رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله ( لو 15: 20 ) أرجوك أن تتأمل معي في الأسلوب الذي قابل به الأب ذلك الابن الشارد المسكين وهو راجع إليه لأنه "إذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله". إن الأب لم يرسل أحد عبيده ليدعوه، ولا أمر أن ينتظر في قاعة الاستقبال، أو يقف عند الباب، ولا أرسل ليستحضره إلى المنزل مباشرة، بل بنفسه "ركض" وكأنه في تلك اللحظة خلع ثوب جلاله ليفسح المجال لعواطفه الأبدية. فهو لا يكتفي بقبول ذلك الضال، بل يرى من اللازم أن يكشف له ما في قلبه عند قبوله، وهو لا يرى أن ذلك يتم بمجرد قبوله فقط، بل يتخذ أسلوباً بديعاً في تنفيذ عزمه. فيا لسمو الأسلوب الذي يعامل به الله الإنسان عند القبول والغفران. |
|