رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد أن قدم داود النبي البراهين على كماله، يُصلي بحرارة حتى لا يُدفع بقوة ليكون بعيدًا عن جماعة شعب الله الذين هم موضع أمانة الله وحبه، فيُحسب كمجرم بين الخطاه وسافكي الدماء الذين تدنست أيديهم بالشر وامتلأت رشوة، وبالتالي لا يكون مصيره مع الأشرار. رجاؤه في الله ألا يسمح له أن يُعاني مع الذين انفصل عن مجتمعهم. لقد اشتهى ألا يكون له نصيب مع الأشرار في وجوده ولا حتى في مجرى حياته المؤقته (الزمنية) ولا في نهاية حياته الموقرة ولا في وجوده بعد القبر! الاسباب التي دفعته إلى مثل هذه الصلاة تكمن في الاختلاف من جهة السِمات والطلبات والاشتياقات والعادات والغايات والمقاصد والأهداف بين القديسين والخطاة. فهم لا يحملون فكرًا متشابهًا، ولا شعورًا مماثلًا، ولا يتحدثون بذات الكلمات، وليس لهم ذات السلوك، ولا يعيشون بذات النمط، ولا يمشون بنفس الطريقة، أو يرتحلون في نفس الطريق، لذلك اشتاق داود أن يكون موضوع تذكر الله وعنايته ولكن ألاّ يجتمع مع الأشرار. * "فلا تهلك مع المنافقين نفسي" [6]. لا تهلك نفسي التي أحببت بيتك بكل جماله مع أولئك الذين يبغضوك. ولا تفنى حياتي مع رجال الدماء مع من يحتقر جاره، فإنه بكلى الوصيتين يتجمل بيتك (في داخلي). القديس أغسطينوس المنافقون ورجال الدماء هنا هم الذين يتعبدون لآلهة كثيرة وللأوثان. |
|