وزارة الداخلية تتصدى لإمبراطوريتي البلطجة والباعة الجائلين
شعار وزارة الداخلية
أ ش أ
بدأت وزارة الداخلية مؤخرا في التصدي لبعض الظواهر التي أصبحت تشكل تهديدا لأمن المواطن المصري البسيط، حيث عملت خلال الفترة الماضية ولأول مرة على اقتحام إمبراطوريات لم تكن تواجهها من قبل، خاصة إمبراطورتي البلطجة والباعة الجائلين ، واللتين أصبحتا تشكلان تهديدا حقيقيا على حياة وأمن المواطنين، فضلا عن حالات قطع الطرق وتعطيل خطوط السكك الحديدية وما خلفته من خسائر اقتصادية فادحة وتعطيل لمصالح المواطنين.
فقد أعلن اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية منذ توليه مهام منصبه في حكومة الدكتور هشام قنديل أنه سيواجه بصرامة حالات قطع الطرق وتعطيل خطوط السكك الحديدية ومرافق الدولة الحيوية ، وتمكن بالفعل خلال شهر واحد فقط من القضاء بشكل كبير على تلك الحالات بعد إلقاء القبض على عشرات من المحرضين على مثل تلك الأفعال واتخذا كافة الإجراءات القانونية حيالهم.
كما كان لعنصر الردع دورا قويا في مواجهة تلك الظاهرة الدخيلة على المجتمع المصري؛ حيث أنه لأول مرة يصدر حكم قضائي بالحبس لمدة 3 سنوات على متهمين قاموا بقطع الطريق الرئيسي في محافظة أسيوط، وهو ما أكد وجود توجه قومي لدى الدولة للتصدي لتك الظاهرة التي تؤثر سلبا على مناخ الاستثمار في البلاد.
ويأتي ثاني الملفات الذي تعامل معه اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية بنجاح انتشار الباعة الجائلين، وهو ملف لا يقل أهمية عن ملف قطع الطرق والسكك الحديدية، نظرا لانتشار الباعة الجائلين، خاصة في كافة الميادين والشوارع الرئيسية بالقاهرة الكبرى، وهو ما سبب اختناقات و تكدسات مرورية كبيرة، فضلا عن الإساءة للوجه الحضاري للعاصمة.
وقامت وزارة الداخلية بالتنسيق مع المحافظات والأجهزة المحلية بتوجيه مئات الحملات للحد من انتشار تلك الظاهرة وإعادة الوجه الحضاري إلى الشارع المصري مرة أخرى، مع حرصه في الوقت نفسه على مصالح الباعة الجائلين ومساعدتهم في الحصول على قوت يومهم من خلال التنسيق مع المحليات لنقلهم في أسواق بديلة، وإنشاء ما يسمى بـ(سوق اليوم الواحد) كحل عاجل للمشكلة لحين إقامة الأسواق الدائمة، وهو ما جعل وزير الداخلية يحل طرفي المعادلة للحفاظ على نظافة الشارع المصري وانضباطه من جانب، وعلى مصالح هؤلاء الباعة وفرصهم في الحصول على قوت معيشتهم من جانب آخر.
وتكمن المشكلة في التعامل مع ظاهرة انتشار الباعة الجائلين في تطلبها ضرورة تعيين الخدمات الأمنية اللازمة بالمناطق والشوارع التي تشن الحملات فيها لمتابعة عدم عودة الباعة إليها مرة أخرى .
أما ثالث الملفات التي بدأت وزارة الداخلية في التعامل معها بقوة هو ملف البلطجة؛ حيث تمكنت الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية من توجيه العديد من الضربات الأمنية الموجعة لمافيا البلطجة وزعمائها و العناصر الخطرة وفرض السيطرة والنفوذ التي استغلت عدم استقرار الأوضاع الأمنية في أعقاب ثورة 25 يناير وأخذت تعيث في البلاد فسادا.
ونجحت الأجهزة الأمنية خلال الأسبوع قبل الماضي فقط في ضبط واحدا من أباطرة البلطجة في مصر كما يطلق عليه وهو صبري نخنوخ، والذي تم إلقاء القبض عليه بفيلته بكينج مريوط بالإسكندرية وبحوزته كمية من الأسلحة النارية والمخدرات وأجهزة الاتصالات اللاسلكية و5 أسود، بالإضافة إلى ضبط اثنين من أخطر البلطجية المشهور عنهم ممارسة أعمال البلطجة وفرض الإتاوات على المواطنين في محافظتي المنوفية و القليوبية ويدعيان بيسو وبيبيتو، وهو ما ساهم بالفعل بحسب إحصائيات وزارة الداخلية في انخفاض معدلات جرائم البلطجة بالبلاد.
ولم ينس وزير الداخلية جمهوره الداخلي بالوزارة؛ حيث حرص على الاجتماع بالضباط والأفراد والمجندين بالعديد من مديريات الأمن ومنها الإسكندرية، ومطروح، والبحيرة، والشرقية، والدقهلية، وبورسعيد، ودمياط، إضافة إلى لقاءاته المتواصلة مع قيادات الوزارة ومساعديه من اجل حثهم على بذل المزيد من الجهود لتحقيق الانضباط وتأمين الجبهة الداخلية من جانب، وتأكيد وقوفه خلفهم ورعايته الكاملة لهم خلال أداء عملهم من جانب آخر.
كما حرص وزير الداخلية لأول مرة على عقد لقاءات مع كبار مشايخ و عواقل القبائل البدوية، سواء في سيناء أو في مطروح، وهو ما كان له عظيم الأثر في زيادة التنسيق والتعاون بين تلك القبائل وأجهزة الأمن في تحقيق العديد من الضربات الأمنية الناجحة، سواء في مجال ضبط الأسلحة النارية والذخائر الثقيلة أو المواد المخدرة.
وعلى الرغم من كل جهود التي قامت بها وزارة الداخلية مؤخرا بقيادة اللواء أحمد جمال الدين، إلا إن المواطنين ينتظرون الكثير والكثير من أجل عودة الأمن والاستقرار إلى الشارع المصري بشكل كامل مرة أخرى؛ لتعود أرض الكنانة آمنة كما قال الله تعالى (ادخلوها إن شاء الله آمنين).
صدى البلد