منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 04 - 2023, 12:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,051

التَّرْكُ: مطلبُ المسيح



التَّرْكُ: مطلبُ المسيح



عندما كان في مدينة أورشليم، اعتاد يسوعُ بذاك الجمع الغفير الذي اتّبعه، وكان مدركًا غاية الإدراك لحقيقة كلّ واحد منهم، وما يكنّه في صدره له. فيا له مِن شخص في غاية الرّوعة والحنان ذاك الذي رأى حقارة البشر وخبثهم، ولم يدنهم بقداسته المتناهية؛ بل على العكس، أشفق عليهم إشفاقًا لا مثيل له، «لِأَنَّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها» (مر 6/ 34)!



وأمَّا هذا الشّاب الغني الذي اقترب من يسوع، لم يكن مثلهم، وكان جادًّا حقًّا؛ فلم يكن مثل هؤلاء الخبثاء المغرضين الذين طرحوا الأسئلة المحرجة على يسوع ليحسبوا عليه الأخطاء، حتّى يتسنَّى لهم تحقيق أغراضهم الدَّنِيئَة. لقد اختلف عنهم جميعًا بجدّيّته، وتميَّز عنهم برغبته في البحث عن الحقيقة. ولكن– يا حسرتاه– على شاب مثل هذا الشّاب، الذي لما وصل إلى مبتغاه، والذي كشفه له يسوعُ، أي احتياجه الحقيقيّ، نجده سايكولوجيًّا (نفسيًّا) في حالة مأسَويّة مِن الصّراع بين "الإقدام" و"الإحجام": فقد تردّد هذا الشّاب تردُّدًا أدَّ به إلى صراع مرير بين رغبته في تَرْك "أملاكه"، وبهذا يقتني يسوعَ مُعلّمًا وقائدًا، والملكوتَ عَطيّة ومكافأة، وبين رغبته في تَرْك كلام هذا المعلّم الملزم، وبهذا يقتني أملاكه لوقت مِن الزّمن. لقد أسرع هذا الشّاب في حسم الصّراع، وفي إعطاء المعلّم إجابة حاسمة، أي «فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ هذا الكلام، اِنصَرَفَ حزيناً لأَنَّه كانَ ذا مالٍ كثير» (مت 19/ 22).



إنَّ هذا هو المقصود بـ"التَّرْك": فقد أرده يسوع أن ينسلخ عن ذاته بتَرْكه أملاكه، وأن يتبعه اتّباع التّلميذ لمعلّمه، عندما قال له « إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني» (مت 19/ 21)؛ وأمَّا هذا الشّاب المسكين لم يرق له القيام بهذا "التّرْك" والانْصِياع لمطلب يسوع.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يحدّثُني الحبيبُ حديثَ ودٍ فأبسمُ ثم أطلبُ أن يعيدا
القديسة فوستينا | أطلبُ إلى الله أن يشفي لساني
لا أطلبُ منك سوى أن تبتسم لي
أطلتَ النظرُ في عابِرٌ يُشبِهَك
يوسف مطلبش


الساعة الآن 06:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024