[ الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد ] (رومية 3: 12)، والكل وقع تحت سلطان الموت ولم يفلت منه أحد، لأن الموت في الأصل والأساس دخل إلى العالم بحسد إبليس [ لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم ] (الحكمة 2: 24)، هذا الذي كان منذ البدء قتالاً للناس [ ذاك كان قتالاً للناس (أي إبليس) من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق، متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له، لأنه كذاب وأبو الكذاب ] (يوحنا 8: 44)، وأسرهم تحت سلطان الموت الذي بسبب الخوف وقع الكل تحته ففعل الخطية وزاغ عن الحق، لأن الله لو رأى الإنسان يستطيع ان يفلت من سلطان الموت لكان تركه ينجي ويُخلص نفسه مما وقع فيه، لأن الموت عمل في كيانه لحد الفساد التام، مثل الطعام الفاسد الذي لا يصلح إلا لمزبلة، لأن كيف للفاسد أن يتحول لعدم فساد من قدرته أو قوته الخاصة أن لم يُعاد خلقه من جديد وتجديده ليُصبح جديداً بالتمام !!!! لذلك أتى الرب في ملء الزمان لكي [ يعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية ] (عبرانيين 2: 15)
فالله بكونه خلق الإنسان على صورته ومثاله كشبهه [ فإن الله خلق الانسان خالداً وصنعه على صورة ذاته ] (الحكمة 2: 23)، حينما وجده سقط وتشوهت الصورة وانطمست فيه الملامح الجديرة باللاهوت لكي ينطبق المثيل على مثيله، فأنه تحنن على الإنسان بكونه عادل وعدله عدل المحبة، لأنه مكتوب: [ تراءى لي الرب من بعيد، ومحبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة ] (ارميا 31: 3)، [ كنت أجذبهم بحبال البشر برُبط المحبة، وكنت لهم كمن يرفع النير عن أعناقهم ومددت إليه مُطعماً إياه ] (هوشع 11: 4)….
فالله المحبة بذل ابنه الوحيد الجنس لأجلنا، الذي [ أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ] (فيلبي 2: 7) ووضع ذاته بحريته وسلطانه وحده لأجلنا: [ ليس أحد يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي، لي سُلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً هذه الوصية قبلتها من أبي ] (يوحنا 10: 18)، [ وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع (الآب) حتى الموت موت الصليب ] (فيلبي 2: 8)، ليحمل هوان طبعنا ويرفع عنا سلطان الموت [ فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ] (عبرانيين 2: 14)، وذلك ليكون لنا باسمه وفيه حياة أبدية لا تزول [ الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا ] (كولوسي 1: 14)، وذلك لكي لنصير له ابناء وندخل في شركة معه، لذلك يدعونا أن نتوب ونعود إليه من كل القلب مسامحاً لنا بجميع الخطايا بذبيحة نفسه [ وإذ كنتم أمواتاً في الخطايا وغلف جسدكم، أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا ] (كولوسي 2: 13)…
فتوبتنا علامة ظاهرة على صدق قلبنا بالعودة إليه، لأن التوبة لا تقدر أن تُخلصنا ولكنها ضرورة حتمية لكي نعلن صدق رجوعنا إليه، وحينما نتوب يغسلنا من خطايانا [ أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهرنا من كل إثم ] (1يوحنا 1: 9)، وينقي قلبنا ويسكن هيكلنا بروحه الذي يشكلنا إلى صورته [ ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ] (2كورنثوس 3: 18)، فالله لا ينظر لما فعلناه بل ينظر لصدق قلبنا في أننا نريده ونطلبه فعلاً ونتعلق به أم لا، ونقدم توبة حقيقية أم هو كلام لأنه مكتوب: [ أطلبوني أنا الرب متكلم بالصدق مخبر بالاستقامة ] (اشعياء 45: 19)، [ وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبونني بكل قلبكم ] (ارميا 29: 13)، [ لأنه تعلق بي أُنجيه، أرفعه لأنه عرف إسمي، يدعوني فاستجيب له، معهُ أنا في الضيق أنقذه وأُمجده. من طول الأيام أشبعه وأُريه خلاصي ] (مزمور 91: 14 – 16)…
وكما هو مكتوب: [ الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء ] (رومية 8: 32)، فلتكن في فرح النعمة وقوة التوبة يا من صرت لله بيسوع المسيح هيكلاً مقدساً لسكنى روحه القدوس المُحيي الذي يحثنا على التوبة ويحركنا نحو الآب في المسيح يسوع الذي به لنا [ ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع. طريقاً كرسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده. وكاهن عظيم على بيت الله. لنتقدم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير ومغتسلة أجسادنا بماء نقي. لنتمسك بإقرار الرجاء راسخاً لأن الذي وعد هو أمين. ] (عبرانيين 10: 19 – 23)
أمين هو الرب الذي سيثبتنا ويحفظنا من الشرير (2تسالونيكي 3: 3)، بسبب عودتنا وتوبتنا، إذ أن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 باراً لا يحتاجون إلى توبة.