيون كقديسين وكأبطال عظام. فإذا سمحتم لي يمكنني أن أنهي حديثي بمشهد واحدٍ رأيته بنفسي: لقد كان ذلك عند القناة. وكان معناه 150.000 من الرجال والنسائ الذين قُبِضَ عليهم ليبنوا قناة. كانوا يُضربون ويُعذَّبون ويعانون من الجوع بدون سبب، وكان عليهم أن يحفروا القناة! سناتور دود: يحفروا قناة؟ القس رومبراند: نعم؛ قناة، قناة الدانلوب. كانت زوجتي تعمل وتجرّف الأرض. وعند هذه القناة كانت هناك فرقة دينية تتألَّف من 400 رجل من الأساقفة والكهنة والفلاحين البسطاء الذين أحبوا يسوع وعلمانيين من جميع الطوائف. وجميعهم كانوا قد أودعوا السجن بسبب دوافهم الدينية. وقد أقاموا على رأس هذه الفرقة جماعة من المجرمين، ووعدوهم بإطلاق سراحهم إذا ما قد قاموا بتعذيب هؤلاء المسيحيين. غير أنهم لم يلتزموا بهذا الوعد على الإطلاق. ولكن تخيلوا مجرماً محكوم عليه بالموت إذا قُدَّم إليه هذا الأمل في الحياة، فإذا ما شاهدوك في هذه الفرقة ترشم علامة الصليب كما اعتدنا نحن في رومانيا، أو تطوي يداك أو تتلفَّظ بكلمة عن الله، فأنت معرَّض في هذه الحالة للضرب حتى الموت. وحدث في صباح أحد الآحاد أن حضر الضابط السياسي للسجن، واجتمعت الفرقة كلها. وبصفة عشوائية شاهد شاباً، وسأله: "ما اسمك؟" فقال اسمه. "وما هي مهنتك؟" فقال: "كاهن". حينئذ سخر الشيوعي منه وقال له، "ألا تزال تؤمن بالله؟". وكان الكاهن يُدرك أنه إذا قال نعم، فإنن هذا يعني أنه اليوم الأخير من حياته. وتطلَّعنا جميعاً نحوه. ولثوانٍ قليلة إلتزم الصمت. حينئذٍ بدأ وجهه يُشرق، وفتح فمه، وبصوت متضع جداً ولكنه ثابت جداً قال: "سيدي النقيب، حينما رُسِمت كاهناً كنت أعلم أنه في تاريخ الكنيسة جاء أن الآلآف من المسيحيين والكهنة قد قُتِلوا من أجل إيمانهم، وبالرغم من ذلك أصبحتُ مسيحياً وكاهناً. وأنا أعلم بما صرت عليه. هذا وإنني كلما أقتربت من المذبح وأنا أرتدي مثل هذا الزِّي الجميل الذي يرتديه الكهنة، كنت أتعهد أمام الله قائلاً: "حتى وإن ارتديت زيِّ السجين فإنني سوف أخدمه أيضاً". سيدي النقيب، السجن ليس حجة ضد الدين. إنني أحب المسيح من كل قلبي". للأسف لا يمكنني أن اُعبِّر عن النغمة التي تفوَّه بها بهذه الكلمات. أعتقد أن جولييت حينما تكلمت عن روميو تكلمت بمثل هذه الرومانسية. لقد خجلنا لأننا نحن -نحن آمنا بالمسيح. وهذا الرجل أحب المسيح كما تحب عروس عريسها. هذا الرجل قد ضُرِبَ وعُذِّبَ حتى الموت. ولكن هذه هي رومانيا. رومانيا هي البلد التي اُحبِطت واضطُهِدَت، ولكن مازال يكمن في أعماق قلوب شعبها كل الإحترام والتقدير لهؤلاء الذين قد عانوا وقاسوا. ولم تتوقف أبداً محبة الله ومحبة المسيح ومحبة أرض الآباء. إن بلدي سوف تحيا. بهذا أنهي حديثي. سناتور دود: لقد كانت شهادتك مؤثِّرة للغاية. من كتاب [ بدمائهم، شهداء المسيحية حول العالم في القرن العشرين ] لـ جيمس ومارتي هيفلي - صـ 474 : 479 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قد يكون سبب العنف هو الاضطهاد الديني |
شهادة القديس بيجول القس |
القديسة دميانة ومواجهة الاضطهاد الديني |
أيقونة صربية عن الاضطهاد الشيوعي للمسيحية |
كل 5 دقائق يموت شخص مسيحي والسبب الاضطهاد الديني |